لماذا لا تعلن الشركات المدرجة عن توقعاتها السنوية؟.. هل ينبغي التشريع بذلك؟

أصبحنا من أكبر 10 أسواق اسهم في العالم، والطموح ان نكون من أكبر 3 أسواق، الا ان شركاتنا المدرجة متخلفة الى حد كبير عن ممارسات الشركات المدرجة في العالم، وسأذكر في مقالي هذا ممارسة موجودة في الأسواق الكبرى ولكنها ما زالت شبه معدومة عندنا وان وجدت فهي من شركة او شركتين فقط وليس دائما، وأقصد اعلان توقعات الشركات المدرجة لنتائجها السنوية نهاية كل عام مالي وعادة تكون مع اعلان نتائج العام المنصرم.

وحقيقة لا اعرف سبب الاحجام عن ذلك، الا انه ملاحظ. شخصيا اعتقد اذا اردنا ان نكون من اكبر 3 أسواق في العالم، فعلى سوقنا مبدئيا ان يتخلق بأخلاق الأسواق المتقدمة (ان صح التعبير)، وان لم يتخلق من نفسه فينبغي ان يجبر على ذلك بقوة القوانين والتشريعات، وهنا وفي هذه النقطة تحديدا فمن المناسب ان تقوم هيئة السوق المالية بتشريع يلزم الشركات المدرجة على الإعلان عن توقعاتها للعام الذي يلي عام اعلان نتائجه المالية السنوية.

اعلان التوقعات لا يعني ان الشركات ستحاسب ان اتت النتائج أكثر أو أقل منها، هي مجرد توقع من الشركات مبني على المعطيات والمعلومات المتاحة لها، وعادة في الأسواق المتقدمة يتم تحديث التوقع بشكل ربع سنوي، اما طلوعا او نزولا. بعض الشركات التي اتابعها في السوق الامريكية تأتي بتوقعات تخالف بعضها البعض بشكل دائم، وذلك لان المعطيات تتغير، هذا امر طبيعي وينبغي ان لا يتم التخوف منه اطلاقا.

اعلان التوقعات يساعد المستثمرين والمضاربين والمحللين وجهات العلاقة بالسوق على استقراء المستقبل وفق رأي الشركة، كما يساهم هذا الامر في رأيي في استقرار السوق ومنع المفاجآت السعرية التي قد تطرأ في حال خرجت النتائج بما لا يتوافق مع العام المنصرم سواء على مستوى القطاعات المختلفة ام على مستوى الشركات ام حتى على مستوى السوق برمته.

الوصول الى مصاف اكبر 3 أسواق لا يعني اننا سنزيد من عدد الإدراجات (فقط)، فالأمر اكبر من هذا، وينبغي ان يكون سلوك شركاتنا وسوقنا في كل ما يتعلق بالممارسات الإفصاحات متوافقا (كحد ادنى) من اكبر 3 أسواق، وان لم يتم ذلك فينبغي وضع التشريعات المشجعة، وان لزم الأمر، الملزمة لذلك. فالأسواق ليست فقط بعدد شركاتها المدرجة او قيمها السوقية، رغم أهمية هذين الأمرين. الأسواق حراك متكامل يبتدي من الجمعيات العمومية ومرورا بقرارات الشركات وانتهاء بالنتائج، وفق دائرة تشريعية محكمة تسهل للجميع تحقيق أهدافه وطموحه في التربح. وفوق كل هذا الأسواق رقابة فعالة يضمن من خلالها حق المستثمرين والمضاربين بأن لا يذهبوا ضحية تلاعب او فساد او خلافة. وفق الله المضاربين والمستثمرين لكل خير.