صندوق الاستثمارات العامة ومعايير الحوكمة والاستدامة

حصل صندوق الاستثمارات العامة منذ أيام على المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط والسابعة عالمياً مقارنة بـ100 صندوق سيادي عالمي وفقاً لتقييم إدارة صناديق الثروة السيادية Sovereign Wealth Fund 

(Global SWF) والتي تؤكد التزام الصندوق في تطبيق معايير الحوكمة والاستدامة.  وهذا التقييم هو نتيجة لتطبيق صندوق الاستثمارات العامة أفضل ممارسات الحوكمة والاستدامة حسب المعايير العالمية.

فالصندوق، من منظور الاستدامة، حقق إنجازات ضخمة فهو أول صندوق ثروة سيادي يصدر سندات خضراء بما في ذلك إصدار سندات خضراء لمدة 100 عام لأول مرة، بقيمة إجمالية وصلت إلى نحو ثمانية ونصف مليار دولار.  والسندات الخضراء، وفقاً لبيانات البنك الدولي، هي صكوك استدانة يتم فيها التمويل للمشروعات المتخصصة في المناخ والبيئة، وهذه الصكوك تجذب المستثمرين في قطاع الاستثمارات البيئية وتعمل على مبدأ الاستدامة المالية والاستدامة البيئية والاقتصادية، وهذا ما يميزها عن السندات التقليدية.

ومن العوامل التي جعلت الصندوق يكتسب الثقة الدولية، أنه أول صندوق سيادي في المنطقة يعلن استهدافه الوصول إلى الحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول 2050 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون. كما ان الصندوق يدعم التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، ومن أحد مبادرته تنظيم أكبر مزادات طوعية من نوعها، على مستوى العالم، وتم بيع فيها اكثر من ثلاثة ونصف مليون طن من أرصدة الكربون الطوعي لعدة جهات محلية وعالمية.

أما من منظور الحوكمة، فإن صندوق الاستثمارات العامة انشئ نموذج حوكمة تشغيلي يوضح بدقة شديدة وعلى مستوى عالي من الشفافية والفعالية، مهمته وأهدافه، وهو يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية. فالصندوق يرتبط من ناحية تنظيمية بمجلس الشؤؤن الاقتصادية والتنمية، ويتميز بشخصية عامة اعتبارية، وهو يتمتع أيضا بالاستقلال المالي والإداري، مما يحقق له المرونة المطلوبة وتحقيق نتائج وانجازات كبيرة.

كما أن من إنجازات الصندوق تأسيس 79 شركة في 13 قطاعات استراتيجية، وتوفير اكثر من نصف مليون وظيفة لأبناء وبنات الوطن، واصول الصندوق تبلغ اكثر من اثنين ونصف تريليون ريال، وتستهدف استراتيجيته زيادة أصوله لتصل إلى عشرة تريليونات بحلول عام 2030.

ومن عوامل نجاح الصندوق كذلك، هو أنه يتابع أداء الشركات التابعة بدقة لتحقيق أكبر قدر من الأرباح لجميع المستثمرين وتحقيق أهدافه الاستراتيجية، كما أنه يتبع منهجية استراتيجية وآلية واضحة عند اختياره للقطاعات الاستثمارية، ومعايير الأداء، وأيضا إدارة المخاطر.

وتعود نشأة صندوق الاستثمارات العامة في المملكة لأكثر من 50 عاماً، حيث تأسس في عام 1971م بموجب المرسوم الملكي رقم (م / 24)، وطوال تلك السنوات كان الصندوق ومازال عاملاً اقتصادياُ ووطنياً هاماً، وأصبح مع رؤية 2030 يساهم بشكل رئيسي في تأسيس الشركات الحيوية الكبرى محلياً، كما أصبح صندوق ممول للمشاريع الاستراتيجية العملاقة وتعزيز الاقتصاد السعودي، إلى أن أصبح اليوم أحد اكبر الصناديق السيادية في العالم.