السعودية تتعاون مع الشركات الصينية لبناء أول سلسلة صناعية محلية للطاقة الكهروضوئية

وفقا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة، من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق العالمي على إنتاج الطاقة الشمسية في عام 2023 الإنفاق على إنتاج النفط للمرة الأولى على الإطلاق. ستبلغ تلك النفقات حوالي 380 مليار دولار للطاقة الشمسية و370 مليار دولار للنفط. هذا يعني أن البشرية دخلت حقبة جديدة في استخدام الطاقة الشمسية، والأكثر إثارة للانتباه هو أن معظم الألواح الشمسية ستأتي من دولة واحدة، وهي الصين.

أفادت الوكالة بأن الصين تنتج 85٪ من خلايا الطاقة الشمسية في العالم، و88٪ من السيليكون المتعدد البلورات الذي يستخدم في تصنيع الألواح الشمسية، بالإضافة إلى 97٪ من سبائك السيليكون والرقائق التي تشكل نواة الخلايا الشمسية. ما هو حجم الطاقة الشمسية المركبة في الصين؟ وفقا للإحصاءات، ستتجاوز السعة المركبة الجديدة للطاقة الشمسية في الصين هذا العام وحده، السعة المركبة في الولايات المتحدة منذ شراء الأمريكيين الدفعة الأولى من الألواح الشمسية في أوائل السبعينيات.

تتمتع السعودية ومنطقة الشرق الأوسط بمزايا جغرافية وسياسية لتطوير الطاقة الكهروضوئية. وفقا لخطة استراتيجية “رؤية 2030” الصادرة عن الحكومة السعودية، ستصل نسبة الطاقة المتجددة في هيكل الطاقة بالبلاد إلى 50٪ بحلول عام 2030. كما تخطط السعودية دخول 27.3 جيجاوات من الطاقة المتجددة إلى الخدمة بحلول عام 2023 ودخول 58.7 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. توفر الظروف الجغرافية المتفردة للمملكة فرصا متميزة للطاقة الكهروضوئية، مما يجعلها أحد المسارات الرئيسية لتنفيذ استراتيجية التحول في نظام الطاقة، ومن ثم تولد طاقة هائلة لسوق الطاقة الكهروضوئية.

تخطط السعودية لتطوير صناعتها الكهروضوئية بقوة، والتي لن تقتصر بعد الآن على سيناريو التطبيق النهائي لمحطات الطاقة الكهروضوئية، ولكنها ستنشئ نظاما كاملا لصناعة الكهروضوئية، تتطلع السعودية إلى مشاركة المستقبل مع الشركات الرائدة في مجال الطاقة الكهروضوئية في كل الحلقات في سلسلة صناعة الطاقة الكهروضوئية بالسعودية، بما فيها إنتاج مواد السيليكون، ورقائق السيليكون، والبطاريات، والوحدات.

بصفتها أكبر منتج للطاقة الكهروضوئية في العالم، شاركت الصين بنشاط في خطة تحويل الطاقة السعودية.

في 25 مايو من هذا العام، أعلنت شركة（TCL Zhonghuan）أنها وقعت عقدا مع شركة الرؤية للصناعة في السعودية، حيث يعتزم الطرفان تأسيس شركة مشتركة والاستثمار في بناء مشروع مصنع رقائق الكريستال الكهروضوئية في السعودية. والغرض من هذا التعاون هو الإنشاء المشترك لأول سلسلة صناعية كهروضوئية ذات مزايا تكنولوجية رائدة على مستوى العالم في السعودية لتمهد الطريق للتحول نحو الطاقة الخضراء في المملكة والشرق الأوسط والأسواق المحتملة في أوروبا وآسيا الوسطى على طول “الحزام والطريق”.

في الوقت السابق، وقعت شركة SEPCOIII تابعة لشركة PowerChina ، وشركة ACWA Power عقد EPC لمشروع البنية التحتية للمرافق العامة في البحر الأحمر السعودي. يعتبر هو أول مشروع مجمع للبنية التحتية الضخمة تنفذه شركة صينية في السعودية. ويتضمن المشروع عدة وحدات من بينها الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة والشبكة الكهربائية. ومن بين هذه الوحدات، يبلغ سعة تخزين مشروع تخزين الطاقة في مدينة البحر الأحمر حوالي 1300 ميجاوات ساعة، وهو أكبر مشروع لتخزين طاقة البطاريات في العالم، والذي سيضمن أن منطقة البحر الأحمر السياحية تعمل بالطاقة المتجددة بشكل كامل.

وقد دخل ​​مشروع محطة رابغ للطاقة الشمسية الكهروضوئية بسعة إجمالية قدرها (300) ميجاوات، والذي تنفذه شركة قوانغدونغ لهندسة الطاقة التابعة لمجموعة هندسة الطاقة الصينية، مرحلة التشغيل رسميا. بعد توصيل المشروع بالشبكة لتوليد الطاقة، سيوفر إمدادات طاقة خضراء ونظيفة لـ 45300 أسرة. كما دخل بناء الهيكل الرئيسي للمصنع الكهروضوئي لمشروع محطة الشعيبة السعودية لتوليد الطاقة الكهروضوئية بقدرة 2.6 جيجاوات حيز التنفيذ، والذي تنفذه شركة قوانغدونغ لهندسة الطاقة. بعد اكتمال المشروع، سيتم تقليل انبعاثات الكربون بنحو 3.12 مليون طن سنويا، وتسريع تحول هيكل الطاقة السعودي والتنمية الخضراء المنخفضة الكربون.

كل من الصين والسعودية دولتان مسؤولتان، وأوفتا بالتزاماتهما بموجب اتفاقية باريس وتواصلان المساهمة في إدارة تغير المناخ. لطالما التزمت الصين بمفهوم “المياه الصافية والجبال الخضراء هي الذهب والفضة”، وتتبع بثبات مسار إعطاء الأولوية لصون النظام الإيكولوجي، والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون. وقد أطلقت السعودية البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون ومبادرة السعودية الخضراء، فأصبحت المشاريع المنخفضة الكربون أحد المجالات الرئيسية للتعاون المشترك بين الصين والسعودية في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. وستواصل الصين الاستفادة من مزاياها في التكنولوجيا والقدرة الإنتاجية لتعزيز التعاون الأخضر مع السعودية.