صندوق النقد الدولي وتقرير مشاورات المادة الرابعة 2023

تنص المادة الرابعة من اتفاقية تأسيس صندوق النقد الدولي على إجراء مناقشات ثنائية مع البلدان الأعضاء، وتتم تلك المناقشات من خلال زيارة فريق من خبراء الصندوق للبلد العضو سنوياً. ومن خلال تلك المناقشات، يتم جمع كافة المعلومات الاقتصادية والمالية اللازمة، ومن ثم، بعد العودة إلى مقر الصندوق، يقوم فريق الخبراء بإعداد تقريرا، يتم مناقشته ومصادقته من قبل المجلس التنفيذي، ثم يتم إرسال ملخص إلى المسئولين في البلد العضو.

وفيما يخص المملكة، نص تقرير مشاورات المادة الرابعة على تأكيد والإشادة بالكثير من الجوانب الإيجابية للاقتصاد السعودي، ومنها أن رؤية 2030 تسير في المسار الصحيح وتستمر في تحقيق الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية نحو ترشيد الإنفاق وتعزيز الإطار المالي.

ونص التقرير كذلك على أن جهود المملكة مستمرة في تنفيذ أجندة إصلاحات رؤية 2030 نحو تحقيق اقتصاد أخضر مستدام، وكذلك تعزيز ريادة الأعمال، واحتواء التضخم، وإعادة بناء الاحتياطات المالية والخارجية، وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل حيث تجاوزت 30% المستهدفة في رؤية 2030.

ومن جهة أخرى، تمت الإشادة بنجاح البنية التحتية الرقمية بالمملكة في أداء دورها كداعمة وممكنة رئيسية للاقتصاد الوطني، ليس فقط من حيث ضمان استمرارية عمل كل القطاعات الحيوية بكفاءة، بل أيضاً من خلال وضع منظومة رقمية متكاملة في متناول جميع الشركات للدخول إلى مستقبل يقوم على اقتصاد المعرفة مدعوماً بالتكنولوجيا الحديثة، ورفع المستوى العام لجودة الخدمات، وذلك بهدف تحويل المملكة إلى مركز رقمي إقليمي وزيادة الاستثمار المباشر في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات إلى 5.7% مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي.

وتهدف رؤية 2030 إلى زيادة إسهام الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 13% في عام 2017 إلى 19.2% بحلول عام 2025م.

كما تتطلع المملكة إلى الاستعانة بالقطاع الخاص في إدارة وتمويل البنية التحتية والخدمات الصحية وشبكات النقل في المدن، والمباني المدرسية وخدمات المطارات ومحطات تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي من خلال برنامج التخصيص و”شريك”، وذلك لضمان التنفيذ بشكل أفضل وأكثر فاعلية من حيث التكلفة والكفاءة، بما يقلل من استخدام المواد والطاقة مع توفير المنتجات والخدمات المحسنة لصالح المواطنين والمقيمين.

وشمل التقرير الإشادة بالكثير من الجهود الضخمة الأخرى للمملكة في خارطة الطريق التي رسمته بهدف تحقيق المكاسب الاجتماعية والاقتصادية والتنموية لمواطنيها، وهو النجاح الذي يشهده العالم أجمع اليوم.