الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الربيان منشر في كل أنحاء العالم من حيث الجنس الحيواني ومنه الصغير ومنه الكبير وهو عوائل وأصناف متعددة ويصنف من القشريات التي تنتمي لمفصليات الأرجل ولذلك فهو يشارك اللوبستر والسرطانات في التصنيف.
تزيد أصناف الربيان عن 2000 صنف مختلفة البيئات والألوان ويتراوح طول الجمبري من بضع مليمترات إلى أكثر من 20 سم (حوالي 8 بوصات)؛ ويزن من 3 غرامات الى 200 غرام للربيانة الواحدة ويعيش في مختلف البيئات الباردة والدافئة وفي المياه البحرية والمياه العذبة كذلك.
حضي الربيان في القرن الحالي والأزمنة الأخيرة بمزيد من الاهتمام ودخل قائمة الأطعمة الفاخرة في الموائد للعديد من المجتمعات، ومن العوائل الشهيرة في الربيان التي تتميز بكبر الحجم وجودة الطعم عائلة (بنايدي) Penaeidae
الذي تحتوي على العديد من الأنواع ذات الأهمية الاقتصادية، مثل الجمبري النمر، والروبيان ذو الأرجل البيضاء، والربيان الشحامي الذي يصاد في الخليج العربية ويميل للوردي اللون والروبيان الأبيض الأطلسي، والربيان ذي القشرة الحمراء الكاريبي والربيان الهندي. العديد من أصناف هذا الربيان هو موضوع الصيد التجاري والزراعة.
بدأ الاستزراع التجاري للجمبري البحري في السبعينيات، وشهد الإنتاج نموًا حادًا، خاصة ليتناسب مع متطلبات السوق في الولايات المتحدة واليابان وأوروبا الغربية. وقد بلغ إجمالي الإنتاج العالمي من الجمبري المستزرع أكثر من 2.1 مليون طن في عام 1991، وهو ما يمثل ما قيمته حوالي 9 مليارات دولار أمريكي. ويتم إنتاج حوالي 30% من الجمبري المستزرع في آسيا، وخاصة في الصين وإندونيسيا. ويتم إنتاج الـ 54.1% الأخرى بشكل رئيسي في أمريكا اللاتينية، حيث تعد البرازيل والإكوادور والمكسيك أكبر المنتجين. وبلغ الإنتاج الحالي عالمياً 5.12 ملايين طن 2022م (الفاو) بقيمة تتجاوز 33 مليار دولار.
في المملكة العربية السعودية بدأت زراعة الربيان بشكل تجاري في عام 1995م بالشركة السعودية للأسماك بإنتاج 1500 طن وتبعتها بعد ذلك عدة شركات أهمها المجموعة الوطنية للاستزراع المائي التي تأسست عام 1999م وتجاوز إنتاجها الحالي 60,000 طن 2021م، وشركة جازان للتنمية الذي بلغ إنتاجها 2500 طن 2021م ولا تزال تتوالى مشاريع الربيان والأسماك في المملكة مما يشكل أمناً غذائياً مستدام يعتمد بعد الله على مياه البحر ويحد من استيراد المملكة لهذه المنتجات ويوفرها بحالة طازجة للأسواق المحلية .
سادت ولا تزال تربية الربيان في السواحل البحرية وفي السبخات المحاذية للشواطئ حيث يربى الربيان في برك ترابية غير منفذة للماء بمساحات كبيرة من الهكتارات ويتم تصريف المياه المستخدمة في التربية الى البحر ويؤخذ على هذا النوع من التربية ما تسببت فيه في دول مثل أكوادور والكاريبي والهند وتايلاند واندونيسيا وغيرها من أزاله لغابات القرم (الشورى) وتعكير السواحل بالطمي والمنافسة الشديدة مع القطاعات السياحية والصيادين الحرفيين وتفشي ونقل الأمراض خاصة الفيروسية للبيئة البحرية حيث تشغل هذه الصناعة آلاف الكيلومترات الساحلية، وهو مما تسبب في تحول تشهده هذه الصناعة الى العدول عن النمط من التربية بشغل مساحات أقل بكثير من المساحات المعتادة السابقة من الشواطئ وخفض كبير لمساحات برك التربية لتكون بالأمتار المربعة بدل الهكتارات وتبطين برك التربية بعوازل وتكثيف الإنتاج في وحدة المساحة ومعالجة مياه الصرف قبل أعادتها للبحر وبذلك لم تعد السبخات التي هي موطن غابات الشورى هي المحدد لممارسة هذا النشاط، فأصبحت معظم الشواطئ ممكن ممارسة هذا النشاط فيها.
أما المثير في هذه الصناعة هو التوجه الحديث والذي لا يزال قيد التطوير وتبذل فيه جهود وسباق في مراكز الأبحاث وهو أنتاج الربيان في بيئات تحكم تامة لا ترتبط بالبحر بتاتاً ويمكن ممارسة أنتاج الربيان في أي مكان وإعادة تدوير المياه بعد معالجتها والتحكم التام في مدخلات الإنتاج واستبعاد مسببات الأمراض. وبدأت بعض نتائج ومبادرات في المانيا بتربية الربيان في مناطق غير بحرية وفي وسط أوربا وبطاقات تجارية، قد تكون التكلفة أعلى من المزارع التقليدية للروبيان لكن عوامل الاستدامة وسلامة البيئة وعدم منافسة الصناعات الأخرى المرتبطة بالسواحل كتحلية المياه والسياحة جديرة بالأخذ في الاعتبار.
وبذلك تغيرت تربية الجمبري من مجرد أعمال تقليدية صغيرة الحجم في جنوب شرق آسيا أو أمريكا اللاتينية إلى صناعة عالمية استجابة للبرنامج الذي أطلقته منظمة الأغذية والزراعة عام 1999م الذي يهدف إلى تطوير وتعزيز ممارسات زراعية أكثر استدامة، بما في ذلك الهيئات الحكومية وممثلي الصناعة والمنظمات البيئية.
إن استزراع الجمبري والأسماك عموماً هو عمل حديث متغير(وديناميكي) وله تاريخ من التغير السريع استجابة للتقدم التكنولوجي. إن تاريخ استزراع الجمبري مشابه لتاريخ تربية الحيوانات الأرضية، حيث تطور الاستزراع التقليدي للحيوانات البرية كالدواجن والأبقار بكثافة منخفضة في بيئة طبيعية إلى الاستزراع المكثف للحيوانات الأليفة في بيئة خاضعة للرقابة. الفرق هو أن تدجين الحيوانات الأرضية بدأ منذ آلاف السنين، لكن تدجين الجمبري بدأ في العقود القليلة الماضية.
من المتوقع أن يصل حجم سوق الروبيان العالمي إلى 69.35 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028، حسب Renub Research. نظراً لجعل الروبيان أحد أكثر أنواع المأكولات البحرية تداولًا في جميع أنحاء العالم.
أن وجود السوق العالمية والطلب المتزايد على الربيان أضافة لما لهذا المنتج من خصائص غذائية عالية يشجع هذه الصناعات الزراعية المستدامة الناشئة سواء في الربيان أو السالمون أو الأسماك الأخرى وذلك بانتشار وحدات أنتاج صغيرة وبطاقات أقل من الشركات العملاقة التي تتصدر إنتاجه عالمياً ولكن ستكون هذه الصناعات بأعداد كبيرة وانتشار أوسع وبالقرب من المنافذ التسويقية خاصة مع التطور الذي يشهده أيضا تصنيع وأعادها تركيب المياه البحرية مما لا يستلزم تواجد هذه المشاريع بجوار البحر.
الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تعتبر دولة رائدة ومبادرة في هذا الشأن وتدعم رؤيتها الحالية 2030 التوسع في أنتاج الأحياء المائية وتقدم العديد من التسهيلات لتحقيق الأهداف الوطنية في هذا الشأن .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال