مزيدا من الطرح لأسهم أرامكو

كثر التناول الاعلامي لعملية الطرح الاضافي لأسهم ارامكو، سواء من الواشنطن بوست او من بلومبيرغ او من غيرهما، ولكن ثقة المستثمرين والمضاربين لمزيد من الطرح لأسهم العملاق ليست من وسائل الاعلام، بل من حديث سابق لسمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان والذي اكد فيه ان مزيدا من الطروحات قادم. وحقيقة لا نعلم هل الاكتتاب القادم سيكون من اسهم صندوق الاستثمارات العامة ام من اسهم (المملكة العربية السعودية) وفق تصنيف ووصف شركة تداول؟ وان كنت ارجح انها ستكون من ايهم الحكومة، ولكن الأكيد ان التقديرات تشير الى ان الطرح المزمع اكبر من الطرح الأول بحوالي الضعف (وفق معلومات الواشنطن بوست).

في الاكتتاب الأول ظهرت اصوات تشير الى ان الطرح مبالغ فيه، والحقيقة ان الارباح الرأسمالية لحمله اسهم الاكتتاب تتجاوز ال 40%,   والاكيد في رأيي ايضا ان الاستثمار الاجنبي سيكون مساهما في الطرح الثاني بما يتجاوز الطرح الأول خصوصا وان ارامكو تجاوزت ازمة كورونا باقتدار دون اي تأثير على ارباحها الموزعة حتى في عز الأزمة. ايضا ملكية الاجانب في اسهم الطرح الأول بلغت (الآن) حوالي 40% من الأسهم التي طرحت في المرة الأولى، واعتقد ان النسبة ستزيد متى اكتمل الطرح الثاني (وهذا توقع شخصي).

اذكر في عز ازمة كورونا عقدت شركة بيركشاير هاثاواي جمعيتها العمومية لأول مرة في تاريخها بلا حضور، وعلق رئيسها وورن بفت على حجم ارامكو الضخم واصفا اياها بالبلد، ولا شك ان اداءها في الازمة في رأيي كان احد دوافع وصفها، مع امور اخرى، كلها تدل على تميز ارامكو عن نظيراتها في قطاع الطاقة. ومع تغير سياسة توزيع الارباح لتكون بناء على الأداء وفق تفصيل معلن عنه، فلا شك هذا عامل ايجابي محفز للطرح الثاني المزمع.

لا احد يملك القدرة على التنبؤ بأسعار النفط، ولا احد يملك القدرة على التنبؤ بمستقبل اداء سعر سهم ارامكو او غيرها. ولكن الاكيد ان شركة ارامكو اقدر شركة في العالم في الأداء التشغيلي وفي تلبية طلبات العملاء وفي احكام المنظومة الهيكلية الداخلية بما انعكس على اجراءات الأمن والسلامة في قطاعاتها التشغيلية حتى اصبحت لا تضاهى، وفي رأيي ارامكو قادرة على الدخول في قطاعات اخرى ايضا، وهي نشطة جدا في ذلك.

اتمنى التوفيق والسداد للمكتتبين في ارامكو من مستثمرين ومضاربين محليين واجانب، واعتقد انها خطوة مهمة في تعميق السوق وقناة استثمارية مهمة لمن يريد، واعتقد ايضا ان قدرا كبيرا من القروض المصرفية ستصدر اثناء الطرح وبعده من خلال رهن اسهم ارامكو ليعاد استثمارها او انفاقها وفق تقدير ملاكها.