الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الجزء الثاني من المقالة المعنية بتطور التعليم في المملكة العربية السعودية خلال 93 عامًا؛ نكمل الحديث عن تطور نظام التعليم العام في المملكة العربية السعودية:
أولًا: التعليم الابتدائي: كان هناك نوعان من المدارس الابتدائية أثناء حقبة مديرية المعارف وهما:
وقد استمرت هذه الازدواجية في نمط التعليم الذي كان يتلقاه أبناء الوطن إلى أن ألغت وزارة المعارف المدارس القروية عام 1374، وأبقت على المدارس الابتدائية المعروفة.
ومع توحيد التعليم في المملكة وجعل التعليم الابتدائي إجباريًا ومجانيًا عام 1346، صدر نظام جديد عام 1357، تحقق بموجبه قيام نظام وطني شامل للتعليم بالمملكة.
وعلى الرغم من حداثة عهد مديرية المعارف عام 1344؛ إلا أنها قد أدت دورها التربوي في ظروف بالغة الصعوبة، واستطاعت أن تحقق إنجازات ملموسة؛ فقد تسلمت مهمة الإشراف على التعليم وعدد المدارس لا يتجاوز أربع مدارس فقط في الحجاز، زيدت في العام التالي إلى عشر، ثم توالى إنشاء المدارس حتى بلغ عددها في العام 1372 ما يقارب 306 مدرسة منتشرة في أنحاء المملكة؛ مما أدى إلى إنشاء وقيام وزارة المعارف عام 1373، سعيًا لحركة واسعة ونشطة لتطوير الدولة، وقد حظيت الوزارة الأولى للتعليم بأن أوكلت رئاستها إلى الأمير فهد بن عبد العزيز آنذاك، الذي يعد رائد التعليم في المملكة وراعيه الأول.
وبتتبع مسيرة التعليم في تلك الفترة، نجد أن وزارة المعارف قد اتبعت سياسة فتح المدارس كلما توافر العدد الكافي من التلاميذ؛ هذا وبلغ عدد المدارس في السنة الخامسة لإنشاء الوزارة 518 مدرسة.
وفي سبيل التطوير الجذري للتعليم خطت الوزارة خطوة مهمة، وذلك بأن وضعت الخطة الخمسية لافتتاح المدارس الابتدائية، وبدأت تنفيذها منذ العام الدراسي 80 / 1381، بحيث يتم افتتاح مئة مدرسة ابتدائية كل عام دراسي خلال السنوات الخمس حتى عام 84 / 1385؛ وذلك راجع إلى زيادة أعداد الطلاب أضعافا كثيرة نتيجة للأسباب التالية:
وقد جاء في مقدمة هذه الخطة أن “التعليم الابتدائي” هو الأساس الذي بني عليه هيكل التعليم برمته، ووزارة المعارف حريصة كل الحرص على أن ينال هذا التعليم أكبر نصيب من العناية، للنهوض به كمًا وكيفًا، وقد تتابع التطور الكمي والكيفي للتعليم الابتدائي بتتابع حتى وصل إلى الخطة الخمسية العاشرة وتكامل مع الرؤية الميمونة رؤية المملكة 2030.
ثانيًا: التعليم المتوسط:
كانت البداية الرسمية للتعليم المتوسط في المملكة منذ أن تأسست أول مدرسة ثانوية عام 1346، وهي المعهد العلمي السعودي بمكة، ثم ثانوية تحضير البعثات بمكة أيضا عام 1356، واستمر التعليم المتوسط للبنين حتى عام 1377 مدمجًا في المرحلة الثانوية، التي كانت مدة الدراسة بها ست سنوات، يحصل الطالب بعد اجتياز السنة الثالثة منها على شهادة الكفاءة المتوسطة، وعلى الشهادة التوجيهية بعد اجتيازه للسنة السادسة.
وفي عام 1378 تم تقسيم التعليم الثانوي إلى مرحلتين منفصلتين، هما : المرحلة المتوسطة ، والمرحلة الثانوية، مدة كل منهما ثلاث سنوات، وعلى هذا يعد ذلك العام بداية ظهور التعليم المتوسط كمرحلة تعليمية مستقلة في سلم التعليم السعودي.
ثالثًا: التعليم الثانوي:
يعد المعهد العلمي السعودي الذي افتتح بمكة عام 1345 أول مؤسسة علمية حكومية ثانوية، وكانت مدة الدراسة به أربع سنوات؛ وهدفه إعداد معلمي المرحلة الابتدائية، وطورت مديرية المعارف هذا المعهد، فزادت مدة الدراسة به إلى خمس سنوات؛ بهدف تحسين مستوى الخريجين وكي يتمكنوا من أداء رسالتهم على أفضل وجه، ولما نجحت تجربة المعهد أنشأت المديرية فرعا آخر له في عنيزة، كما ألحق بالمعهد عام 1354 قسم لإعداد معلمين للمدارس الثانوية.
غير أن البداية الحقيقية للتعليم الثانوي بمفهومه الحديث، الذي يستهدف فتح المجال أمام الطالب لاستكمال دراسته الجامعية، تعود إلى عام 1355، وذلك عندما افتتحت مدرسة تحضير البعثات بمكة، التي كان الغرض من إنشائها تحضير الطلاب للابتعاث إلى الخارج لاستكمال دراساتهم، وكانت مدة الدراسة فيها خمس سنوات بادئ الأمر، ثم زيدت إلى ست سنوات، وعندما كثر الإقبال على هذا النوع من التعليم أنشئت عام 1362 ثانوية طيبة بالمدينة المنورة، وأخرى في جدة عام 1364 ه، ثم ظهرت في العام نفسه مدرسة دار التوحيد الثانوية بالطائف، ثم توالى إنشاء المدارس الثانوية بالمملكة حسب حاجة المناطق وتوافر الإمكانات.
ولما تغفل الدولة عن العناية والاهتمام بجودة وكفاءة المناهج التعليمية التي يتم تدريسها في جميع المراحل الدراسية، حيث كان من أهم جوانب التطور الكيفي في مجال مناهج التعليم بالمملكة ما يلي:
وفي الختام؛ لا يزال للحديث بقية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال