الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اجتمعت دول البريكس مع أكثر من 50 دولة في جنوب أفريقيا، لحضور اجتماع “البريكس-إفريقيا” وحوار “البريكس+”، في حدث غير مسبوق الحجم، جذب هذا التجمع النظر على الصعيدين الإقليمي والعالمي، حيث طرقت أكثر من 20 دولة باب البريكس.
مع دخول العقد الثاني، تتجه آلية البريكس نحو النضوج بما يتماشى مع منطق التقدم التاريخي وتوجه التطور العصري. وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، إن ما تتطلع إليه شعوب العالم هو عالم يسوده السلام الدائم والأمن للجميع، وعالم ينعم بالازدهار المشترك والانفتاح والتسامح والنظافة والجمال. في عصرنا الحالي، إن الصعود الجماعي لدول الأسواق الناشئة والدول النامية مثل دول البريكس، يغير الخارطة العالمية بشكل كبير، إذ بلغت نسبة المساهمة لدول الأسواق الناشئة والدول النامية في النمو الاقتصادي العالمي خلال العقدين الماضيين 80%، وارتفعت حصتها من إجمالي الناتج المحلي للعالم من 24% إلى أكثر من 40% خلال العقود الأربعة الماضية.
تعمل دول البريكس بتوافق متبادل على تعزيز جهودها من أجل تحقيق قضايا التحديث الخاصة بها، وهي خلق بيئة تنمية سلمية وعادلة ومنفتحة بشكل مشترك. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، ارتفعت قيمة التجارة بين دول البريكس بنسبة 56٪، لتصل إلى 422 مليار دولار أمريكي. وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية، في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، ارتفعت واردات الصين وصادراتها إلى دول البريكس بنسبة 19.1% على أساس سنوي، وهو ما يمثل 10.1% من القيمة الإجمالية للتجارة الخارجية الصينية. ووفقا للبيانات، في عام 2022، من حيث تعادل القوة الشرائية، تمثل دول البريكس، المكونة من خمس اقتصادات ناشئة، أكثر من إجمالي الناتج الاقتصادي العالمي مقارنة بمجموعة السبع. وهذا يعكس التغيرات في الهيكل الاقتصادي العالمي، وكذلك الإنجازات التنموية لدول البريكس.
لقد أثبتت الحقائق أن آلية البريكس هي نموذج تعاون ناجح ومربح للجميع، وتنبعث منه سحر لا يمكن مقاومته. تستجيب المجموعة لنداءات بلدان “الجنوب العالمي” التي تم تجاهلها منذ فترة طويلة، وهي ملتزمة بتشكيل نظام دولي أكثر انفتاحا وتسامحا وشفافية، لتحقيق توازن أكثر شمولا وتوازنا للوضع التنموي العالمي. لقد أصبحت آلية البريكس واحدة من أكثر الآليات إمكانية لتعزيز عملية تعددية الأقطاب للعالم. على الرغم من أن دوافع انضمام البلدان إلى مجموعة البريكس قد تختلف، إلا أن الرغبة في جعل الحوكمة العالمية أكثر شمولية وتعددية يجب أن تكون هي همسة مشتركة بين العديد من الدول.
تتمتع كل من الدول الأعضاء في البريكس ودول الشرق الأوسط بخلفية سياسية مستقلة، وتتحمل المهمة التاريخية للتنمية والنهضة، وتدعم الاقتراح المشترك للإنصاف والعدالة. تتمتع المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإيران بنفوذ إقليمي كبير. وانضمامهم الناجح يعني توفير منصة أوسع للتعاون بين بلدان الجنوب، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية المستقرة في الشرق الأوسط، وتجلب المزيد من الرخاء إلى الشرق الأوسط.
إن إدخال دماء جديدة سيضفي حيوية جديدة على التعاون في إطار البريكس، كما سيعزز التمثيل والتأثير لدول البريكس، وهو ما يفضي إلى جعل “صوت البريكس” أقوى، وحماية العدالة والإنصاف الدوليين، وممارسة التعددية، من أجل توفير المزيد من الاستقرار لعالم مليء بعدم اليقين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال