الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بالنظر إلى السنوات الماضية، فقد ازداد نمو قطاع الصيدلة بشكل كبير، وتضاعفت نسب تلبية الطلبات المتزايدة على الوصفات الطبية، وتزايدت أيضاً تكاليف التشغيل. وفي السنوات القليلة الماضية، قام قطاع الصيدلة بالاستفادة من تمكين وأتمتة التكنولوجيا في تحسين كفاءة سير العمل وخفض تكاليف التشغيل مع تعزيز السلامة والدقة والكفاءة.
ومع تطور التقنيات، خاصة الأنظمة الذكية والذكاء الاصطناعي، أصبح هناك الكثير من الخدمات الإضافية والتي يمكن لتلك التقنيات الحديثة توفيرها. ووفقا للباحثين، فإن استخدام التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي يعمل على تحسين عملية صنع القرار، وتعزيز الابتكار، وتحسين كفاءة الابحاث والتجارب السريرية، وكذلك تطوير أدوات جديدة مفيدة للصيادلة والمستهلكين وشركات التأمين والجهات التنظيمية.
وعلى سبيل المثال، توجد خدمة التوزيع الآلي للصيادلة، عبر التقنيات الذكية، ويتم ذلك حسب عدد الصيادلة والمرضى المتواجدين في المواقع والفروع المختلفة، مما يتيح مزيداً من الوقت لتواصل وتعامل الصيادلة مع عدد أكبر من المرضى وبالتالي يؤدي إلى تحسين جودة الخدمات والرعاية الصحية.
كما تعد تقنية الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدم أجهزة الكمبيوتر العملاقة، مفيدة لمعرفة العلاجات المناسبة من خلال البحث وتحليل قواعد البيانات الضخمة. وعلى سبيل المثال، فقد نجح أحد برامج الذكاء الاصطناعي من البحث عن علاج آمن وفعال لفيروس الإيبولا، حيث قام بتحليل البيانات والعلامات الصحية للمرضى والأعراض المرضية التي يعانون منها ونتائج العلاجات والأدوية التي قُدمت لهم، ثم نجح في التوصل إلى عقارين لهما ضرر كبير ويتسببان في زيادة عدوى الإيبولا. ومن ثم، تم استبعاد هذين العقارين خلال علاج المرضى. وقد تم الانتهاء من هذا التحليل خلال يوم واحد آلياً مقارنة بأشهر عديدة من خلال استخدام التحليل اليدوي.
وكذلك فقد قامت إحدى شركات الأدوية الحيوية في مدينة بوسطن بتطوير قاعدة بيانات ضخمة لإدارة المرضى تحتوى على بيانات ذات صلة بأسباب نجاة البعض من الإصابة بأمراض معدية في حال اختلاطهم بمرضى. وقد استخدمت تلك الشركة البيانات البيولوجية للمرضى وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمعرفة الفرق بين الظروف الجوية الصحية والظروف الجوية الصديقة للأمراض. وساعد الذكاء الاصطناعي تلك الشركة في اكتشاف وتصميم الأدوية والرعاية الصحية، في تلك الحالات.
ومن جهة أخرى، ولأن هناك حاجة بشكل دائم إلى إيجاد حلول فعالة جديدة للأمراض المستعصية والحالات غير القابلة للشفاء، وكذلك تعزيز سلامة الأدوية الموجودة بالفعل ومكافحة عدم تقبل بعض الأجسام البشرية لبعض أنواع الأدوية وتقليل الفشل العلاجي، أصبح هناك زيادة في حجم وتنوع مجموعات البيانات الطبية الحيوية المتوفرة، والتي تساهم كعنصر مشارك خلال تصميم الأدوية الجديدة واكتشافها. وقد ساهمت تلك الاحتياجات كذلك في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي حيث أصبحت بعض الشركات التقنية تقدم حلولا وبرامج ذات صلة كبيرة بتصميم الأدوية ومعالجة البيانات، فضلاً عن التنبؤ بنتائج العلاج والأدوية المصنعة، حسب بيانات الحالات السابقة.
كما أصبحت الشركات الكبرى في مجال تصنيع الأدوية تتعاون مع شركات التقنية للاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الأبحاث والتطوير واكتشاف الأدوية الجديدة، بشكل عام، حيث تشير التقارير إلى أن ما يقرب من 62% من مؤسسات الرعاية الصحية حول العالم إما بدأت أو تخطط للاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
وقد قامت شركات الأدوية الكبرى بالفعل، بما في ذلك شركات روش، وفايزر، وميرك، وأسترازينيكا، وجي إس كيه، وسانوفي، وأبفي، وبريستول مايرز سكويب، ونوفارتس، وجونسون آند جونسون، بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي اثناء عمليات تصنيع الأدوية، كما قام البعض منها بالاستحواذ على شركات تقنية متخصصة في تلك التقنيات الحديثة وتضمينها في هيكلها التشغيلي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال