الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ظهر مفهوم استراتيجية المحيط الأزرق Blue Ocean Strategyحسب (كيم وموربون) في كتابهم المنشور في عام 2005م، و يشير إلى الوسائل الخاصة باكتشاف مواقع السوق التي لم تصلها المنظمات المنافسة، مما يعني الحصول على حصة سوقية متميزة لا تقبل المنافسة حيث تركز على ابتكار منتجات أو خدمات لم تظهر إلى الوجود.
وكأنها بهذه الاستراتيجية تقرأ الفراغات في السوق مما تعني ابتكار منتجات قائمة على التميز والتفرد ، ولذلك تكون زمام المبادرة بيد القائد الأول وهو المحرك الرئيسي للسوق خصوصا أن المنافسة مستبعدة لأن قواعد لعبة المنافسة غير حاضرة.
وهذه الاستراتيجية تحفز على خلق فضاء جديد للسوق بدلا من التنافس في الصناعة الموجودة. وعلى التضاد، توجد استراتيجية المحيط الأحمر والتي تعتمد على المنافسة الشرسة في السوق.
يتبين لنا بأن إستراتيجية المحيط الأزرق هي أسلوب ابتكاري قائم على الانسحاب من الأسواق التقليدية التي تتميز بمنتجاتها المعروفة وازدحامها بالمنافسين، والعمل في أسواق غير موجودة وإنما أسواق سيتم ابتكارها لاحقا.
تكون فيها الشركة المبتكرة أول الداخلين، وعند دخول المنافسين واحتدام المنافسة بينهم، تكون الشركة أول المغادرين تاركة السوق المبتكر (محيط أزرق) بعدما أصبح سوقا معروفا (محيط أحمر).
وبالتالي ترتكز استراتيجية المحيط الأزرق على ابتكار القيمة، سواء ابتكار سلسلة توريد، تسويق، خدمة عملاء، تصميم المنتج، نوعية المنتج، استجابة استباقية لتغيرات السوق ورغبات المستهلكين وغير ذلك.
من الأمثلة المحلية، شركة هيونداي حينما أطلقت سيارة الأكسنت الصغيرة في السوق السعودي في أولى موديلاتها بالتسعينيات، مما جذب الشركات المنافسة لطرح سيارات منافسة مثل تويوتا يارس ونيسان صني وكيا ريو بعد سنوات من تفرد الأكسنت في ساحة السيارات ، وبالتالي طرح السيارات المنافسة تخلق محيط أحمر حاليا.
أيضا على الصعيد العالمي، أوبر والتي صنعت المحيط الأزرق الخاص بها حين أدركت عجز صناعة سيارات الأجرة التقليدية عن الابتكار واقتصارها فقط على التنقل و الدفع بالكاش. حيث صممت أوبر خدمات جديدة مثل خيارات الدفع، رفع ثقة العملاء، تتبع الموقع، توظيف سائق يرغب في استخدام سيارته الخاصة لتوفير السيارة المطلوبة عند الطلب عبر تطبيق الهاتف المحمول، مما وصلت بمبيعات أوبر السنوية إلى أكثر من 11 مليار دولار أمريكي وتوظف أكثر من 19000 موظف.
ومن الأمثلة المشهورة iTunes والذي حل مشكلة التنزيل غير القانوني للموسيقى، لك أن تتخيل عزيزي القارئ بأنه في عام 2003 تم تداول أكثر من ملياري ملف موسيقي غير قانوني في الشهر. لقد قادت iTunes مبيعات الموسيقى والتي تجعلها متاحة للفنانين وتسمح للمستهلكين بشراء الأغاني الفردية بدلاً من الألبوم بأكمله مما يعرف عنها عالميا بأنها من تقود النمو في قطاع الموسيقى الرقمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال