3666 144 055
[email protected]
الزخم الاقتصادي الحاصل في مدينة الرياض يجعلها تتصدر عناوين الأخبار، وبالتالي المقارنات مع المدن الأخرى. هذه المقارنات تنظر إلى العاصمة السعودية ورؤية الرياض من منظور المنافسة وليس التكامل وتوزيع الأدوار. عنوان المقال هو اسم رواية لتشارلز ديكنز، خطر ببالي في زيارة إلى دبي. المدينتين هما الرياض ودبي، وتحديدا المركزين الماليين فيهما، كافد، و دي آي إف سي.
أعد نفسي من المتحمسين لقطاع التقنية المالية، فهذا القطاع يعيد تشكيل علاقتنا بعصب الحياة. ودخول التقنية على القطاع المالي قديم، إلا أن زخمه بدأ في التزايد في أعقاب أزمة الرهون العقارية في أمريكا. إيماني بهذا القطاع تحديدا ينبع من الفرصة المتاحة لنا في السعودية ودول الخليج لريادته على مستوى العالم. ففوق أن الناتج المحلي لقطاع التقنية في المنطقة يقل عن أمريكا والصين، فإنه من أسهل المنتجات تصديرا.
عندما أتجول في مركز دبي المالي العالمي، فإني أرى بيئة أعمال سهلة وجاذبة لرواد الأعمال من كل أقطار الأرض. تسهيلات للإقامة وتأسيس الشركات واستخراج التصاريح اللازمة، بل وتوفير المساحات المكتبية ببرامج مدعومة من المركز. فيبدو المركز وكأنه خلية نحل ومصنع للأفكار المبتكرة المتميزة في قطاع التقنية المالية. يضاف إلى ذلك، أن سهولة دخول السوق ترفع من حدة المنافسة بين الشركات الموجودة، فلا يبقى إلا نماذج الأعمال التي تستحق النجاح.
على بعد نحو ألف كيلو متر، نجد أن للرياض طريقة مختلفة في إدارة بيئة قطاع التقنية المالية. فالحد الأدنى المطلوب للتشريعات لدخول السوق السعودية أعلى بكثير من دول المنطقة. وهو أمر مفهوم نظرا لحجم السوق السعودي وأهميته. ولذلك تعمل المنظومة التشريعية في السعودية على تسهيل الإجراءات بما لا يخل بهذا الحد الأدنى، عن طريق مبادرات مثل مختبرات التقنية المالية ومبادرة فنتك السعودية، وغيرها من برامج الدعم الحكومي لريادة الأعمال الرقمية.
هذه الزاوية المختلفة ترى تكاملا بين المدينتين وأنظمتها المالية. فتفرز دبي الأفكار الناجحة التي يمكنها التوسع والنجاح. بينما تعمل الرياض على تمكين نموذج العمل الأولي لهذه الأفكار باختبارها اختبارا حقيقيا في سوق كبيرة، يؤهلها متى ما نجحت فيه أن تنافس على مستوى العالم.
روية المملكة 2030 ليست رؤية خاصة بالسعودية فقط، بل سيمتد نفعها إلى المنطقة كلها. فتتمكن كل مدينة ودولة مجاورة للاستفادة من ميزاتها النوعية بشكل أفضل وبعائد أعلى. هذه التنافسية المحمودة التي ستجعل من الشرق الأوسط أوروبا الجديدة.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734