التعرف على عمليات الاحتيال المتعلقة بالهندسة الاجتماعية وتجنبها في وسائل التواصل الاجتماعي

مع التطور الرقمي السريع أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وربط الأفراد في جميع أنحاء العالم، وتعزيز المجتمعات عبر الإنترنت، وتوفير منصة لتبادل الخبرات والأفكار والمحتوى. ومع ظهور الهواتف الذكية وانتشار الوصول إلى الإنترنت، ارتفع إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي بشكل كبير، مما يجعلها واحدة من أكثر قنوات الإتصال تأثيراً وإنتشاراً في عصرنا الحالي.

ومع إزدياد حسابات المستخدمين واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أدت إلى زيادة احتيال مجرمي الإنترنت لاستغلال نقاط الضعف الكامنة في التفاعلات الاجتماعية وظهور هجمات الهندسة الإجتماعية، مما شكل مخاطر كبيرة على الأفراد والشركات وحتى الحكومات.

في هذا المقال سوف نتعمق في شرح العلاقة بين الاستخدام المتصاعد لمنصات التواصل الإجتماعي و خطر تزايد هذا النوع من الهجمات والاستراتيجيات التي يستخدمها مجرمو الإنترنت، وكيف يمكن منعها ومكافحتها بشكل فعال وذلك لتعزيز بيئة رقمية أكثر اماناً. 

وفي هذا الإطار سوف نُعرف عمليات الاحتيال في الهندسة الإجتماعية وهي عبارة عن تكتيكات تلاعُب يستخدِمها مجرمي الإنترنت لخداع الأفراد وإستغلالهم على منصات التواصل الإجتماعي. تستهدف هذه العمليات الاحتيالية مجموعة من الحيل للتلاعُب بالعواطف والثقة، لخداع المستخدمين وذلك بهدف الكشف عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات معينة أو عمليات احتيالية. وغالباً ما يتنكر مجرمو الإنترنت على انهم كيانات أو أفراد يتظاهرون بالثقة لكسب ثقة ضحاياهم وتحقيق أهدافهم الاحتيالية. ومن أشهر هجمات الهندسة الإجتماعية التي حدثت على وسائل التواصل الإجتماعي هي عملية احتيال Twitter Bitcoin في عام 2020، حيث استهدف هذا الهجوم البارز حسابات تويتر البارزة وكان له تأثيراً كبيراً على سمعة المنصة. وأيضاً الهجوم الذي تم في عام 2022 والذي استهدف أوبر Uber حيث استخدم مجرمي الإنترنت المنصة الداخلية لأوبر و انتحل شخصية موظف والحصول على وصول داخلي إلى الشبكة حيث أنهم تمكنوا من الإطلاع على معلومات حساسة واعترف المهاجمين بأنهم استخدموا الهندسة الإجتماعية لاختراق بروتوكولات آمان Uber  بكل سهولة.

كيف تتم عمليات وحيل الهندسة الإجتماعية على وسائل التواصل الإجتماعي:

1. هجمات التصيد الاحتيالي، حيث يُرسل المحتالون رسائل بريد إلكترونية إحتيالية تبدو كأنها من مصدر موثوق وغالباً ما تحتوي على خبر عاجل أو جذاب والهدف هو حث المستخدم للنقر على الرابط لسحب البيانات أو تثبيت برامج ضارة على جهاز الضحية.
2. إنتحال الهوية، وهو إنشاء ملفات تعريفية مزيفة تحاكي الأفراد أو المشاهير أو المنظمات الموثوقة وذلك لإشعار المستخدمين بالثقة والمصداقية وذلك بهدف تنفيذ عمليات احتيالية.
3. المسابقات والهدايا الوهمية، وذلك عن طريق الترويج عن مسابقات أو هدايا مزيفة من خلال الإشتراك، لهدف جمع المعلومات أو نشر البرامج الضارة.
4. العروض والإعلانات المزيفة، يقوم المحتالون في وسائل التواصل الاجتماعي بإنشاء إعلانات لافتة للنظر كخصومات أو عروض محددة بوقت، لهدف الاحتيال المالي أو تلقي منتجات مزيفة.
5. الإستيلاء على الحساب، بإستخدام طرق متنوعة من الإحتيال، ليتمكن المحتال من السيطرة على الحساب ونشر معلومات خاطئة أو وهمية للأصدقاء ومتابعي مالك الحساب. 
6. التلاعب العاطفي، غالباً ما يتم التلاعب على مشاعر المستخدمين واستغلال مشاعر الخوف، أو الفضول، أو الاستعجال، أو التعاطف لتنفيذ عمليات الإحتيال. 

كيف نحمي أنفسنا من تهديدات الهندسة الإجتماعية:

يلعب الوعي دوراً هاماً في حماية المستخدمين من تهديدات الهندسة الإجتماعية المحتملة على منصات التواصل الإجتماعي، وفهم أهمية هذه العوامل يساعد المستخدمين على أخذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية معلوماتهم الشخصية ومن أهم النقاط التي يجب إتباعها، التالي: 

1. التعرف وفهم علامات التحذير وإدراك أساليب الهندسة الاجتماعية الشائعة وذلك لتجنب الوقوع في خطر المحتالين. 
2. تأمين المعلومات الشخصية واتخاذ خطوات حذرة لحماية المعلومات الحساسة. 
3. الوعي بأساليب التصيد الاحتيالي حيث أن الوعي الكافي يمكن المستخدمين من اكتشاف محاولات التصيد الإحتيالي وعدم فتح الروابط غير المعروفة والمشبوة أو تقديم بيانات اعتماد تسجيل الدخول إلى مواقع الويب الاحتيالية. 
4. التحقق من هوية جهات الإتصال والحسابات وروابط المواقع الرسمية URL، يساعد المستخدمين على تجنب الوقوع ضحية لعمليات الاحتيال مثل انتحال الهوية.
5. الإبلاغ عن الحسابات أو الرسائل المشبوهة في وسائل التواصل الإجتماعي، حيث يساعد إعداد التقارير الفريق الأمني في النظام على اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية المستخدمين الآخرين من عمليات الإحتيال. 
6.  الإبتعاد عن الإجراءات الاندفاعية، حيث يساعد الوعي بأساليب التلاعب العاطفي في الهندسة الإجتماعية المستخدمين على تجنب اتخاذ قرارات متهورة أو عاطفية. 
7. تعزيز آمان الحساب عن طريق اتخاذ خطوات استباقية لتأمين حساباتهم على وسائل التواصل الإجتماعي، مثل المصادقة الثنائية و استخدام كلمات مرور قوية وتحديث كلمات المرور بانتظام. 

وإستخلاصاً لما سلف فإن الوعي وفهم المخاطر والتعرف على علامات التحذير هو خط الدفاع الأول ضد عمليات الاحتيال المتعلقة بالهندسة الإجتماعية على وسائل التواصل الإجتماعي ويمكّن الأفراد من حماية معلوماتهم الشخصية والحفاظ على الأمان والمساهمة في بيئة رقمية أكثر آماناً.