الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعليم جامعي متواضع بالإضافة إلى الإلمام باللغة الإنجليزية والقدرة على العمل، كانت هذه المعايير قبل عدة عقود تعني الإمكانية العالية للنجاح والتفوق في سوق العمل بشكل ملحوظ. لم يكن للتخصص الجامعي او المهارات الشخصية الأهمية الكبرى للنجاح وسهولة الحصول على وظيفة بدخل جيد، فقد كان سوق العمل متعطش ومستعد لاستقبال عدد كبير ومختلف من القدرات حتى المتواضعة منها.
مع طفرة التطور التكنولوجي والصناعي على مدى السنوات والعقود الأخيرة، تغيرت المعايير بشكل واضح وأصبحت المنافسة في سوق العمل شرسة إلى حد كبير. لم تعد الشهادة المتواضعة والقدرة على العمل سوى اساسيات لأخذ الأشخاص المقدّمين على سوق العمل بعين الاعتبار. ظهر مصطلح الـ Soft skills و الـ Hard skills خلال القرن الأخير بعدما ازدهر قطاع الاعمال على المستوى العالمي والذي كان يتطلب الكثير من هذه المهارات لتلبية حاجة السوق في ظل خضّم المعلومات و سرعة وتيرة سير العمل فأصبحت هذه المهارات متطلب أساسي يميز بين المتقدمين والمنافسين في سوق العمل.
خلال الثلاث عقود الأخيرة بدأت تتجلى أهمية المعرفة التكنولوجية و أتمتة العديد من المهام التي كان يشغلها الإنسان، اليوم ومع هذا التطور اصبح الاستغناء عن العنصر البشري في كثير من المواضع اسهل واكثر ربحية لأصحاب الأعمال. في الوقت الحاضر، نجد التشغيل الآلي متواجد في قطاع خدمة العملاء والشراء والبيع والتخطيط والتنظيم والبحوث وإدارة المهام والبحوث أيضاً.
مؤخراً بدى التوجه واضحاً نحو مجال الذكاء الاصطناعي وقدرته العالية على عمل عدة مهام معقدة خلال مدة زمنية قصيرة. لا يمكن إنكار ان سوق العمل اصبح اصعب وان العديد من التخصصات ستفقد قيمتها الحالية وسيكون الطلب عليها شبه معدوم مع مرور السنين او يمكنها ان تكون مجرد إضافة علمية لا يعتمد عليها في سوق العمل بشكل كبير.
التوعية بسوق العمل وحاجاته امر حتمي سيكون مطالب العمل عليه من عدة جهات في كل دولة بدايةً من التعليم وختاماً بمسؤولية تنمية الموارد البشرية داخل قطاع الدولة. لذلك هو مشروع انتقالي على الفرد والمجتمع العلمي للدول حيث سيكون هو حجر الأساس في الحفاظ على المكانة العلمية والإقتصادية للدولة من خلال تطوير راس مالها البشري.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال