الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لقد كان عهد الملك عبد العزيز يمثل بداية التعليم الحديث للمملكة، والانطلاقة التعليمية التي أشرف على تنفيذها بنفسه، ووضع الأسس الراسخة للنظام التعليمي؛ إيمانًا منه بأن نهضة البلاد وتقدمها – بعد الوحدة والتأسيس – لا يتم إلا عن طريق التعليم، ومن هنا كانت البداية الحقيقية لحركة التعليم المنظمة التي أفتحت على إثرها المدارس في شتى أرجاء البلاد في سرعة مذهلة وتنظيم دقيق وإدارة حكيمة. وقد مر اهتمام المملكة العربية السعودية بالتعليم عبر عدة مراحل كما يلي:
المرحلة الأولى : مرحلة التأسيس العلمي ( 1319— 1343 ه ) :
وقد بدأت منذ أن استرد جلالة الملك عبد العزيز مدينة الرياض عام 1319 ه، وانتهت بضم الحجاز إلى دولته عام 1344 ه، وقد ركز جلالته في تلك الفترة على تعليم أبناء البادية أمور دينهم ودنياهم بإنشاء هجر، وبناء المساجد ، ونشر العلم في القرى، وإرسال الوعاظ والمرشدين إلى تلك المناطق للقيام بمهمة الإرشاد، وعقد حلقات الدروس في المساجد بعد كل صلاة.
وأول ما فعله جلالته عقب دخوله مكة؛ أن عقد أول اجتماع تعليمي مع علماء مكة بالصفا عام 1343 ه، حثهم فيه على نشر العلم والتعليم، وتنظيمه والتوسع فيه، وتشاور معهم حول الوسائل والأساليب التي تخدم التعليم وتدعمه في المملكة.
المرحلة الثانية : مرحلة الانطلاقة التعليمية ( 1344— 1373 ه ) :
وقد بدأت بإنشاء مديرية المعارف عام 1344 ه، وهدفها الإشراف على التعليم، ومتابعة خطواته وتطوراته، ووضع سياساته وتوجهاته، وأصبحت فترة حافلة بالعطاء والإنجازات في التعليم؛ ومن تلك الإنجازات:
إنشاء مديرية المعارف عام 1344 هـ.
وضع نظام التعليم في المسجد الحرام عام 1345 هـ.
إنشاء أربع مدارس بمكة عام 1345ه، وهي: المدرسة التحضيرية والابتدائية بالشامية وسميت بالعزيزية نسبة للملك عبد العزيز، والمدرسة التحضيرية والابتدائية بالمعلاة وسميت بالسعودية، والمدرسة التحضيرية والابتدائية بالشبيكة وسميت بالفيصلية “للملك فيصل، والمدرسة التحضيرية والابتدائية بالمسعى وسميت بالرحمانية نسبة لوالد الملك عبدالعزيز .
إنشاء المعهد العلمي السعودي بمكة عام 1345 ه.
ظهور أول منهج للمرحلة الابتدائية عام 1345 ه، وكانت أهم خصائصه اهتمامه بالعلوم الدينية وحرصه على تزويد التلميذ بالقدر الكافي من العلوم التي تمكنه خدمة وطنه بصورة أفضل، وكذلك تأكيده على تنمية الاتجاهات وخاصة حب الوطن.
تشكيل مجلس المعارف عام 1346 ه، الذي يعد اللبنة الثانية في بناء السياسة التعليمية، وكان هدفه الإشراف على تنفيذ السياسة التعليمية، وتنظيم مراحل التعليم، وكان يعتبر أعلى سلطة تعليمية في المملكة وأصبحت مديرية المعارف تمثل السلطة التنفيذية لسياسة التعليم. وقد جاء في قرار إنشائه أن عليه وضع نظام تعليمي في الحجاز، يلتزم مراعاة توحيد التعليم، والسعي لجعل التعليم الابتدائي إجباريا ومجانيا
إنشاء مدرسة للمطوفين عام 1346 ه مقرها الحرم المكي الشريف، وكانت مدة الدراسة سنة واحده.
صدور نظام المدارس عام 1347 ه، وهو أول نظام للتعليم في المملكة، حيث قام بتحديد مراحل التعليم إلى أربع مراحل ( تحضيري، ابتدائي، ثانوي، عالي) ، وتوحيد التعليم والسعي لجعل التعليم الابتدائي إلزاميا ومجانيا، والاستعانة باستقدام المعلمين من الخارج
إنشاء مدارس البترول بالمنطقة الشرقية ، ومدرسة الأمراء الخاصة بأبناء الملك وأحفاده عام 1354هـ.
صدور نظام البعثات عام 1355 هـ.
صدور نظام المدارس الأهلية عام 1357 هـ.
دمج المرحلتين التحضيرية والابتدائية في مرحلة واحدة اسمها الابتدائية مدتها ست سنوات عام 1361 ه ، وقد كانت المرحلة التحضيرية مدها ثلاث سنوات ، والمرحلة الابتدائية مدتها أربع سنوات.
صدور نظام المدارس القروية عام 1364 هـ.
إنشاء مدرسة دار التوحيد بالطائف عام 1364 ه، وهدفها تخريج قضاة للمحاكم الشرعية .
إنشاء كلية الشريعة بمكة عام 1369ه ، وهى نواة جامعة أم القرى، كما أنها تشكل مع افتتاح كلية الشريعة بالرياض عام1373 ه نواة التعليم العالي في المملكة .
ومن أهم سمات هذه المرحلة أن التعليم سار خلاها بخطى وثابة سريعة ؛ وذلك راجع إلى دخول البترول السعودي مرحلة الإنتاج العالمي الذي وفر للدولة من الأموال ما جعلها تنفق على قطاع التعليم بسخاء، معلنة بذلك دخول المملكة في عهد التعليم الحديث.
المرحلة الثالثة : التوسع العلمي ( 1373— 1390 ه ):
وفي هذه الفترة؛ صدور المرسوم الملكي عام 1373 ه بتحويل مديرية المعارف العمومية إلى وزارة للمعارف، أسندت للأمير فهد بن عبد العزيز آنذاك، وهدفها التخطيط والإشراف على التعليم العام للبنين، وبعد انتقال الوزارة إلى الرياض عام 1376 ه أستحدث بمكة إدارة للتعليم، وفي هذه المرحلة أيضا تم افتتاح جامعة الملك سعود عام 1377 ه، والرئاسة العامة لتعليم البنات عام 1380 ه، وإنشاء اللجنة العليا لسياسة التعليم عام1383 ه، وظهور إدارة المناهج عام 1384 ه، التي تولت القيام بالدراسات العلمية بشأن المناهج والكتب الدراسية، وكان من نتائج ذلك ظهور منهج جديد للمرحلة الابتدائية أقر تطبيقه بدءًا من العام الدراسي 88/1389 ه ، وقد تميز بما صاحبه من توصيات تربوية توضح أهداف المرحلة، وأهداف تدريس كل مادة.
المرحلة الرابعة : التخطيط التعليمي ( 1390— 1423 ه ) :
وفي هذه الفترة تم صدور وثيقة سياسة التعليم في المملكة، وربط التخطيط الشامل بالخطط الخمسية التنموية، واستحداث اثنين وأربعين إدارة تعليم على مستوى المملكة، وتم إنشاء وزارة التعليم العالي، وإنشاء المديرية العامة للبحوث والمناهج والمواد التعليمية عام 1394هـ، وظهور المشروع الشامل لتطوير المناهج عام 1419 ه.
المرحلة الخامسة : تطبيق المبادرات التعليمية ( 1423— حتى الآن ) :
وفيها تم دمج رئاسة تعليم البنات مع وزارة المعارف عام 1423 ه ، وتعديل مسمى وزارة المعارف إلى وزارة التربية والتعليم عام 1424 ه، ودمج وزارة التعليم العالي مع وزارة التربية والتعليم تحت مسمى وزارة التعليم عام 1436 ه، وفي هذه المرحلة تم تطبيق عدد كبير من المبادرات التي أسهمت في تطوير التعليم ومن أهمها : مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام ( تطوير ) عام 1426 ه، ومبادرة الضم ( أي ضم عدد من الوكالات والإدارات المتناظرة بالوزارة، وتوحيد إدارات التربية والتعليم للبنين والبنات)، ومبادرة اللامركزية ، ومبادرات تطوير المناهج، والتوسع في رياض الأطفال، ومبادرات تقنية المعلومات والتعاملات الإلكترونية، وأندية الحي. وفي عام 1433 ه تم إنشاء هيئة تقويم التعليم العام، ومركز للخدمات المساندة للتربية الخاصة، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في التعليم العام.
وفي الختام؛ لا يزال للحديث بقية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال