الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
( التعليم حق للجميع)
المحور الثاني والثالث والرابع: المعلم والمدرسة والمنهج والطالب
-تقول مي خالد في مقال لها بعنوان: مشاكل التعليم النظامي:
“وبالرغم من كثرة المناهج والحصص لكن هذا التعليم الأكاديمي منفصل عن واقع الحياة فلا ينمي المهارات الأساسية للعيش.
وهو لا ينمي حرية التعبير أو ثقة الطالب بنفسه، لذا نجد أغلب طلابنا لا يجيدون الحديث العام ولا يملكون طلاقة في التعبير عن أفكارهم الذاتية.
كما أن النظام التعليمي الحديث يخلق تفاوتا طبقيا لأن الدرجات تخلق فجوة بين الطلاب المتفوقين والطلاب ذوي التحصيل الأكاديمي الأقل. وينجح الأعلى درجات بالالتحاق بالجامعات المرموقة، بينما يحصل الآخرون على معاهد وجامعات أقل نجومية وبعد ذلك حين يتخرجون للمجتمع يظهر هذا التمييز الغريب بين الخريجين.”
ذكرت الكاتبة أن أغلب طلابنا لا يجيدون الحديث العام، ويكمن السبب في رأيي في إلغاء مادة التعبير، فقد كان الطالب في الصفوف الأولية (الابتدائي) يقف أمام الفصل ويتكلم عن موضوع(ما) يختاره المدرس. تلك الطريقة كانت تعطي للطالب من البدايات ثقة في النفس، بالإضافة إلى التدرب على الحديث أمام الآخرين.
-الكاتب الصحفي خلف الحربي وصف وزارة التعليم بالسفينة العملاقة المحملة عن آخرها بالملفات المعلقة التي تنتظر الحسم سواء في قضايا المعلمين والمعلمات أو قضايا المبتعثين أو مسألة التجهيزات والمباني المدرسية، وغير ذلك من المشاكل المختلفة التي يمكن أن يغرق فيها الوزير قبل أن يخطو خطوة واحدة باتجاه الرؤية التي يريد تحقيقها.
-يقول الكاتب فهد العيلي في مقال له نشر في جريدة الاقتصادية في 2019بعنوان المدارس الجاذبة وتحديات المستقبل:
“وإذا كان وزير التعليم يطالب بالتركيز على التحصيل الدراسي -وهو محق في ذلك، فعليه ألا ينسى أن هذا التحصيل مرتبط كليا بتحويل المدارس من بيئات منفرة طاردة إلى بيئات جاذبة للطالب والطالبة محفزة للتعليم.
نحن كل يوم نسأل أنفسنا لماذا يكره أبناؤنا المدارس؟ لماذا يأتون إليها كل صباح بوجوه كئيبة وكارهة؟ لماذا يختلقون الأعذار للغياب؟ لماذا يقتنصون الفرص للهروب في منتصف النهار؟ لماذا يخاطرون بأرواحهم بالقفز من فوق الأسوار؟ لماذا يفرحون في وقت الخروج ويندفعون اندفاع السجين الهارب من حصاره وسجانيه؟ لماذا ينتظر طلابنا أخبار الإجازات وتعطيل الدراسة بفرح غامر ويترقبونها بحماس بالغ لا يضاهيه حماس آخر؟”
والسؤال الذي (نـط) في ذهني: كيف نجعل من المدرسة بيئة جاذبة للطلاب ذكورا وإناثا؟
إن جيل الألفية تربى ونشأ في أكله وشربه ونومه على التكنولوجيا، ويفترض أن تستخدم وسائل تعليمية تكنولوجية في المدارس التي لا تتوفر فيها تلك الوسائل (خاصة في القرى) ،وللترفيه يكون هناك صالة للألعاب الإلكترونية خاصة في فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة ولا يتمكن الطلبة من ممارسة الأنشطة الرياضية خارج الفصل الدراسي، وبهذه الطريقة تصبح المدرسة بيئة جاذبة ،و يتم أيضا التعرف على الطلبة المبدعين والمتميزين في هذه الألعاب الإلكترونية ليشاركوا في المسابقات المحلية والعالمية وتحفيزهم على الإبداع والابتكار والاختراع.
هناك تأفف من المقاصف الحالية الموجودة في أغلب المدارس، ويمكن استبدالها بمقاهي حديثة في المدارس ويكون بها شاشات كبيرة الكترونية يمكن عرض مواد تعليمية مختلفة عما يتم في الصف، أو برامج رياضية وتثقيفية هادفة (جرعات).
-يقول الكاتب عمر العمري في مقال له بعنوان الرحلة التعليمية والتقويم الدراسي القادم / صحيفة مكة الثلاثاء -17 مايو 2023:
“عدم انسجام التقويم الدراسي مع الطقس الحار خلال فصل الصيف واستمرار الدراسة لفترة أطول «حضوريا» في ظل واقع الحجرة الدراسية التي تحوي أعداد الكبيرة من الطلاب (والتكييف الله يعلم بحاله)، وهل كل الأسر لديها الإمكانات لتوفير وسائل نقل مكيفة (سيارة خاصة بسائق في انتظار الطالب أمام باب المدرسة) أم الكثير بل الأغلب مشيا على الأقدام من المدرسة إلى المنزل ومعرضون لخطر درجات الحرارة العالية وحالات الإعياء كما حصل في نهائية العام الدراسي الماضي “.
يشكو غالبية المعلمين من الزحام في الفصول الدراسية التي يصل عدد الطلبة فيها إلى أكثر من 40 طالب، ناهيك أن الفصل طاقته الاستيعابية أقل من ذلك بكثير، وهذا الزحام يسبب إرباكا للمعلم، فهو لا يستطيع التمييز بين الطالب المجد وغيره. ولا ننسى أن هناك فروقا فردية بين الطلبة في القدرة على الفهم والاستيعاب، وفي متابعة تحصيلهم العلمي، ولا أنسى تصحيح الواجبات والاختبارات لأن معظم مدارسنا لم تصل بعد إلى مرحلة التصحيح الإلكتروني الذي يوفر الوقت والجهد.
وهنا رسالة إلى سعادة وكيل الوزارة للتعليم للعام من المعلم شريف محمد الأتربي
الأربعاء -23 أغسطس 2023
“…. فالتعليم العام يا سيدي يمر منذ فترة بمرحلة تجارب ما بين نظام الفصلين، والمقررات والمسارات، وكل يوم نسمع عن جديد من المقررات للنظام أضيفت، وتحت ذريعة التطوير في خطة الطلبة أسكنت، حتى أصبح عدد المقررات أكثر من عدد الساعات، وربما أكثر من عدد السنوات التعليمية، ذاتها.
سعادة الدكتور حسن خرمي، لقد عملت؛ ولازلت أعمل في مجال التعليم منذ ما يقرب من 35 عاما، عاصرت فيها أجيالا وأجيالا من الطلبة، أعددت لهم البرامج التعليمية، ووفرت لهم كافة متطلبات التعليم والتقنية، ورغم ذلك كانت المحصلة للآمال محبطة، وللمجتمع مثبطة، فما تحقق لم يكن هو المرجو، وما آل إليه مصير الكثير من الطلبة لم يكن هو المرجو، والأعذار لذلك جاهزة، والتقارير التي تضع أغلب المسؤولية على الطالب أو المعلم مكتوبة وحاضرة، ورغم ذلك هناك من نجا، وبالعظماء اقتدى، فأكمل مسيرته، وتفتحت بصيرته، وأخرج كل ما في جعبته من علم الحاضر
إن سوق العمل يا دكتور في مملكتنا متخمة بحفظة الكتب والمقررات، فقيرة من أصحاب المهارات الذين يضيعون 12 عاما من حياتهم لحفظ معلومات قد لا يسمعونها مرة أخرى حتى في أحلامهم، نريد تعليما يرفد سوق العمل بالأكفاء الذين يسارعون الخطى إليه ليوطدوا مهاراتهم فيه، ويثبتوا قدراتهم أمام غير السعودي الذي يرى أن مهارته هي سبب بقائه وقدرته على المنافسة مع ابن الوطن.”
يقول الدكتور غازي القصيبي يرحمه الله (وهو محاضر سابق كما نعلم قبل أن يكون وزيرا) في مقابلة تلفزيونية مع الكاتب والإعلامي الأستاذ محمد رضا نصر الله: أن أي وضع راهن يصعب تغييره لعدة أسباب أهمها أنه يضرب جذوره في الأرض بحيث يصعب اقتلاعه، وترتبط حوله مصالح، ويرى إلغاء المراحل التعليمية من الابتدائية والمتوسطةو الثانوية ،فهو يرى أن هذه السنوات ليست بذات فائدة، ويقترح أن تستبدل بالمنهج الوطني حيث يأتي الطالب وعمره 6 سنوات ويستمر 10 سنوات، ولا يتم الفصل بين الدراسات الأدبية والنظرية ، حيث يدرس الطالب من السنة الأولى الإنجليزية بجانب اللغة العربية والفيزياء والكيمياء والقرآن وباقي المواد. وعندما يصل الى سن السابعة عشرة تكون المحصلة طالبا بشخصية متوازنة ويستطيع ان يكمل في كلية نظرية او علمية او معهدا.
هذا الرأي ذكره الدكتور غازي يرحمه الله ف كتابه Arabian Essays الذي نشره في 1982 وفي مقالته A view on education ، دعا إلى تبني نظام التعليم في بريطانيا،الذي يأخذ الطالب من سن الخامسة لمدة سبع سنوات في خطة منفردة واجبارية. وبعد ذلك يأتي اختار الطلبة بموضوعية واختبارات عادلة،ويتم تقسيمهم إلى فئتين:
الأولى : و(الغالبية من الطلبة) يتم توجيههم الى الكليات التقنية وكليات تدريب صناعية وزراعية وتجارية وسكرتارية ..الخ .
الثانية: للطلبة الذين يحصلون على درجات عالية يتم توجيههم للثانوية ومن ثم للجامعة.
وبالنسبة للطلبة الذين يثبتون جدارتهم في الكليات التقنية يكون بالامكان توجيههم للجامعات،ويصبح من واجب الجامعات أن تؤهل الطلاب لاحتياجات الدولة.”
لو أردنا تطبيق هذا النظام مع إلغاء التعليم من الإبتدائى وحتى الثانوي يتوجب أن نقوم بدراسة ذلك دراسة مستفيضة يراعى فيها المؤثرات الاقتصادية والاجتماعية،وتطبيق المعايير العلمية (مجموعة تجريبية وأخرى ضابطة)، وأن لا نتسرع في اتخاذ القرار، فالفكرة تحتاج الى عدة سنوات ربما 10) )لنحصل على نتيجة إما بتنفيذها أو البحث عن بدائل أخرى.
إن حل أي مشكلة يبدأ أولا بالاعتراف أن هناك مشكلة، وهذا الاعتراف يقود إلى البحث عن أسباب ومسببات تلك المشاكل ومحاولة حلها أو قطعها من جذورها حتى لا تنمو من جديد أو تتمدد في الأعماق فلا نتمكن من اقتلاعها ويكون الوقت متأخر على فعل ذلك.
ومن تجاربي التعليمية أستطيع القول بأن الاهتمام بالشكليات يأخذ النصيب الأوفر من العملية التعليمية، والتركيز على المظهر دون الجوهر، والكم لا الكيف.
أعود للسؤال الصباحي الذي أرسلته لبعض من المعلمين فكانت اجاباتهم تتفق على ان التعليم ممل عندنا، وأذكر بعضا من الإجابات:
-لكل نقطة اجابات لا نهاية لها.
قبل اجيب عن الطلبة
المعلمين هم الركيزة الأساسية للتعليم
بالرغم من البيئة السيئة من كل النواحي سواءً بنية مدرسية أو هيكل تنظيمي أو قوانين وأنظمة تعليمية وادارية …الخ
تجد بعض المدرسين باجتهادات شخصية كونوا بيئة جميلة وجذابة مع طلابه خاصة في الصفوف الأولية
والله بعض المدراس بدون اي وسائل ترفيه أو تعليم جاذب لكن الاحظ حب الطلاب لهذا المعلم بأسلوبه وتعامله وانتظارهم لحصصه أو حتى دخوله للمدرسة وإلقاء التحية له أو توديعه عند الخروج أو التفاخر أمامه بأعمالهم أو انجازاتهم.
وهذا مثال لبعض الأشخاص تغلبوا على جميع المعوقات ولكن في الاخير هم بشر وليس الجميع يستطيع التغلب على الضغط الحاصل عليهم.
ان شاء الله كانت اجابتي واضحة عن الفئتين.
مع اختلاف المحفزات عن الطلبة بحسب كل فئة عمرية. لكن يبقى سبب انجذابهم الرئيسي المعلم و مالديه من إمكانيات مادية أو معنوية.”
اجابة أخرى:
– الاعداد كبيرة
المباني …المكيفات….
الانظمة ….كل يوم تعاميم حتى في الاجازات
تخبط وكل واحد يصدر ع حسب رغبته ويغادر وخذ ع كذا
الإدارات
الأهل
والأهم من ذلك قيمة المعلم
ماله قيمة عند التعليم وحتى الأهل يعني أنت تاخذ أجر مقابل العمل
تتمحور الاجابتين السابقتين حول البيئة التعليمية و عدم ملائمة المدارس للعملية التعلمية. كانت الإجابتان السابقتين من معلمين في المدينة،فما بالكم بالمدارس التى في القرى أو المناطق النائية؟
و مما يزيد الطين بلة أو البلة طينا ،أن هناك فوارق في المدارس بين المدن نفسها،فلا تستطيع الجزم أن مدارس مدينة كبيرة تقارن بأخرى في مدينة صغيرة أو في محافظة ما. ينقص أغلب مدارسنا الكثير ومن ذلك معامل اللغة الانجليزية والكيمياء والفيزياء ،فالطالب يدرس نظريا والتطبيق العملي غير متوفر.
إجابات متقطعة من معلم ثالث :
– تعليم ممل وممل الى ابعد حد
– التغيير محارب و الابداع نادر
– المعلم مغلوب على امره ومن الصعب يخرج عن النمط
– الطالب يدفع ثمن منظومة تقليدية متجمدة
-من 7 -12 والطالب متسمر على كرسيه وتلقين في تلقين حتى يتبلد احساسه
– الفصل 45 طالب الى 50
– مباني اسمنتية كئيبة بدون تشجير او مساحات ولا تصميم يراعي حالات الطقس
– المقصف مسؤول عنه بنغالي والسندوتشات باردة
تناقشت مع المعلم صاحب الإجابات الأخيرة وسألته هل التعليم ومخرجاته في المدارس الخاصة يختلف عن العامة، فكانت إجاباته:
– انا زرت بعض المدارس الخاصة في( وذكر اسم مدينة).وأعرف بعض الطلبة الذين يدرسون بها ..شي مختلف تماما
– اقرأ عن مدارس الملك فيصل بالرياض شي مختلف تماما خرجت عن النمط فتحسنت وابدعت ومخرجاتها ممتازة
الإجابات السابقة كانت تتمحور حول المعلم والمدرسة و الطالب ، و تلقي الضوء على عدم توفر الحد الأدنى من وسائل الراحة التي تساعد المعلمات والمعلمين على أداء واجبهم على أكمل وجه.و لاحظت أن المعلم لديه إحساس بالتهميش وعدم التقدير من جانب المجتمع ( الأهل) و الإدارة العليا.
وللخربشة بقية
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال