الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
جاءت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لترسم حاضر حكومة عالية الأداء تتسم بالفعالية والشفافية والمساءلة، وتحديد مواطن القوة وتُعَظم أثرها، وتشمل كافة الجوانب التي تمس حياة المواطن ومستقبل الوطن، وهو ما تعبر عنه مرتكزاتها الرئيسية (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، ووطن طموح).
ومن أهم السمات التي تتسم بها الرؤية، تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد متنوع ومستدام غير نفطي، وتحسين جودة الحياة للمواطنين، وتطوير وتهيئة البيئة الممكنة للقطاع العام، وتحقيق التميز في الأداء الحكومي، ودعم التحول الرقمي، والإسهام في تنمية القطاع الخاص، وتعزيز التنمية المجتمعية، وضمان استدامة الموارد الطبيعية.
وبما أن الرؤية تهدف إلى تحقيق التقدم والتطور والازدهار، فإن هذه الاهداف تتطلب وجود أدوات فعالة ومستدامة لتحقيق نتائجها المرجوة وعلى رأسها الحوكمة.
لاشك أن الحوكمة الجيدة والفعالة احدى أهم العوامل الأساسية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تعد احدى اهم ادوات الرؤية وتلعب دوراً كبيراً وحيوياً لتحقيق اهدافها، ومن أهم مبادئها “العدالة، المسؤولية، المساءلة، النزاهة، الشفافية “.
في هذا السياق، حرصت الدولة ايدها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين عراب الرؤية وقائدها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهم الله – على تحسين الحوكمة في جميع المجالات، وتركز جهودها على تحسين الشفافية والمساءلة والمشاركة المجتمعية. وقد تبنت عدداً من الإجراءات والسياسات التي تهدف لتحقيق الأهداف والاستدامة، مثال ذلك التطور الكبير في الأنظمة واللوائح الحكومية، وتعزيز الشفافية في إدارة شؤون البلاد والتعاملات المالية، وتحسين جودة الخدمات، وزيادة المشاركة المجتمعية في صنع القرار.
من هذه الإجراءات تأسيس هيئة الرقابة والتحقيق، وإنشاء الدوائر الجزائية الخاصة بالفساد، وإصدار وتطوير الأنظمة واللوائح التي تتعلق بالشفافية والمساءلة، مثال ذلك إصدار نظام الإفلاس الجديد ولائحته التنفيذية، وتطوير لوائح هيئة السوق المالية، ونظام الشركات، وإنشاء المركز السعودي للتحكيم التجاري، وإصدار نظام المنافسات والمشتريات الحكومية الجديد، وصدور نظام المحاكم التجارية ولائحته التنفيذية وغيرها.
بدأت ثقافة الحوكمة تنتشر بشكل أكبر على القطاع الخاص وأصبحت كثير من الشركات تنتهج تطبيق افضل معايير الحوكمة لرفع مستوىادائها، وتحسين عملية صنع القرار، وجذب المزيد من المستثمرين وتعزيز مبدأ الشفافية بين المساهمين والموظفين والعملاء .
ومن بعض مزايا تأثير رؤية المملكة 2030 في تعزيز ثقافة الحوكمة على مستوى القطاع الخاص:
1- زيادة الثقة: تساعد الحوكمة الجيدة على زيادة الثقة في الشركة من قبل المستثمرين والعملاء والموظفين والموردين، مما يمكن الشركة من جذب المزيد من المستثمرين والعملاء.
2- تحسين إدارة الشركة: تساعد الحوكمة الجيدة على تحسين إدارة الشركة من خلال وضع سياسات وإجراءات محددة للعمليات الداخليةوتحديد مسؤوليات الإدارة والموظفين.
3- تقليل المخاطر: تساعد الحوكمة الجيدة في تقليل المخاطر من خلال وضع سياسات وإجراءات للتحكم في المخاطر وإدارتها بشكل فعال.
4- جذب المواهب: تساعد الحوكمة الجيدة في جذب المواهب المؤهلة والموظفين المخلصين المتفانين في العمل، مما يساعد على تحسين أداء الشركة وتحقيق مستهدفاتها.
5- زيادة قيمة الشركة: تساعد الحوكمة الجيدة على زيادة قيمة الشركة من خلال بناء السياسات والاجراءات اللازمة والتي تلعب دور هام في رفع ادائها وجذب المزيد من المستثمرين وزيادة فرص التوسع والنمو.
باختصار، يمكن القول أن الحوكمة الجيدة مفهوماً شاملاً يتضمن العديد من الجوانب، تتعلق بطريقة إدارة المؤسسات والمنظمات بطريقة فعالة وشفافة ومسؤولة، وعاملاً رئيسياً في تحقيق التنمية االمستدامة ونمو التطوير والازدهار للمجتمع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال