الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التوجهات الصناعية العالمية
من المهام الأساسية حين إعداد الاستراتيجات العامة أن يقوم معدوها بدراسات معمقة تختص بالتوجهات العالمية التي تتعلق بموضوع الاستراتيجة وتدرسها بعناية وبشكل دوري ؛ وهو الأمر الذي تعرضت له الاستراتيجية الوطنية في قسمها الخامس والذي تم حصره في بعدين هما : البعدان التقني والبيئي.
وعلى هذا المبدأ، أشارت الاستراتيجية الوطنية أن ثمة سبعة توجهات تقنية عالمية سوف تؤثر في الصناعة وهي: توسع دور البيانات،وإنترنت الأشياء،والذكاء الصناعي،والتصنيع بالإضافة( الطباعة ثلاثية الأبعاد )،والروبوتات المتقدمة،والأمن السيبراني،والمدن الذكية. كما أشارت إلى ثلاثة توجهات بيئية عالمية سوف تؤثر في الصناعة وهي: التغير المناخي والتدهور البيئي، والضغط على موارد المياه والطاقة، وتنوع مزيج الطاقة.
من المؤكد أن دراسة التوجهات الصناعة العالمية وأثرها على الصناعة الوطنية تقع في صلب موضوع الاستراتيجية، وترسم توجهات مستقبلها، وتؤثر بشكلٍ مستمر في صناعة القرارات ذات الصلة بها. ومن المعلوم أن التوجهات العالمية في الصناعة تحوم حول مظاهر ومكونات الدورة الصناعية الرابعة، والتي قد دخلت في مراحلها المبكرة في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وبالتأمل في الخطط الاستراتيجية الصناعية للولايات المتحدة، والمانيا، والصين، واليابان، وكوريا،وبريطانيا نلاحظ أنها تدور جميعا حول مواضيع متشابهة مثل التصنيع المتقدم، ومصادر الطاقة،والتحديات البيئية والتغير المناخي.
ولتكوين تصور عام عن التوجهات العالمية، فمن المهم النظر في توجهات الصناعة في الولايات المتحدة الأمريكية وهي التي – غالباً – ما تحدد التوجهات العالمية للصناعة خصوصا المرتبطة بالقرارات التي تتعلق بأمن الولايات المتحدة التي تضمن لها كذلك الريادة العالمية في التصنيع المتقدم. في التوجهات الصناعية الاستراتيجية الأمريكية نجد أن أهم التوجهات الصناعية هي : الذكاء الصناعي،وشبكات الإتصال، ونظم علوم المعلومات الكمومية، والتصنيع المتقدم، والتقنية الحيوية،وإنترنت الأشياء،والصحة العامة، وصناعة الفضاء، والأمن، والبحث والتطوير،وتطوير وتدريب القوى العاملة.
وبالنظر بشكل أدق في التصنيع المتقدم بالذات؛ فقد جاء في الخطة الأمريكية مانصه :” يلعب التصنيع دورا حيويا في كل قطاع من قطاعات الاقتصاد الأمريكي تقريبا، حيث يمتد من الفضاء إلى المستحضرات الصيدلانية وما بعدها. التصنيع المتقدم هو محرك للقوة الاقتصادية الأمريكية وركيزة لأمنها القومي. يمكن التصنيع المتقدم الاقتصاد من التحسن باستمرار حيث تزيد التقنيات والابتكارات الجديدة، وتخلق صناعات جديدة تماما“. وقد تضمنت الخطة الأمريكية في التصنيع المتقدم التوجهات التالية:
وبنظرة أكثر شمولاً لتوجهات الدورة الصناعية الرابعة؛ نجد مثلاً كلاوس شواب في كتابه (الثورة الصناعية الرابعة ) قد حددها بثلاثة توجهات مستقبلية هي : التوجهات المادية( الروبوتات والطباعة ثلاثية الابعاد، والأتمتة، والمواد المتقدمة)، والتوجهات الرقمية، والتوجهات البيولوجية.
وحتى نتمكن من إعطاء نظرة شاملة للتوجهات العالمية الرئيسية تساعد على تحسين الوضع التنافسي المستقبلي للصناعة الوطنية؛ نقترح أن يتم دراسة التوجهات الصناعية الحالية والمستقبلية للدول الصناعية العشرين الأوائل بشكل أوسع. ومن المهم جدا التذكير بأن حصر التوجهات الصناعات العالمية الرئيسة في بعدين هما: البعد البيئي والبعد التقني فقط يضيق مساحة الرؤية عند بناء الاستراتيجية. ومن الضرورة بمكان دراسة التوجهات العالمية الأخرى مثل صناعة المواد المتطورة، وصناعة الفضاء، وسلاسل الإمداد المتقدمة، وتطوير مهارات رأس المال البشري في الهندسة والرياضيات والعلوم والتقنية عند وضع خطة صناعية شاملة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال