اليحيا تُحذر من تراجع السعودة

يصوت مجلس الشورى اليوم الأربعاء 12 يوليو 2023 على توصيات التقرير السنوي لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

على رأس جدول الأعمال مناقشة تحذير عضو المجلس الدكتورة ريمة اليحيا أن إجمالي العاملين السعوديين بالقطاع الخاص حتى نهاية الربع الرابع 2022 لا تتعدى 22.1 % من المجموع الكلي. هـذه النسبة غـير مرضية بتاتاً، وخاصة مع كثرة الوظائف في المشاريع الجديدة.

نفس المبدأ ينطبق على نسبة التوطين الضئيلة في مهنة الصيدلة والتخصصات التابعة لها. من غير المنطقي استحواذ الأجانب على مهنة الصيدلة بأكثر من 75% في المستشفيات والصيدليات الخاصة المشهورة الكبرى وفي المراكز الطبية في المملكة.

تحذر اليحيا أن في السوبرماركت الكبيرة، يحتاج عامل الصندوق المواطن للإستئذان من رئيسه مدير الفرع من الجنسية الآسيوية قبل إتمام أي عملية! هذا المثال واقعي ومؤلم، وخاصة أن السعودية تحتل المركز الثاني عالمياً من بين أعلى الدول في احتياطيات النفط المؤكدة بـ 258.6 مليار برميل.

اشتهرت المملكة بجذبها للأيدي العاملة الأجنبية من الكفاءات الماهرة والضعيفة. المحفزات معروفة، وهي توفر الموارد المالية وطفرة المشاريع الاستثمارية العملاقة. علي سبيل المثال، تستعد شركة البحر الأحمر للتطوير لافتتاح ثلاثة منتجعات هذا العام، من ضمن 21 منتجع آخر. إذا كانت الوزارات والهيئات المعنية فعلاً حريصة على توظيف المواطنين الأكفاء، فهذه فرصة سانحة للتشدد في تطبيق عقوبة مخالفة توطين المهن المقصورة على السعوديين بحسب اللوائح والأنظمة.

ألآ يكفي أننا نقرأ يومياً عن تورط المقيمين من جنسيات مختلفة بارتكاب جرائم قتل، وتصنيع وترويج المخدرات، والسلب، والسرقة، والاعتداء على الممتلكات العامة؟ أضف لما سبق، بعض العمالة الوافدة سباقة بمخالفة نظامي العمل والإقامة.

آخر الكلام. سمعنا الخطب الرنانة، والقصائد المُطَوَلَة، وشاهدنا الخطط الملونة عن السعودة، إلا أن لا حلول تلوح بالأفق تلمس أرض الواقع. نأمل أن التصويت اليوم تحت قبة المجلس يشدد على الاهتمام بالكوادر البشرية، وتكثيف الجهود الجادة لتوطين الوظائف في مختلف القطاعات الواعدة.

فهل يحل الشورى اليوم مشكلة السعودة؟