الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تلعب السياحة دوراً حيوياً في تحقيق النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتعزيز الثقافة، وبالرغم من أن المملكة العربية السعودية تحتوي على العديد من المعالم السياحية التاريخية والحديثة الرائعة، إلا أن العدد لا يستهان به من السعوديين الذين يفضلون السفر والسياحة خارج البلاد، فكيف يمكن التعامل مع تحدي جذبهم للسياحة المحلية؟
تفضيل هذا الكم الكبير من السعوديين للسياحة في الخارج خاصة في مواسم الاجازات – في العموم – وراءه عدة أسباب، منها التعرف على التنوع الثقافي والجغرافي، والبحث عن التجديد والاسترخاء بأسعار معقولة، ويلعب التسوق – خاصة للعوائل – سببا مهما للحصول على المنتجات والسلع ذات الجودة العالية التي ربما لا تتوفر بسهولة في المملكة أو تكون أسعارها مبالغا فيها.
الجدير بالذكر أن الجهات المعنية بالسياحة تعمل بجد واجتهاد على تطوير هذه الصناعة في المملكة، ومع ذلك فإن تحقيق النجاح في هذا الصدد يتطلب التركيز على تطوير السياحة الداخلية بشكل نوعي ومنافس، من خلال توفير المزيد من الخيارات والأنشطة السياحية المتنوعة، وتحسين الأسعار لتكون في متناول كافة طبقات المجتمع مع جودة الخدمات والمرافق السياحية.
لكن الأهم – وهي مسألة لا تحظى حتى الآن بالاهتمام الواجب وبمنهجية علمية ومهنية – هو رفع الوعي السياحي لدى المجتمع السعودي وتشجيعه على الساحة الداخلية، وهو تحدي حقيقي أمام هذه الجهات المعنية بتطوير السياحة المحلية، فالسائح السعودي أذكى بكثير من أن يعامل بشكل سطحي، وأكثر معرفة بما يوجد حوله من منتجات وخدمات، ويدرس ويحلل ويقارن ولم يعد يقبل بالقليل، كما أن السفر لخارج السعودية هو من ثقافة السعوديين، حيث يحرص العديد منهم على تخصيص جزء من وقتهم ومواردهم لتجربة السفر والاستكشاف خارج البلاد.
علاوة على ذلك، يلعب الإعلام الموجه في الدول السياحية دوره الذكي في جذب السائح السعودي لها، حيث يُعرض عليه وجهات سياحية جديدة وبتفاصيل دقيقة بشكل مستمر، والتي ستكون مثيرة لاهتمامه وتلبي احتياجاته وتطلعاته، خاصة أن شريحة السائح السعودي تعتبر المفضلة للعديد من الدول السياحية بسبب قوته الشرائية الضخمة، وبعده في المجمل عن السلوك المزعج أو الاجرامي، لذلك هو مرحب به وتحت مجهر الجذب دائما.
وأمام التسويق الخارجي الموجه للسائح السعودي، وبسبب ضعف التسويق والترويج محليا، مازال هذا السائح يجهل الكثير عن المعالم السياحية المتوفرة في المملكة، وتنوع ثقافة مجتمعاتها المناطقية الجميلة، ولكن مازال – بسبب عدم الوعي – يشعر بالحرج من السفر والتجول في بعض مناطق المملكة بسبب الاعتقاد بأن تقاليد بعض المناطق مختلفة عن تقاليده الاجتماعية، بينما هذه الصورة غير صحيحة.
يُرى العمل الجاد على إيجاد البنية التحتية وتقديم وتوفير الخدمات المتعلقة بالسياحة بالمملكة ولكن هذا لا يكفي، فكأولوية مطلقة فإن الحاجة ماسة جدا إلى التركيز – أيضا – على العمل بمنهجية علمية ومهنية عالية على رفع مستوى الوعي السياحي لدى المجتمع السعودي، حتى تزداد جاذبية السياحة في الداخل له في المستقبل بمشيئة الله.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال