الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عمل مجلس الإدارة، كما يراه المختصون والمهتمون في هذا المجال، يعتبر من أصعب الأعمال التي تُمارس في الشركات، هذا إذا تم القيام به على الوجه الصحيح، و أعطي ما يستحقه من جهد و اهتمام. السبب في ذلك، أن مجالس الإدارات هي المسؤولة، في المقام الأول، عن أداء الشركات التي ترأسها، و مساءلة عن نجاحاتها وإخفاقاتها، و لكنها في الوقت نفسه لا تباشر الأعمال التي تتم داخل الشركات، و لا تقوم بأدائها، فهي، إذاً، مسؤولة عن أمور لا تؤديها بنفسها، ولكنها تقوم بدور الإشراف و المتابعة و الرقابة و التوجيه للتأكد من أن تلك الأعمال تسير في المسار الصحيح، بما يخدم الشركة ويحقق تطلعات وتوقعات كافة العاملين و المتعاملين معها، و يأتي في مقدمتهم، بلا شك، مساهمي الشركة وملاكها.
معادلة صعبة، تبين أهمية دور مجلس الإدارة من جانب، و تعقد، بل تداخل وتشابك، ممارسة ذلك الدور والقيام به على الوجه المطلوب من جانب آخر، مما يؤكد أن عمل المجلس ليس عملاً شرفياً، كما هو الحال في السابق، يكتفى فيه بحضور الاجتماعات، ومناقشة ما يعرض من مقترحات و تقارير بصفة عاجلة وسريعة.
يدعم ذلك، ما مرت، و ما تمر به، بعض الشركات محلياً أو دولياً، من مصاعب و متاعب، جاءت في أغلبها، نتيجة ضعف مجالس إداراتها، و عدم قيامها بدورها على الوجه المطلوب، و عدم إعطائه ما يستحقه من الجهد و الوقت. فمن حيث الوقت على سبيل المثال، تذكر بعض الدراسات أن متوسط ما يخصصه عضو المجلس لا يقل عن 32 يوماً في السنة للشركة الواحدة، و بعضها يذهب أكثر من ذلك حيث المتوسط حوالي 300 ساعة في السنة، ما بين التحضير و المشاركة في المجلس ولجانه، مع تحفظ تلك الدراسات على تلك الأرقام حيث تراها غير كافية لإعطاء المجلس ما يستحقه من عناية واهتمام من قبل العضو في ظل التحديات والتطورات التي تواجه الشركات في الوقت الحاضر. هذا يعني أن متوسط ما يمنحه العضو للمجلس الواحد حوالي ثلاثة أيام في الشهر الواحد، و لنا أن تتخيل حينما يكون العضو مشتركاً في أكثر من مجلس، و يمارس أعمالاً أخرى تأخذ من وقته الشيء الكثير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال