الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الحرب القائمة بين ايلون ماسك، مالك تطبيق “تويتر” Twitter، ومارك زوكربيرغ، مالك تطبيق “ثريدز” Threads، هي ليست حرب بين طبقات الثراء الفاحش، بل هي حرب بين شركات تقنية من أجل الحفاظ على قوة وهيمنة تلك الشركات على بيانات المستخدمين وكذلك تحقيق الأرباح والمكاسب المالية من خلال الدعايات المختلفة في مواقع تلك التطبيقات.
يقوم كلا التطبيقين بجمع بيانات المستخدمين الخاصة بالمحتوى وجهات الاتصال ومحفوظات البحث والمشتريات ومواقع المستخدمين وغيرها من المعلومات الأخرى.
ولكن، قوة وخطورة تطبيق “ثريدز” الآن انه باستطاعته أن يجمع البيانات الخاصة بالتطبيقات الصحية والمالية للمستخدمين، وهذا يراه البعض انتهاكا كبيرا للخصوصية، بينما تطبيق “تويتر” لا يجمع هذا النوع من البيانات الحساسة.
وتطبيق “ثريدز” هو متصل ببرنامج “إنستقرام” المملوك لشركة “ميتا”، وهذا يوفر له الوصول بشكل مباشر وسريع إلى اكثر من 2 مليار مستخدم حول العالم لبرنامج “إنستقرام”، وهذه حركة ذكية من شركة “ميتا” لانها توفر على المستخدمين البدء من الصفر في بناء حساباتهم، حيث أن مستخدمي برنامج “ثريدز” من الممكن أن يسجلون الدخول باستخدام نفس بيانات اعتمادهم وحساباتهم في “إنستقرام”.
وهي خطوة لا عودة فيها، اذا صح التعبير، لأن إذا حذف المستخدمون حساباتهم في تطبيق “ثريدز”، سوف يحذف حسابهم في “انستقرام” بشكل تلقائي، وهذا اللي لا يرغبه المستخدمين القدماء لتطبيق “إنستقرام”.
ومن هنا، ياتي السباق الحقيقي.. وهو: من الذي يفوز بعنصر القوة عبر امتلاك البيانات الهامة لمئات الملايين من المستخدمين حول العالم…؟
بلغ عدد المستخدمين في تطبيق “تويتر” أكثر من 350 مليون مستخدم، بينما حسب مارك زوكربيرغ، مالك تطبيق “ثريدز”، اصبح هناك أكثر من 100 مليون مستخدم جديد للتطبيق حول العالم، وهو رقم كبير خلال فترة وجيزة.. خاصة أن هناك الكثيرين مما استاءوا من التغييرات الاخيرة في “تويتر” بعد فرض رسوم على الحسابات الموثقة، وتحديد عدد التغريدات التي يراها المستخدمون في اليوم، بالاضافة الى بعض المشكلات التقنية و الخسائر المالية في الشركة بعد انسحاب الكثير من شركات الدعاية من تويتر، وكذلك تصريحات إيلون ماسك بخصوص حرية التعبير عن الرأي ورفضه الصريح للمثلية. ومن هؤلاء المنضمين إلى التطبيق عدد كبير من المشاهير ووسائل للإعلام مثل “واشنطن بوست” و”رويترز” و”إيكونوميست”.
لكن هل يدرك المنضمين إلى تطبيق “ثريدز” الصلاحيات لبياناتهم الحساسة، المالية والصحية، والتي وافقوا على منحها للتطبيق الجديد من خلال قبول اتفاقية الترخيص المصاحبة لتسجيلهم في التطبيق..؟
ومن الجدير بالذكر أن هناك الكثير من التحديات اللي تواجه “ثريدز” لان شركة “ميتا” عانت منذ فترة من الانتقادات بخصوص سرية البيانات والحفاظ على خصوصية المستخدمين، وكذلك نتيجة لنقلها البيانات من برنامج تقني لبرنامج اخر مثل “الواتساب”. وتعرضت الشركة كذلك لانتقادات وملاحقة قانونية وتغريمها بسبب معالجتها للبيانات الشخصية واستخدامها في الإعلانات المستهدفة والتي ساعدتها على جني أرباح بمليارات الدولارات، وقد أدى ذلك إلى تأخير دخول الشركة إلى سوق الاتحاد الأوروبي، حيث توجد قواعد صارمة لحماية خصوصية المستخدمين.
ومن المبكر التأكد من نجاح البرنامج لان اكبر عامل نجاح لأي برنامج تقني هو الاستدامة والاستمرار في استخدامه لفترات طويلة من قبل المستخدمين وزيادة عددهم مع الوقت، وهذا شي يصعب التنبؤ به الأن.
وتبقى الحرب الدولية بين شركات التقنية العملاقة والساعية إلى الهيمنة على بيانات المستخدمين، إما لبيعها أو استخدامها في الدعايات المخصصة أو التجسس أو لتحقيق غيرها من الأهداف والتي قد تكون تجارية أو غير أخلاقية، في أغلب الأحيان.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال