الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أنا فخور بوطني، وأبناء وطني.
عشنا عشرات السنين وهم يوهموننا أن الطريق طويل أمامنا لنتصدر، وبعضنا صدق، بل وروج لهذه الأفكار، وعاش عقلنا الجمعي أسيراً لها طويلاً، ومن رفضها لم يجد منبراً يدعمه، وكان يواجه رفضاً راسخاً للاستماع حتى لطرحه، حتى آثر الكثيرون الصمت، و رضوا من الغنيمة بالإياب.
كان الخروج من هذه العقلية، التي تتوهم تفوق الآخرين، يحتاج إلى دعم قوي، وحقائق وإنجازات، ويحتاج منا قبل كل شيء أن نصدق أننا نستطيع.
والآن، وتحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يمكنني التأكيد بثقة أننا نجحنا.
نجحنا في الإيمان بتميزنا كشعب ودولة، ونجحنا في وضع الثقة بأبناء الوطن لتبوء أرفع المناصب، ونجحنا أن نحقق من الإنجازات ما يجعلنا نطالب الجميع بالاعتراف بتميزنا ووضع وطننا وإنجازاته وشركاته وأبنائه في مكانهم الصحيح بين نظرائهم.
لماذا أكتب هذه الكلمات؟
لأني علمت مؤخراً أنه وللمرة السادسة على التوالي نجحت شركة من بلادي في تصدر قطاعها في الشرق الأوسط، وأنها أصبحت رقما عالمياً يستحيل غض النظر عنه، أو محاولة تجاهله، فهي حاضرة بقوة وكفاءة وتزداد تميزاً كل عام.
أتحدث عن طيران ناس، شركة الطيران الوطنية، التي نجحت للمرة السادسة في الفوز بجائزة سكاي تراكس العالمية كأفضل طيران اقتصادي في الشرق الأوسط، وهي الجائزة الأرفع في قطاع الطيران، والتي لا تمنح إلا بعد استطلاع يستمر لعدة أشهر، ليخرج بتقييم دقيق محايد ومعترف به على مستوى العالم، ولم تكتف بهذا فقط، بل ارتفع تصنيفها دوليا، لتصبح الرابعة ضمن أفضل خمس شركات طيران اقتصادي في العالم.
لقد نجح طيران ناس في إثبات أن شركاتنا الوطنية، بقياداتها الوطنية، وكوادرها الوطنية، قادرة على تصدر المنافسة مع شركات عالمية تستعين بأفضل الخبرات من حول العالم في قطاعها، وتستند إلى تمويلات مليارية، لكنها رغم ذلك لا تستطيع أن تتفوق على السعوديين.
إن صعود طيران ناس للمركز الرابع عالمياُ، واختياره كأفضل طيران اقتصادي في الشرق الأوسط لست سنوات على التوالي، ليس حادثة منفردة، بل هو نتيجة طبيعية للنمو المستمر الذي يشهده قطاع النقل الجوي في المملكة، فنحن أمام قطاع يطمح إلى أن يصبح خلال السنوات القليلة المقبلة من الأكثر تميزاً في العالم، وان يربط مدن المملكة مع 250 وجهة عالمية، وأن ينجح في نقل 300 مليون مسافر سنوياً، وهو ما يتطلب وجود شركات نقل وطنية قوية وناجحة ومبتكرة، وبنية تحتية من المطارات الحديثة التي تقدم خدمات مميزة، وكوادر مميزة تقدم كافة الخدمات الجوية والأرضية التي يحتاجها القطاع.
وأستطيع أن أقول بثقة أننا نسير بخطى ثابتة على هذا الطريق لتحقيق هذه المستهدفات، وأرى النجاحات المتواصلة التي يحققها طيران ناس ووصوله إلى أعلى التصنيفات عالمياً ضمن هذا الإطار الذي يتوسع بشكل مستمر ليزيد من عوامل تميز المملكة في قطاع النقل الجوي.
فنحن نرى اليوم هذه النجاحات المميزة من طيران ناس، وأعلم يقيناً أننا سنرى أيضا تميزاً مشابهاً من شركة طيران الرياض، التي ننتظرها كسعوديين والتي تهدف إلى ربط 100 وجهة بالرياض عبر رحلات استثنائية تحمل بين طياتها هويتنا وكرمنا السعودي، ونتطلع بلهفة إلى إطلاق مطار الملك سلمان الذي سيكون واحداً من أكبر المطارات في العالم، ليستقبل 120 مليون مسافر بحلول 2030.
إننا أمام منظومة متكاملة، تدعمها القوانين والتشريعات، وتقف خلفها رؤية عظيمة لقيادة لا تعرف المستحيل، وتؤمن حقاً أن شعبها قادر على تحقيق ما ظن كثيرون أنه أمر مستحيل.
بقي فقط أن أشير سريعا ومرة أخرى لجوائز طيران ناس، نحن أمام إنجاز وطني حقيقي، وفخر لكل سعودي، ولا ادل على ذلك من تواجد رئيس هيئة الطيران المدني في حفل تكريم هذه الشركة الوطنية في العاصمة الفرنسية باريس، حيث أصبح طيران ناس خير سفير وممثل للمملكة في كافة المحافل الدولية.
أبارك لطيران ناس، وأبارك لوطني وأبناء وطني، وأقول لهم جميعاً شكراً، لأنكم جعلتمونا في مكاننا الطبيعي.. في الصدارة على الأرض وفي السماء.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال