الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
“ثرثرة الروبوت” (Chatter robot) أو اختصارا (Chatbot) وما تعارف عليه بروبوت الدردشة الآلية المبني على تقنية الذكاء الاصطناعي، والذي يقوم بدور الإنسان في الرد وإجراء المحادثات بشكل آلي يحاكي المحادثة البشرية الطبيعية التي تتم بين أي شخصين، سواء المحادثة المنطوقة أو المكتوبة والتي هدفها في الأساس الإجابة على الأسئلة الشائعة وإعطاء التعليمات من خلال ردود محددة معدة مسبقا تم تجهيزها من قبل، كما في نماذج المحادثة المنطوقة (Siri, Alexa) كذلك استخدامه في عمليات الرد الآلي لخدمات العناية بالعملاء وفي غيرها من التقنيات الأخرى.
أما للطفرة الكبيرة لروبوت الدردشة فقد حدثت مع ظهور ChatGPT (Generative Pre-trained Transformer) الذي تقدمه شركة (OpenAI) ويعمل من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي في الإجابة عما يسأل عنه ويطلبه المستخدمين بشكل سهل وبلغة البشر، وذلك عبر اجراء محادثات نصية من خلال تدريب الروبوت لنفسه بتقنية تعلم الآلة وبالاعتماد على مجموعة كبيرة جدا من البيانات التي تكون في الغالب على شكل اخبار ومقالات وابحاث اكاديمية، فقد كانت بداياته في اصدار النسخة التجريبية منه GPT-1 ثم GPT-2 اللذان أُطلقا بشكل خجول، ونظرا لكونهما مفتوحا المصدر فقد ساعد ذلك على تلقي بعض الدعم عبر العديد من الأشخاص من خلال الإبلاغ عن أوجه القصور فيهما.
بعد ذلك تم اطلاق GPT-3 ثم GPT-3.5 الذي فاجأ العالم بقدرتهما على كتابة نصوص شبيه بأداء البشر حيث كان انتشارهما هو الأسرع في العالم على الإطلاق، بعد ذلك قامت OpenAI بتقديم GPT-4فائق القدرة على التجاوب وتلبية الطلبات بشكل سريع ومشابه لأداء البشر لدرجة ان الشركة قامت بتقييم ادائه من خلال قيامه بأداء اختبارات مشابهة لاختبارات البشر كالامتحانات المهنية واختبارات قبول الجامعة وتحقيقه لنتائج رائعة.
مع ذلك تم التحذير مرارا من أن GPT-4 ما يزال لا يمكن الوثوق به لأنه قد “يتسبب بالهلوسة” بحسب تعليق نائب شركة جوجل “برابهاكار راغافان” الذي يقصد بالظاهرة التي يخترع فيها الذكاء الاصطناعي الحقائق أو يرتكب أخطاء منطقية، كما تعمل OpenAI أيضا على إطلاق مجموعة أخرى من المنتجات منها (DALL·E 2) وهو نظام ذكاء اصطناعي يمكنه إنشاء صور وفنون واقعية بوصف مشابه لإنجاز البشر، من جهة أخرى قدمت جوجل بشكل مشابه مشروع (Bard) في مجال الذكاء، وبعد ذلك قامت بإطلاق نموذج أفضل من ذلك متعدد الوسائط هو (Google Gemini) بالإضافة الى ما تقدمه الشركات الأخرى مثل مايكروسوفت من خلال إضافة الذكاء الاصطناعي على برامجها ومحرك بحثها (Bing)، وعلى غرار ذلك ننتظر إن شاء الله أن تقدم الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي برامج احترافية في توليد المحتوى وروبوتات الدردشة من خلال مسابقات الهاكاثون التي تقيمها في مختلف مناطق المملكة حرسها الله.
ومع كل هذا الابداع فإنه من الجانب الجيد أن يتم تطوير بعض برامج الكشف عن هوية كاتب المحتوى لمعرفة إذا كان شخصا أم برنامج ذكاء اصطناعي، بالإضافة الى تمييزها عبر وضع العلامة المائية عليها بشكل غير مرئي لتوثيق أن هذا المنتج هو من اصداراتها لمنع حالات الغش في الاعمال البحثية والأكاديمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال