كيف تنجح مشاريع المدن الذكية؟

الهجرات المتزايدة من القرى والمحافظات الصغيرة نحو المدن الكبرى أنتج تحديات ومشاكل عديدة في المدن وكان لازماً على مسيري المدن من إيجاد حلول للواجهة هذه التحديات، ومن وأهم هذه الحلول التحول نحو المدن الذكية.
فمن المتوقع ان تكون هناك أكثر من 88 مدينة ذكية حول العالم خلال السنوات القادمة. وفي الوقت الحالي تولي الحكومات المدن اهتماما أكبر من القرى للتحول نحو المفهوم الذكي وتركز عليها وذلك لأسباب مختلفة منها:

• أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في المدن.
• بحلول عام 2050 متوقع أن 70% من السكان عالمياً يقطنون المدن.
• مشاكل المدن وتحدياتها أكثر وهي متعددة ومختلفة وأكثر تعقيداً ويصعب حلها بالطرق التقليدية.
• المدن هي مركز الابتكار والاختراع وهي المحرك الرئيسي لاقتصاديات الدول.
• ومن المتوقع أن يتضاعف عدد المدن مستقبلاً.

فالمدن تعاني من عديد من التحديات منها قدم التصميم والبنية التحتية والتزايد السكاني المتسارع وارتفاع نسبة التلوث كذلك السكان أصبح لديهم طموح ورغبة مستمرة في تطوير مدنهم ونمط حياتهم. كل هذا وغيره أحدث ضغوط على مشرفي المدن لتبني فكرة المدن الذكية لمواجهة هذه التحديات وتقديم خدمات بشكل مختلف مما يساهم في تحقيق الهدف الأهم في المدن الذكية والمتمثل في الرفع من جودة الحياة.

وهناك عدد من الامور التي يجب النظر لها عند تحويل المدن الى مدن ذكية أو بناءها من الصفر:

1. تحديد الرؤية  والاهداف  المرجوة من تبني فكرة المدينة الذكية وبشكل واضح: ماذا نريد أن نحققه؟ هل نريد خفض نسبة التلوث ؟ محاربة الفساد؟ تقليل الازدحام المروري ؟ التعامل مع المشاكل والجرائم في المدينة؟ وبعد أن نحدد الأهداف نقوم بوضع خطة لتحقيق ذلك. 
2. تبني تطبيقات ذكية امنه تحسن جودة الحياة وتحافظ ع البيئة وهناك العديد من التقنيات مثل انترنت الأشياء، البيانات، الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وغيرها الكثير.
3. توفير بنية رقمية تربط كافة ارجاء المدينة بلا استثناء لابد ان يكون الانترنت متاحا للجميع.
4. تخطيط المدن بطريقة ذكية من خلال دراسة مكونات المدينة بشكل دقيق فلدينا السكان والمباني والمرافق والنقل والمياه والطاقة والنفايات وكذلك نحتاج ومعالجة وتحليل للبيانات وعمل محاكاة (Simulation) للتصور المتوقع لها.
5. لابد من توفر إدارة مركزية للمدينة الذكية من خلال نظام تحكم مركزي وبوجود مشرفين مؤهلين للتعامل مع هذا النوع من المشاريع مع ضرورة تدريبهم وتطويرهم بشكل مستمر.
6. يجب أن يتم أتمتة الخدمات المقدمة للمستفيدين في المدينة بدون الحاجة لزيارة المقرات الحكومية والشركات وهذا يحقق فوائد متبادلة سواء للجهات المقدمة للخدمة أو المستفيدين منها.
7. مراقبة الاحياء والشوارع في المدينة بكاميرات ومستشعرات مع الحفاظ على خصوصية بيانات المستفيدين وتوضيح طريقة التعامل مع هذه البيانات ومن له حق الوصول والتعامل معها وهل يمكن مشاركتها مع جهات أخرى.
8. المحافظة على هوية وتراث وثقافة المدينة وعدم التعدي على إرث المدينة التاريخي فالمدينة المدينة الذكية لا تعني التخلص من الحضارات واستحداث أشياء جديدة مختلفة.
9. تأمين أنظمة المدينة ضد الهجمات السيبرانية واتباع أفضل المعايير في هذا الإطار.
10. التأكد من إشراك السكان (بما فيهم الجهات المهمة مثل أمانات المدن، الصحة والجامعات وغيره) في القرار والتطويرات فيما يخص المدينة.