الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعد الصين أكبر شريك تجاري للعالم العربي. فقد ارتفع حجم التجارة بين الصين والدول العربية من 222.4 مليار دولار في عام 2012 إلى 431.4 مليار دولار في عام 2022، محققا زيادة بمقدار الضعف خلال العقد السابق. في النصف الأول من هذا العام، ظل حجم التجارة بين الصين والدول العربية مستقرا، حيث بلغ 199.9 مليار دولار، منها 90.1 مليار دولار صادرات صينية مقابل 109.8 مليار دولار صادرات عربية.
منذ انعقاده لأول مرة في عام 2013، أسهم معرض الصين والدول العربية بدوراته الخمس السابقة في اكتشاف مجالات جديدة للتعاون والاستثمار، ولعب دورا مهما في تعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية. في الفترة من 21 إلى 24 سبتمبر، أقيمت الدورة السادسة لمعرض الصين والدول العربية بمدينة ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة شمال غربي الصين، وقد ضم المعرض صناعات الأغذية والبناء والنقل والخدمات وغيرها. كانت المملكة العربية السعودية ضيف شرف للمعرض في دورته لهذا العام، وأقيم عرض وطني سعودي يركز على الإنجازات التنموية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
يُذكر أنه خلال المعرض، أبرمت المملكة العربية السعودية 15 مشروع تعاون بقيمة إجمالية 12.4 مليار يوان مع أكبر 500 شركة محلية مثل شنغهاي تشنهوا للصناعات الثقيلة، ومجموعة مزارع ولاية يوننان، وصناعة ييلي. وتشمل المشاريع الطاقة النظيفة، والمواد الجديدة، والعقارات التجارية، والسياحة، والحوسبة السحابية، والتخزين السحابي، والبيانات الضخمة، ومعالجة الألبان، والمنتجات الزراعية عالية الجودة، وما إلى ذلك.
من الفكرة إلى العمل، ومن الرؤية إلى الواقع. في سياق التحسين المستمر والارتقاء بالعلاقات الصينية العربية وتعاون الجانبين معا لبناء مجتمع مصير مشترك صيني-عربي، تشهد الصين والدول العربية فرصا استراتيجية لتسريع التطور في الشراكة العالية الجودة لبناء مبادرة “الحزام والطريق”. لذلك، جاء المعرض في وقته المناسب.
أولا وقبل كل شيء، يسهم المعرض في استغلال إمكانيات التجارة والاستثمار بين الصين والدول العربية. وفي السنوات الأخيرة، توسعت تجارة السلع الصينية العربية بشكل سريع، مستفيدة من التكامل القوي للمزايا التجارية بين الصين والدول العربية. وبالإضافة إلى التجارة التقليدية في النفط والغاز، دخلت منتجات زراعية مميزة مثل زيت الزيتون من تونس والجمبري الأبيض من المملكة العربية السعودية والتمور من الإمارات العربية المتحدة إلى السوق الصينية عبر منصات التجارة الإلكترونية ونالت إعجاب المستهلكين الصينيين. كما بدأت المنتجات الصينية مثل الأجهزة المنزلية والهواتف الذكية تدخل بشكل متزايد إلى الدول العربية وتحظى بترحيب من السكان المحليين.
وتشهد الاستثمارات المتبادلة بين الصين والدول العربية نموا سريعا، ففي عام 2022، بلغت الاستثمارات المباشرة من الصين إلى الدول العربية 2.62 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 13.3٪، وبلغت الاستثمارات العربية في الصين 1.05 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية تقترب إلى 9 أضعاف.
ثانيا، يوفر المعرض ظروفا مواتية لتعميق التعاون في القدرة الإنتاجية. وتولي الحكومة والشركات الصينية أهمية كبيرة لربط مزايا القدرة الإنتاجية الصينية مع الاحتياجات التنموية للدول العربية لتعزيز التنويع الاقتصادي والتصنيع، وتلتزم بتنفيذ تعاون متقدم وقابل للتطبيق وصالح للتوظيف وصديق للبيئة في مجال القدرة الإنتاجية. هذا الأمر لن يساعد في توسيع سلسلة صناعة النفط في الدول العربية فحسب، بل سيحسن هيكلة الصناعة ويرفع قدرة مقاومتها للمخاطر أيضا. في هذا المعرض، لاقت منطقة جازان – الصين للتجمعات الصناعية اهتماما عاليا باعتبارها مشروعا فارقا لتعميق التعاون بين الصين والمملكة العربية السعودية في مجال الطاقة الإنتاجية.
تركز هذه المنطقة الصناعية على تطوير قطاعات مثل الصلب والبتروكيماويات والسيليكون وخدمات السفن، ولا تهدف إلى نقل سلسلة الصناعة من الصين إلى المملكة العربية السعودية فحسب، بل أيضا إلى تحقيق تكامل مع سلاسل الصناعة المحلية. ومن أمثلة ذلك أيضا، الحديقة النموذجية للتعاون الصيني الإماراتي في الطاقة الإنتاجية، والحديقة الصناعية الصينية – العمانية بالدقم، ومنطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر بالسويس، وغيرها.
ثالثا، يعمل المعرض على دعم التعاون الصيني العربي في مجال التكنولوجيا الفائقة لتحقيق اختراقات كبيرة. وفي إطار المعرض تم إطلاق مؤتمر التعاون الصيني العربي لنقل التكنولوجيا والابتكار، والمركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا، والمركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا الزراعية، وجميعها وسائل رئيسية لعرض نتائج التعاون التقني بين الصين والدول العربية وتعزيز نقل التكنولوجيا بشكل منتظم.
في السنوات الأخيرة، كان التعاون الصيني العربي في مجال التكنولوجيا الفائقة مثيرا للإعجاب، فقد أصبحت الشركات الصينية شريكا رئيسيا في اتصالات الجيل الخامس في الدول العربية، حيث استحوذت على حصص سوقية كبيرة في دول مثل مصر والسعودية والإمارات وعمان والبحرين. أما في مجال الفضاء، فقد أنشأت الصين مع الدول العربية آلية تعاون وهي منتدى التعاون الصيني العربي لنظام بيدو، وتم بناء أول مركز خارجي لنظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية في تونس، حيث نجح في إطلاق الأقمار الصناعية لدول مثل الجزائر والمملكة العربية السعودية والسودان وغيرها إلى الفضاء.
في هذه المرحلة الحاسمة من تطور العلاقات الصينية العربية، يلتزم معرض الصين والدول العربية في العصر الجديد بمفهوم تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك صيني-عربي. ويواصل تحمل المسؤولية التاريخية لدعم وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والعالم العربي، ويعمل كقوة دافعة للتعاون العملي الصيني العربي، وسيستمر في تقديم إسهامات جديدة لتحقيق “الدوران المزدوج” للأسواق والموارد بين الصين والدول العربية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال