التصنيع والذكاء الاصطناعي.. وكيفية الاستفادة القصوى

للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على عمليات التصنيع في جميع أنحاء العالم، بدءاً من مراقبة الجودة إلى تصميم المنتجات والتنبؤ بالنتائج المستقبلية.  وبذلك، يستخدم المصنعون أنظمة الذكاء الاصطناعي بهدف تغيير طريقة عمل مصانعهم.

ويعمل الذكاء الاصطناعي من خلال التعلم الآلي على تحفيز الطرق الابتكارية لتصنيع منتجات الصناعات المختلفة، حيث يستخدم المصنعون مزايا الذكاء الاصطناعي لأداء المهام بشكل أسرع وأكثر دقة من الطريقة اليدوية المعتادة.  كما يُعد الذكاء الاصطناعي ذا فائدة كبرى في مراقبة الجودة حيث يمكنه استخدام عمليات الفحص البصري الآلية لاكتشاف العيوب الدقيقة التي قد لا تكتشفها العين البشرية. كما تستخدم العديد من الشركات تلك التقنية الحديثة في الإنتاج وتطوير المنتجات وإدارة سلاسل التوريد.

ومن أكثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي شيوعاً كذلك في التصنيع هي تطبيقات الصيانة التنبؤية.   وفي الصيانة التنبؤية، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي مراقبة مدخلات العديد من الآلات والأنظمة ثم رصد الإشارات المبكرة للعمليات التي قد تكون على وشك العطل او التعطل.  ومن ثم، يمكن لتلك المصانع اتخاذ الإجراءات الضرورية في وقت مبكر لمنع الخسائر المادية أو المشكلات التقنية التي قد تتسبب في سحب المنتجات من الأسواق مما ينتج عنه خسائر أخرى عديدة.

وبالإضافة إلى ما تم ذكره، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي يتم بشكل متزايد في عملية التصميم في المصانع ويتم ربطه بالطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث يتم إدخال المعايير وأهداف التصميم في خوارزمية الذكاء الاصطناعي، مثل المواد المستخدمة والتكلفة، ثم تقوم الخوارزمية بعد ذلك بتجربة الآلاف من خيارات التصميم المختلفة للعثور على أفضلها.

وغيرها الكثير من التطبيقات الأخرى للذكاء الاصطناعي في المصانع.

وفي هذا المقال، سأذكر عدة أمثلة من مصانع لشركات سيارات عالمية، كأحدى القطاعات التي تتبنى تلك التقنية الحديثة بشكل كبير.

والمثال الأول هو قيام مصانع شركة ميتسوبيشي موتورز اليابانية بتطوير نظام ذكاء اصطناعي يعلم الروبوتات مهام جديدة من خلال السماح للآلات بتطوير الإجراءات المثلى للتصنيع من خلال التجربة والخطأ، وبالتالي النجاح في التوصل إلى تصنيع ذكي للسيارات لا توجد فيه أخطاء أثناء عمليات التصنيع المختلفة.

كما تستخدم مصانع شركة بريدجستون اليابانية المُصنعة للإطارات تقنيات الذكاء الاصطناعي المزودة بأجهزة استشعار لتقوم بفحص نحو 480 عنصرا ماديا مختلفا، أثناء التصنيع، لضمان تجميع جميع الإطارات في حالة مثلى.

وفي ألمانيا، تستخدم مصانع شركة السيارات بي إم دبليو تطبيقات التعرف التلقائي على الصور حيث يقارن الذكاء الاصطناعي تسلسل الإنتاج المستمر بمئات الصور الأخرى من نفس التسلسل للتأكد من تركيب جميع الأجزاء بشكل صحيح.

كما تستخدم مصانع شركة فولفو السويدية أدوات الذكاء الاصطناعي المستندة إلى الكاميرات، والتي تقوم بالفحص الذكي للسيارات الجاهزة، بما في ذلك الهيكل السفلي والإطارات للعثور على المشكلات وحلها.

وبشكل عام لكافة قطاعات التصنيع، وفقا للدراسات الدولية، فإن أكثر من 50% من كبرى الشركات المصنعة الأوروبية تقوم حاليا بتطبيق الذكاء الاصطناعي في مصانعها. وتتصدر ألمانيا تلك النسبة حيث يستخدم تلك التقنية نحو 69% من الشركات المصنعة. أما في أسيا، وفي اليابان تحديداً تبلغ النسبة نحو 30% تليها الصين بنسبة 11%.  وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تبلغ النسبة نحو 28%.