الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع تقدم الاقتصاد العالمي وتعزيز الروابط الوثيقة بين الأسواق الدولية، أصبح التعاون والتبادل بين بورصات الأوراق المالية في مختلف البلدان أمرا لا يمكن تجاهله.
في 3 سبتمبر 2023، وقعت بورصة شانغهاي الصينية مذكرة تفاهم مع نظيرتها السعودية “تداول” في الرياض، لوضع الأساس للتعاون المستقبلي فيما بينهما.
وبموجب مذكرة التعاون، ستستكشف البورصتان فرص التعاون في الإدراج المشترك والتكنولوجيا المالية والبيئة والحوكمة البيئية والاجتماعية وتبادل البيانات والأبحاث لتعزيز التنوع والشمول في كلا السوقين. وفي الوقت الذي ستعمل فيه البورصتان بنشاط على تعزيز بناء البنية التحتية في السوقين، ستعملان أيضًا على تعزيز إدراج الشركات، والإدراج المزدوج لصناديق الاستثمار المتداولة، وتبادل المعرفة في علاقات المستثمرين.
ما هي الفرص الجديدة التي يوفرها هذا التعاون للانفتاح الأوسع والتداول الأعمق في أسواق رأس المال بين البلدين؟
أولا، سيوفر الإدراج المشترك للمستثمرين المزيد من فرص الاستثمار والخيارات المتنوعة. يمكن للمستثمرين الاستثمار في الشركات المدرجة في “تداول” السعودية من خلال بورصة شانغهاي، أو الاستثمار في الشركات المدرجة في بورصة شانغهاي من خلال “تداول” السعودية لتحقيق الاستثمار العابر للحدود وتوزع المخاطر.
ثانيا، سيؤدي استكشاف الإدراج المشترك بين البورصتين إلى تعميق التبادلات والتعاون بين البلدين. ومن خلال تقاسم المعلومات والخبرات والتكنولوجيا، يمكن للبورصتين أن تستفيدا وتتعلما من بعضهما البعض، الأمر الذي يساهم في تحسين قدرتهما التنافسية وتعزيز مستوى تطورهما.
ثالثا، يساعد الإدراج المشترك في تعزيز انفتاح سوق رأس المال وتدويله. ومن شأن التعاون بين البورصتين أن يجذب المزيد من المستثمرين الدوليين، ويزيد القدرة التنافسية الدولية للشركات المحلية، ويعزز الاعتراف والتأثير الدوليين لأسواق رأس المال السعودية والصينية.
ومن مضمون المذكرة يتبين لنا أن الطرفين ملتزمان بتوحيد معايير التعاون في مجال الاستثمار المالي ليتمكن الطرفان من تحقيق الالتحام المباشر للاستثمارات المالية. يشمل هذا الالتحام المباشر معايير الشركات والتكنولوجيا المالية وتبادل البيانات وجوانب أخرى. وفي النهاية يهدف إلى تحقيق الإدراج المشترك بين الطرفين، والترابط والتواصل بين البورصتين، وتسهيل المعاملات.
إن هذه الجهود تتماشى مع خطة تطوير القطاع المالي لرؤية 2030 السعودية وتعزز تداول أموال الدول المشاركة في بناء “الحزام والطريق”. حيث تعد بورصة شانغهاي واحدة من أكبر البورصات في الصين وتتمتع بتأثير كبير في السوق وسمعة دولية. بينما باعتبارها أكبر بورصة للأوراق المالية في الشرق الأوسط، تتمتع البورصة السعودية بنفوذ واسع في المنطقة. وسيلعب التعاون بين البلدين دورًا مهمًا في تعزيز الترابط والتعاون والتنمية في أسواق رأس المال في الصين والمملكة العربية السعودية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال