الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كرة القدم، اليوم، ليست مجرد لعبة، ورياضة فقط، بل هي اقتصاد ضخم بمليارات الدولارات، وقوة ناعمة تستثمرها الدول لتأكيد مكانتها الاقتصادية بين الأمم. فالبرازيل مثلًا حسب المركز الدولي للدراسات الرياضية أصدرت في سنة واحدة 1300 لاعبا خارج أراضيها، وبعوائد مالية تجاوزت 800 مليون دولار، كما أن كرة القدم تساهم بنحو 5 % من إجمالي الدخل في البرازيل، وهنا نشير إلى أن أرباح الأندية البرازيلية من تصدير لاعبيها يفوق ما تصدره البرازيل من الموز والحبوب، وهو ما يجعلنا ندرك العائدات المالية لكرة القدم، حينما تصبح اقتصادا أساسي، لتنتقل من مجرد لعبة إلى قيمة مضافة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتطور الأمم.
ولقد كشفت دراسة حديثة صادرة عن مركز تريندز للبحوث والاستشارات تحت عنوان: “الآثار الاقتصادية لكرة القدم ودورها في تسريع التعافي والنمو الاقتصادي البريطاني”، عن أهمية الدور الذي لعبته “كرة القدم”، في إنقاذ اقتصاديات بعض الدول، أبرزها بريطانيا، من تداعيات جائحة كورونا الاقتصادية، وكيف أسهمت كرة القدم في تحقيق تعافٍ جزئي جرّاء التدهور الاقتصادي الذي تسبب به انتشار الفيروس، وما تبعه من إجراءات منذ العام 2020.
وتحدث الباحث المختص بالإعلام الرياضي محمد أحمد زيادة وهو القائم بإعداد الدراسة عن “تعاظم ونمو مكانة قطاع الخدمات، ضمن القطاعات الاقتصادية المولّدة للناتج المحلي الإجمالي، بما في ذلك مكانته في الاستثمار والتوظيف والتصدير.”
وبحسب الدراسة زادت باطّراد مساهمة الأنشطة الخدمية في توليد الناتج المحلي حتى تجاوزت في العديد من الاقتصادات نصف هذا الناتج؛ ففي المملكة المتحدة مثلاً بلغت مساهمة قطاع الخدمات في القيمة المضافة المولدة خلال العام 2020 نحو 72.8% من إجمالي القيمة المضافة المتولدة في ذلك العام.
ونادي برشلونة مثلًا، نجد أنه ساهم في تحريك النشاط الاقتصادي في إسبانيا خلال الموسم 2019/2020 (قبل جائحة كورونا) بمقدار 3.214 مليار يورو، ما انعكس على إجمالي الناتج المحلي بواقع 1.773 مليار يورو، كما أوجد النادي ما يزيد عن 31.475 فرصة عمل.
وفي كتاب “اقتصاديات كرة القدم” لكل من سيمون كوبر و ستيفان سيمانسكي نجد أنهما أشارا في كتابهما إلى النظرة غير المسبوقة لعالم كرة القدم و ارتباطه بعلم الاقتصاد و المال. ولماذا تنجح بعض أندية الكرة القدم في كتابة التاريخ بينما تفشل الكثير منها في ذلك؟ هل الاستثمار المالي الكبير هو سبيل للنجاح الكروي و تحقيق الألقاب؟ كلها أسئلة يجيب عنها كتاب اقتصاديات كرة القدم، و يؤكد الكتاب كذلك على أهمية استخدام الإحصائيات و المعلومات في عالم كرة القدم حاليًا، و كيف استخدمت الفرق الأوروبية هذه الأساليب لدراسة كرة القدم و التفوق على نظرائها من أمريكا الجنوبية.
واستدلت إحدى الدراسات المعنية باقتصاديات كرة القدم بشواهد عدة على أنّ صناعة كرة القدم صارت صناعة رابحة عالمياً، وفي القارة الأوروبية بصفة خاصة. وتتجلى قصة نجاح هذه الصناعة أوروبياً، بحسب الدراسة أيضاً، فيما يحدث في الدوري الإنجليزي الممتاز المعروف بأنّه الأقوى على كوكب الأرض، ليس لما به من إثارة فحسب، بل لما يدور في فلكه أيضاً من أرقام ضخمة تؤثر إيجابياً في الاقتصاد البريطاني. وفقاً لتقرير حديث عن مساهمة أنشطة الدوري الإنجليزي الممتاز في الأداء الاقتصادي والاجتماعي البريطاني.
وبحسب الدراسة، فإنّ أهم الآثار الاقتصادية له تمثلت في أن بلغت القيمة المضافة المتولدة في الاقتصاد البريطاني من الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بطريقة مباشرة وغير مباشرة بالدوري الإنجليزي نحو (7.6) مليارات جنيه إسترليني في العام 2019/2020. وتمثل هذه المساهمة نسبة مهمّة من القيمة المضافة السنوية التي تولدها الأنشطة الاقتصادية البريطانية، وبلغت قيمة الوظائف التي ترتبط بأنشطة الدوري الإنجليزي نحو (94) ألف وظيفة خلال العام 2019/2020.
وهنا نذكر أنه وصلت مساهمة الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالدوري الإنجليزي في تمويل حصيلة الضرائب البريطانية نحو (3.6) مليارات جنيه إسترليني في العام 2019/2020. وقد مثلت هذه الحصيلة الضريبية نمواً مقداره 50% من المساهمات الضريبية للأنشطة الكروية منذ 2013/2014.
وفي الختام نذكر ما أشار إليه الكاتب الاقتصادي “عبدالرحمن أحمد الجبيري” في إحدى تغريداته إلى أن القيمة السوقية للدوري السعودي ارتفعت بنسبة 110%، لتبلغ قبل 36 يوماً من إقفال فترة التسجيل الصيفية مبلغ 739.70 مليون يورو، أي 3.035 مليار ريال”. وأشير إلى أنها رؤية عرَّاب الاقتصاد في المملكة محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال