الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قدمت المملكة العربية السعودية نموذجاً فريداً من التحول الاستراتيجي الهادف إلى تنويع اقتصادها وتعزيز استدامته بعيداً عن الاعتماد الكامل على النفط، وذلك من خلال رؤيتها التي جعلتها «نقطة مشيئة» وسط اقتصاد عالمي مظلم ، وقد أعتبرها سمو سيدي ولي العهد عراب الرؤية أن المملكة أعظم قصة نجاح في القرن الـ 21 .
وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لفوكس نيوز أن الاقتصاد السعودي غير النفطي هذا العام سيكون من الأسرع في مجموعة الـ 20 ، وأضاف في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، أن “الاقتصاد السعودي رقم 17 عالميا، ويمكننا العودة ضمن قائمة الـ 7 .
مع التقدم السريع في تحقيق أهداف رؤية 2030 حتى قبل انتهاء مدتها الزمنية، بدأت معالم خطة جديدة تتكشف مرتبطة بالعام 2040، وهو ما ظهر في تصريحات ولي العهد خلال مقابلته مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، التي عرضت في 21 سبتمبر 2023: إنه “يجري العمل على إنجاز بعض الأمور، التي نتطلع إلى الانتهاء منها في النصف الأول من عام 2024، وبعد ذلك يجب أن ننتقل إلى التنفيذ والاستعداد لرؤية 2040، والإعلان عنها في عام 2027 أو 2028، هذا هو الأمر الأساسي الذي نركز عليه .
ومن أبرز ما تحقق في هذه الفترة، أن السعودية تفردت باحتواء معدل التضخم بين دول مجموعة العشرين ببلوغه ما نسبته 2 في المائة في الوقت الذي تكافح الاقتصادات الكبرى والمتقدمة في محاربته كذلك، انخفض معدل البطالة إلى 8 في المائة مقترباً من نسبة 7 في المائة المستهدفة والمحددة في «رؤية 2030»
ووفق تقرير اتحاد الغرف السعودية الصادر بمناسبة اليوم الوطني للمملكة الـ93، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للمملكة 4.155 تريليون ريال في نهاية عام 2022، ليتجاوز للمرة الأولى سقف التريليون دولار، وينضم عالمياً إلى نادي الاقتصادات التريليونية محققاً بشكل مبكر مستهدفات الدولة لعام 2025
وأوضح تقرير اتحاد الغرف السعودية أن المملكة حققت معدل نمو 8.7% هو الأعلى في دول مجموعة العشرين، معتمدًا بصفة أساسية على قدراته الإنتاجية وهو ما يعكسه زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي للاقتصاد السعودي إلى 81.2%، وزيادة معدل الاستثمار (النسبة المستثمرة من الناتج) ليصل إلى 27.3%، وهو ما رسخ الثقة في الاقتصاد السعودي، مما انعكس في زيادة الثقة في الريال السعودي كونه مخزنًا للقيمة بزيادة نسبة الودائع بالعملة المحلية إلى إجمالي الودائع الادخارية من 66.5% عام 2021 إلى 67.7% عام 2022، كما ارتفعت إيرادات الأنشطة السياحة إلى 9.8 مليار دولارات في الربع الأول من عام 2023
وفي المؤشرات العالمية احتلت المركز 17 عالمياً من بين 64 دولة الأكثر تنافسية في العالم، مما جعلها الثالثة بين دول مجموعة العشرين لأول مرة، حيث تقدمت 7 مراتب في نسخة عام 2023، مدعومة بالأداء الاقتصادي والمالي القوي في عام 2022 .
وحققت المملكة العربية السعودية نجاحات متصاعدة أسهمت في تحسن المؤشرات الدولية الاقتصادية الرئيسة، وانعكس ذلك في تقارير صندوق النقد الدولي والمنظمات الدولية ذات الصلة، التي صنفه الاقتصاد السعودي بصفته أسرع اقتصادات مجموعة العشرين نموًّا في العام 2022.
فقد احتلت المملكة المركز (17) على مستوى الاقتصاد العالمي، كما احتلت المرتبة (17) عالميًا من أصل (64) دولة هي الأكثر تنافسية في العالم، وفق تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية
(IMD)
واحتلت المملكة المركز الثاني عالميًا في نسبة نمو السياح الدوليين، والمركز (51) في مؤشر الابتكار العالمي، وزاد معدل اندماج الاقتصاد السعودي في الاقتصاد العالمي حتى بلغت نسبته 63.1% .
حديث ولي العهد عن رؤية 2040 لم يكن الأول، ففي 28 أبريل 2021، بثت وسائل إعلام محلية أنه بعد رؤية 2030 ستنطلق رؤية 2040 في المملكة، وسوف تكون مرحلة منافسة عالمية، وقال عراب الرؤية آنذاك رداً على سؤال “ماذا بعد رؤية 2030، إن رؤية 2030 تضعنا في موقع متقدم جداً، لكن رؤية 2040 ستكون مرحلة منافسة عالمية.
وحول مضمون الرؤية الجديدة، من المتوقع، أن يكون أهم مستهدفات رؤية 2040 المزيد من التركيز على تنويع مصادر الدخل للمملكة لرفع مساهمة الإيرادات غير النفطية بأعلى من المستهدف الحالي في رؤية 2030 البالغ 50%، وعلى مزيد من المشروعات الطموحة في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقات النظيفة، ما يجعل المملكة أحد أهم موارد الطاقات النظيفة في العالم، وتحسين المناخ الاستثماري وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية أيضاً سيكون على رأس مستهدفات رؤية 2040، وكذلك تمكين قطاع التكنولوجيا والصناعات الدقيقة، والمزيد من المشروعات المرتبطة بالبحث والتطوير، والاستثمار بالقطاع الرياضي سيكون جزءاً مهماً من الخطة، في إطار تطوير قطاع السياحة والترفيه، وأن تكون المملكة مركزا ً عالمياً للخدمات اللوجستية، وجميعها سيكون لها مردود اقتصادي كبير في تنويع الدخل والإيرادات غير النفطية للسعودية .
لا شك إن رؤية 2030 هي البداية، والوصول لمستهدفاتها يعني الاستدامة للاقتصاد السعودي ليكون واحداً من أكبر اقتصادات العالم، وهذا ربما يكون هدفاً أساسياً للخطة، فيما ستعمل رؤية 2040 على جعل اقتصاد المملكة منافساً عالمياً .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال