تراجع أسعار النفط لن يصيبنا بالإحباط

تراجع أسعار العقود الآجلة للنفط في ختام تعاملات قبل أمس الاثنين وانخفاضها عن أعلى مستوى لها منذ 4 شهور لا يجب أن تصيبنا بالإحباط. لعلنا ننظر إلى الإيجابيات، ومنها انجازات شركة ارامكو السعودية في النصف الأول للعام 2023م، وتعامل الشركة مع التحديات الأخيرة.

رغم إنتشار الأزمات حول العالم، حققت ارامكو صافي دخل بحوالي 232.4 مليار ريال في أول ستة أشهر من هذا العام. الشركة تستمر بتعزيز مركزها المالي بتحقيق تدفقات نقدية بلغت 202.7 مـليار ريال، مع استمرار الشركة بإحترام التزاماتها.

لا يختلف إثنان على موثوقية ارامكو، والدليل إكتساب استراتيجية الشركة في قطاعي التكرير والتسويق زخمًا عالمياً كبيراً. كذلك نجحت الشركة العملاقة بالاستحواذ على مرفق هام في الولايات المتحدة الأمريكية، وحققت استثمارات ناجحة في الصين وكوريا الجنوبية.

إلا أن من ضمن التحديات التي تواجهها ارامكو الاستجابة الفورية لظروف السوق المتقلبة مع التركيز على الجودة والنوعية. على سبيل المثال، إنتاج الشركة لحوالي 13.1 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم لم يمنعها من العمل المتواصل على تقليل الانبعاثات الكربونية.

كذلك تراجع صافي ارباح الشركة بنسبة 37.89% في الربع الثاني من 2023، إلى 112.81 مليار ريال، مقابل نحو 181.64 مليار ريال في الربع المماثل من 2022. بالتالي، تقلصت إيرادات الشركة الفصلية بنسبة 28% لتستقر عند 402 مليار ريال.

لم تُصب ارامكو بالهلع، بل سعت وتسعى بقوة وعزيمة على التأقلم مع الأحداث العالمية. أقصد تحديداً التعامل مع العقوبات على روسيا، والتعثر الاقتصادي في الصين، والتعامل بحكمة مع تقلبات أسعار النفط، والمضي قدماً في تطوير حقل الدرة رغم الظروف الجيوسياسية.

آخر الكلام

تراجع أسعار النفط انعكس على أرباح جميع شركات النفط الكبرى، بما فيها شركة (بريتيش بتروليوم) البريطانية، و (شيفرون) الأمريكية، و (شل) الأوروبية، و (توتال) الفرنسية. إلا أن شركة (ارامكو)، ورغم هبوط الأسعار، احتفظت بسمعتها كمورد رائد وموثوق للكيميائيات والطاقة حول العالم.