الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اعداد الحجاج قابلة للزيادة المليونية كلما اكتملت توسعة الحرمين الشريفين و البنية التحتية ومشاريع جديدة من جسور وانفاق، ، مع توقعات ان يصل عدد الحجاج في السنوات المقبلة الى اكثر من مليونين او 3 ملايين حاج خلال موسم الحج، مع توقع ان يصل عدد المعتمرين الى 30 مليون معتمر وزائر حتى عام 2030، ما يعني المزيد من التوسعات للطرق وابتكار أفكار جديدة لعمل خيام متعددة الأدوار في منى ومشعر عرفات ومزدلفة وأساليب نقل آمنة ما بين سكن الحجاج والجمرات التي تبعد مسافات طويلة، ومسارات لكبار السن والعجزة خلال رمي الجمرات، وتطوير أدوات الطواف والسعي، ورفع عدد المساكن التي تستوعب الحجاج والمعتمرين.
فرغم تنامي عدد الأبراج السكنية والفندقية، وضيق المساحة حول المسجد الحرام في مكة المكرمة والمدينة المنورة، يتطلب ذلك إقامة مدن حجاج على أطراف المدينتين المقدستين مع توفر كل وسائل الخدمات من مراكز تسوق ووسائل نقل مرتبطة ما بين مدن الحجاج والحرم بحيث يستطيع ان يتنقل ضيوف الرحمن بيسر وسهولة، وتضم هذه المدن الى جانب كل الممكنات من متاحف وبرامج ثقافية ودينية، أبراج سكنية وفندقية، وهذا سيخفف كثيرا من الزحام حول المنطقة المركزية.
من المهم ان تضع سلطات الحج والعمرة في الاعتبار ان تكاليف أداء فريضة الحج تشهد ارتفاعا ملحوظا كل عام مع ارتفاع التضخم في دول العالم، وسوء الأحوال الاقتصادية في كثير من البلدان واجور وسائل النقل الجوي والبري والبحري، إضافة الى سماسرة الحج في الخارج الذين يطلبون مبالغ عالية، والكثير منهم يقدم وعود وهمية في الخدمات، وحينما يصل الى الاراض السعودية يكتشف عكس ذلك، وهذا يتطلب جودة الخدمات المقدمة لهم وأيضا عمل قائمة سوداء بالحملات الخارجية التي لا تفي بوعودها.
كما ان الحجاج والمعتمرين يختلفون في الفهم والادراك عما كانوا منذ عقدين، فهم يريدون خدمات ميسرة وسهلة دون تعقيدات، ويعرفون التعامل مع التطبيقات الالكترونية والذكية ولديهم المام كامل بطريقة المطالبة بحقوقهم، ومن المشكلات الرئيسية التي تواجه ضيوف الرحمن بعد أداء الفريضة ورحلة العودة الى بلادهم، احضارهم للمطار قبل ساعات طويلة يضطرون الانتظار مما يسبب لهم الإرهاق والتعب. وأحيانا تواجه خطوط الطيران ضغوطا شديدة في عدم وجود رحلات كافية وأيضا مقاعد، وهنا يحتاج الامر وضع ضوابط مشددة بالالتزام في المواعيد.
بصراحة الحكومة السعودية وسلطات الحج تعمل جاهدة لتطوير أدوات خدمة الحجاج والمعتمرين وكل عام تضيف شيئا جديدا من اجل تسهيل أداء الفريضة، سواء طرق او خدمات او برامج ومبادرات، مثل طريق مكة هذه المبادرة التي انطلقت قبل خمس سنوات والتي اختصرت رحلة إنهاء إجراءات الحجاج من ساعات إلى دقائق معدودة وانهاء الإجراءات في بلدانهم، وانضمت الى هذه المبادرة 7 دول واستفاد مها نحو 70 الف حاج، ومن الخدمات الجديدة التي دخلت هذا العام ، واستخدمت لأول مرة تقنية طلاء الاسطح الاسفلتية لطرق ومسالك المشاعر المقدسة بهدف خفض درجة الحرارة على الحجاج، ومن الخدمات أيضا الجديدة هذا العام تشغيل حافلات ذاتية القيادة لنقل الحجاج من عرفة إلى مزدلفة، على 6 مسارات ولمسافة 4 كيلو مترات. كما اطلقت الحج الرقمي وهي تطبيقات الكترونية وأنظمة ذكية توفر معلومات شخصية وصحية وسكنية للحجاج تساعدهم على الدخول عبر البوابات الذكية، وحجز العربات الكهربائية، وتلقي الخدمات الصحية، وتوزيع الأضاحي، وغيرها من الخدمات، ومن بين الخدمات أيضا سوار ذكي يطلق للمرة الأولى هذا العام لتحسين تجربة الحجاج ورفع جودة الخدمات المقدمة لهم يحتوي على رقاقة إلكترونية تستخدم تقنية NFC للتواصل مع أجهزة المسؤولين، وتقديم معلومات عن حالة الحاج والخدمات التي يحتاجها واستخدمت أيضا هذا العام نظام إلكتروني لإعداد ومراقبة خطة التفويج، وإدارة الحشود، وضمان التباعد الاجتماعي بين الحجاج، بالتأكيد الجهات المختصة تعمل طوال العام على تطوير وابتكار الخدمات المقدمة للحجاج، بما يساعد في تسهيل الحج والعمرة.
من اهم التحديات التي تواجهها سوق العمرة والحج في استضافة المزيد من المعتمرين، هي الطاقة الاستيعابية لرحلات الطيران، حيث ان النمو السنوي في عدد الرحلات الجوية غير كاف لتلبية الطلب المتوقع من ضيوف الرحمن، وارتفاع تكلفة باقات العمرة، اذ أشار برنامج خدمة ضيوف الرحمن التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قبل 4 سنوات، الى ان قلة الخيارات والبدائل التي تسهم في تقديم تجربة مميزة هو ان نســـبة الفنادق ذات التقييـــم الاقل مـــن ثلاث نجوم في مكـــة المكرمة تعـــادل 81 في المائة إجمالي الفنـــادق، مع قلة وجـــود المطاعم ذات الجـــودة والخدمـــة المتميـــزة وتواضـــع تنوعها؛ لتناســـب ذائقة الجنســـيات المختلفة من المعتمريـــن. بالإضافة إلى محدوديـــة تجربـــة التســـوق وتنـــوع المنتجـــات ذات الطابع المحلـــي التي تبـــرز هوية المملكـــة.
وفيما يتعلق بمحدودية مشاركة القطاع الخاص في اثراء التجربة، فإن عملية إصـــدار التصاريـــح بمكـــة المكرمـــة والمدينة المنـــورة يعد عملية معقدة و إجراءاتهـــا أحـــد أبـــرز التحديـــات للقطـــاع الخـــاص؛ بســـبب تدخـــل جهات متعـــددة ووقـــت الانتظار الطويـــل للحصـــول علـــى الموافقـــات النهائية، فضلا عن شـــح البيانـــات والمعلومـــات المتكاملـــة حـــول منظومة خدمـــة ضيـــوف الرحمن ّصعـــب عملية قياس مؤشـــرات الاداء وإصـــدار التقاريـــر والاحصاءات الرســـمية مـــن قبل الجهـــات الحكوميـــة ذات العلاقة، ممـــا أثـــر ًســـلبا علـــى القطـــاع الخاص بشـــكل مباشـــر، ولمح برنامج خدمة ضيوف الرحمن بوضوح، ضرورة تحسين خدمات الطيران الدولي وخدمات النقل بين المدن وأماكن السكن والإقامة، وكذلك المواقع الاثرية والبنية التحتية للخدمات.
والحقيقة ان طموحات القيادة السعودية كانت دائما وابدا خدمة الحجيج وضيوف الرحمن والمعتمرين وتقديم افضل الخدمات لهم، وانفقت بسخاء على المشروعات ولعل أهمها تطوير منشأة الجمرات، وقطار المشاعر المقدسة، ولعلنا نستعير هنا من كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عند استقباله للأمراء ومفتي السعودية وأصحاب الفضيلة والعلماء والوزراء والمشايخ وكبار المدعوين في مشعر منى خلال استقباله نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حينما قال “سنسخر الإمكانيات لتيسير أداء الحج كل عام إلى ما لا نهاية”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال