الملاعب الرياضية الذكية

هل سبق أن كنت في ملعب رياضي وتمنيت لو شاهدت هدف فريقك من زاوية اخرى؟ ماذا يقول المشجعين في الزوايا الاخرى عنه؟
هل تمنيت لو امكنك طلب مرطبات او قميص فريقك وأنت في مكانك؟
هل تعاني من الازدحام بعد نهاية المباراة وقد تضطر أحيانا إلى المغادرة قبل نهاية المباراة؟
هل تريد أن تعرف اقل الطرق حول الملعب ازدحاماً؟
كل هذه الامور وغيرها يمكن أن يوفرها لك الاستاد الذكي من خلال تطبيق على هاتف الذكي.

مع التطورات الرياضية التي شهدنها هذا الموسم بداية باستحواذ صندوق الاستثمارات العامة على أربع أندية جماهيرية في الدوري السعودية واستقطاب نجوم عالمية على مستوى العالم لعدد من الاندية جعلت من تعاقدات الدوري السعودي الحدث الكروي الاهم في هذا الصيف وعند تصفح المواقع الرياضية لابد أن تمر بخبر عن مباراة أو أحد النجوم الذين أبدعوا فيها وطريقة تعاملهم مع الثقافة الجديدة والذي لطالما حاول البعض تشويهها في فترات سابقة وحتى أثناء المفاوضات مع بعض النجوم العالميين. هذه الاستثمارات لو تتوقف عن هذا الحد، بل أنه هناك استثمارات اخرى خصوصاً في مجال البنية التحتية الرياضية وبالتحديد الملاعب الرياضية.

كل ما هو مأمول أن تكون الملاعب التي سيتم بناؤها ملاعب ذكية بالكامل وكذلك تطوير الملاعب الحالية مثل استاد الملك فهد الدولي استاد الجوهرة لتكون ملاعب ذكية بالكامل واعتقد انه هذا سيساهم في تطوير سمعة الرياضية السعودية ويجعل من الملاعب الرياضية بيئة جاذبة للجماهير ويشجعها على الحضور، وربما يتفق مع الكثير أن هذا الحضور الجماهيري طوال السنوات الماضية كان في مجمله أقل من المأمول مع باستثناء المباريات الجماهيرية الكبرى. وجود ملاعب الذكية يجعل حضور المباريات تجربة ممتعة وحتى تشجع الاسر على الحضور معاً والاستماع بأجواء المباريات بكل اريحية وتساهم في تصحيح مفهوم الكثيرين عن السعودية والتطور الذي حصل فيها مؤخراً خصوصا مع تواد عدد كبير من الاعلاميين الغربين لتغطية اخبار النجوم وفرقهم. كذلك يجب أن نتذكر استضافة كأس اسيا 2027 وغيرها من الاحداث الرياضية الكبرى، فالملاعب الرياضية هي الحلقة الاهم في استضافة الاحداث الرياضية وتحسين تجربة الجماهير.

على الرغم من أن حضور المناسبات الرياضية في الملاعب قد تبدو تجربة ممتعة الا أن الاحصائيات تشير الى هناك كثير من المشجعين أصبحوا يفضلون المشاهدة من المنزل بسبب مشاكل مثل الازدحام المروري وصعوبة الوصول للمقاعد وعدم توفر مطاعم جيدة او صعوبة الوصول لها كذلك المواقف ودورات المياه.

وتعتبر الملاعب الذكية المزودة بتقنيات حديثة مثل إنترنت الاشياء والذكاء الاصطناعي الحل لمواجهة التحديات السابقة، فهي تعزز تجربة الجمهور وتشجيعهم للحضور تجعل الملاعب أكثر كفاءة واستدامة.

والاستاد الرياضي هو عبارة عن ملعب رياضي كما الملاعب العادية لكنه يوظف تقنيات حديثة مثل إنترنت الاشياء حيث يحتوي على عدد كبير من الحساسات والكاميرات واللوحات الالكترونية وأجهزة متصلة معها بعضها البعض بشبكات سلكية او لاسلكية مما يوفر بيانات حديثة (Real time) لتحسين تجربة الجمهور ورفع الكفاءة.

يتكون الملعب الذكي من مكونات عديدة أهمها:
١-الحساسات أو المستشعرات وهي عبارة عن أجهزة صغيرة تقوم بجمع ببيانات من في كافة ارجاء الملعب وايضا في المواقف الخارجية والطرق نحو الملعب
٢-الكاميرات الذكية والتي تقوم بمراقبة الحشود والظواهر غير الطبيعية مثل التدافع كذلك داخل المعلب لمساعدة الحكام على اتخاذ القرارات كما في حالات التسلل وضربات الجزاء واحتساب الاهداف.
٣-شبكات اتصالات حديثة في كافة ارجاء الملعب حيث يمكن أن تكون مثل تقنيات الواي فاي أو الجيل الخامس لتوفير بيئة متصلة ممتعة للزوار وايضا سهلة الادارة للعاملين في الملعب.

وهناك العديد من الفوائد للملاعب الذكية والتي تميزها عن الملاعب التقليدية، ففي الملاعب الذكية يمكن حجز وشراء التذاكر وإتمام عملية الدفع واختيار المقاعد وحجز مواقف السيارة كل ذلك من خلال تطبيق الكتروني على الهاتف المحمول. كما تساهم في تحسين تجربة الجمهور وتوفير وسائل الراحة وكأنهم في منازلهم والتفاعل مع المباراة كإعادة اللقطات من زوايا مختلفة، يمكن للمشجع الوصول لمرافق الملعب مثل دورات المياه والمطاعم والمحلات بكل سهولة. كما يمكن لتقنية التعرف على الوجوه وجعلها وسيلة الدخول سرعة الوصول للمقعد ومنع الوصول للأشخاص غير المصح لهم والتنبيه حال حدوث ذلك. والفوائد والمزايا ليست حصراً على المشجعين، بل حتى الجهات التنظيمية حيث يمكن متابعة كل ما يدور حول الملعب من خلال منصة واحدة تجمع بيانات بشكل مستمر من خلال كاميرات وطائرات بدون طيار تأمين كافة ارجاء الملعب كما تساهم هذه المنصات في الرفع من كفاءة وادارة العمليات والانشطة في الملعب والتنبؤ بحالات الازدحام قبل حدوثها والتنبيه عن اعطال الأجهزة وبرامج الصيانة. ولا ننسى ما يدور داخل الملعب حيث يمكن متابعة الوضع الصحي للاعبين والحكام ومعدل نبضات القلب، كذلك مساعدة الحكام في اتخاذ القرارات. ولعلنا نستشهد ب تقنية التسلل شبة الآلية (Semi-automated offside technology) أو تقنية (SAOT) والتي تم تطبيقها في كأس العالم الاخيرة وهي عبارة عن تقنية شبة آلية لكشف حالات التسلل ودعم الحكام وحكام الفيديو لاتخاذ قرارات خلال وقت سريع وبشكل ادق وأكثر شفافية وضمان للعدالة التحكيمية.