الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
“الاستثمار الأخضر ” ، تحت هذا العنوان ، تحتضن عاصمتنا درة المدائن الرياض، يوم الجمعة القادم، اعمال القمة السياحية العالمية والتي تحتضنها المملكة للمرة الثانية، بالتزامن مع يوم السياحة العالمي، حيث كانت المرة الأولى عام 2019 م، وتشهد القمة العالمية هذه المرة، حضورا كبيرا من قادة السياحة العالميين من ثلاث وأربعين دولة .
ان استضافة المملكة لهذه القمة العالمية، إنما هو تعزيز لمكانة المملكة، ودورها الريادي في المجال السياحي، في إعادة صياغة مستقبل القطاع السياحي العالمي، بعد ان تعرض لأزمات كبيرة، جراء الجائحة كوفيد 19،كما تأني استضافة المملكة لأعمال القمة تأكيدا على نجاحات الرياض، مركزًا إقليميًّا لمنظمة السياحة العالمية وما قدمته من مبادرات وإنجازات خلال الأعوام الأربعة السابقة”. إلا ان البعد الأكثر أهمية هو ما استطاعت السياحة السعودية ان تحققه خلال السنوات الأربع الماضية بالرغم من وجود جائحة كورونا فمنذ العام 2019 تمكنت المملكة من تحقيق قفزات نوعية، كبيرة في ذلك القطاع، وهذا لفت أنظار العاملين في القطاع السياحي، وجعل السعودية الوجهة العالمية الأكثر، والاعلى اقبالا ،عالميا وهو ما تؤكده الأرقام بلغتها التي لا تعرف المجاملة، حيث وصلت مساهمة القطاع السياحي، في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلى 9.5 تريليونات دولار في العام 2023، وذلك وفقاً للمجلس العالمي للسفر والسياحة، ويتماشى ذلك مع توقعات منظمة السياحة العالمية، بأن القطاع السياحي، لا زال على الطريق الصحيح للوصول، خلال العام الجاري إلى ما بين 80% – 90% من مستويات ما قبل الوباء، ومن المتوقع تجاوز مستويات العام 2019، خلال العام القادم، بالإضافة لتأثير قطاع السياحة المتزايد عالمياً في مد جسور التواصل بين الثقافات، وتوفير فرص العمل والأعمال.
أما على المستوى المحلي، وبحسب تصريحات لمعالي وزير السياحة تبلغ حصة القطاع السياحي في سوق العمل، 3 في المائة كما أن السياحة في المملكة حققت نمواً في الناتج المحلي بنسبة 4.45 في المائة، كما تعمل المملكة على استثمار أكثر من 800 مليار دولار خلال العشر سنوات المقبلة.
وهو ما تحقق بتوفيق الله تعالى ثم ما يحظى به القطاع السياحي من اهتمام كبير حيث أنه من أهم المحاور الرئيسية في «رؤية المملكة 2030»،
ان ما تم تنفيذه على مستوى الأنظمة والتشريعات في القطاع السياحي إضافة إلى المبادرات التي تشكل قفزات نوعية في الشأن السياحي أدى إلى الوصول إلى تلك الأرقام ولاسيما السماح لـ49 دولة بالحصول على التأشيرة الإلكترونية.
أن القطاع السياحي أسهم في توفير الفرص الوظيفية، وتعزيز التنمية المستدامة، والاجتماعية، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي، والجهود المشتركة لدعم القطاع السياحي.
وامام كل تلك الإنجازات التي هي مصدر فخر، واعتزاز لنا جميعا وهي قفزات غير مسبوقة، نجحت بلادنا الغالية في زمن قياسي من الوصول إليها ، وكأن المملكة من خلال تلك الجهود تعيد اكتشاف نفسها ،ومقدراتها السياحية، وتقدمها للعالم من جديد، وهو ما بقينا نحلم به لسنوات، ولاسيما ان بلادنا المباركة تزخر بالكثير من المقدرات الطبيعية والبيئية والتاريخية والآثارية التي تجعل منها وجهة ومطمحا للباحثين عن السياحة المثالية ،سواء على المستوى المحلي، او العالمي، وسواء على مستوى الافراد، فالمملكة رائدة السياحة العلاجية والعائلية ،والدينية ،والتاريخية، وحتى السياحة الصحراوية، او الرياضية، او الفنية، او المعارض، والمؤتمرات وغيرها كثير .
وامام كل ذلك الإنجاز على المستوى الرسمي، والجهود الحكومية لتسويق المملكة سياحيا، يبقى السؤال ماذا عن جهود القطاع الخاص السياحي ؟ هل أدى دوره ليكون قطاعا شريكا ، في دعم وتشجيع التسويق السياحي ؟ماذا عن البنية التحتية السياحية؟ هل قام القطاع الخاص بدوره في تطويرها؟ وإذا كان حصة القطاع السياحي من سوق العمل 3%، فماذا عن تدريب شباب وبنات الوطن ليكونوا الواجهة السياحية الفعلية للتسويق السياحي السعودي؟ لماذا لا زلنا نرى تلك الظواهر السلبية إثناء تعامل العاملين في القطاع السياحي؟ متى سيهتم القطاع الخاص السياحي السعودي بالعناية بتجربة السائح كما اسماها الخبير السعودي القدير في العناية بتجربة العميل والكاتب في هذه الصحيفة الدكتور عبد الحي محمد مقداد، ليكون المسوق السياحي السعودي النموذجي، المدرك لأهمية موقع المملكة واهمية سوق السياحة السعودي، على الخريطة العالمية.
أعود إلى موضوع القمة العالمية للسياحة، فاستضافة المملكة لها مصدر فخر، واعتزاز لنا جميعا،
ان المملكة تستحق ان تكون، وجهة الاستثمار الأخضر، في القطاع السياحي، لأن هذا الحدث الكبير الذي تحتضنه المملكة، انما هو شهادة عالمية لوطننا الغالي، بأهميته ومكانته على الخريطة العالمية وثقله السياحي، كما السياسي، والاقتصادي، والاستثماري، والبيئي والثقافي .
وبمناسبة انعقاد القمة العالمية للسياحة، نرحب بضيوفنا الذين يمثلون، 43 دولة ،ونهنئ وزارة السياحة بمناسبة اليوم العالمي للسياحة، ونسأل الله لهذه القمة العالمية التوفيق والسداد، ونجدد الدعوة إلى، عزيزنا القطاع السياحي الخاص، بأن يعمل على مواكبة القفزات في القطاع السياحي فالسعودية الخضراء وجهة للسياحة الخضراء طريقنا للاستثمار الأخضر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال