الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لطالما اقترنت كلمة “صيانة” بالإغلاق او التعليق، وكثيرا ما ستجد هذه العبارة ( مغلق للصيانة) على الطرقات، المباني، والمتاجر.
في المقابل، كان لصاحب مطعم شهير في قلب مدينة الخبر، الكورنيش تحديدا، رأي مختلف! كيف؟
إليكم القصة:
مع بداية عطلة نهاية أسبوع جديدة اتصل بي مجموعة من الأصدقاء من دولة شقيقة يرغبون بلقائي على عجل، قبل عودتهم إلى بلدهم، وذلك بعد ان اتموا ما قدموا من أجله في مدينة الخبر التي اصبحت مؤخرا مغرية للاستثمار العقاري.
على عجل، قررت بأن اصطحب أصدقائي الخليجيين إلى مقهى او مطعم يليق بي كمضيف، و يليق بهم كضيوف.
بعد البحث استقر بي الراي على احد المطاعم التي تقدم اطباق شرق اوسطية – ارمنية، إضافة الى بعض الأطباق العالمية.
قمت بإجراء وتأكيد الحجز لثمانية اشخاص، قبل الموعد بأربعة و عشرين ساعة.
عند قيامي بالاتصال بالمطعم المستهدف لإتمام الحجز، رحب بي مستقبل المكالمة في المطعم، وأكد لي موعد الحجز بسرعة فائقة يشكر عليها.
عندما حان موعد الغداء في اليوم التالي، وصلت قبل ضيوفي بعشر دقائق، كان الوضع خارج المطعم غريب بالنسبة لي. كان المكان مليء بحديد البناء (السقالات)، الأخشاب المسندة على الجدران، عمال يعملون، عربات نقل صغيرة، وكثير من الأنشطة المتعلقة بالبناء والتعمير.
حينها اعتقدت بان المطعم مغلق للصيانة، فهذا ما كان يبدوا الامر عليه، لكنني عزمت على الدخول، و باذ المطعم مفتوح!
رحب بي مدير المطعم أجمل ترحيب، وقام بأخذي الى طاولة مميزة كانت قد اعدت لي ولضيوفي.
بعد ان اجتزت منطقة الخطر الخارجية المحيطة بالمطعم من كافة الاتجاهات، و دخلت المكان (المطعم). بمجرد دخولي للمكان، لفت انتباه انفي رائحة الصبغ القوية في المطعم، الصبغ وليس الخبز!
في بداية الأمر و بالرغم من انزعاجي الشديد من استنشاق بقايا غبار البناء، الا انني قررت بأن اكون ايجابيا. لكن بعد مرور اكثر من خمس دقائق لم تعد الرائحة محتملة.
أثناء انتظاري لأصدقائي، دفعتني بنات افكاري متجاهلة زقازيق بطني الى تخيل ما كان قد يدور في مطبخ المطعم. لابد بان هناك في مطبخ المطعم مراوح تهوية في الجدران او السقف. مراوح قد يتسرب من خلالها غبار عملية البناء و الاتربة الملوثة بالاسمنت وغيره من مواد البناء المصاحبة لذلك.
في الحقيقة بعد مرور مزيد من الوقت لم يعد الوضع يحتمل، و أصبحت نظافة الاكل وخلوه من التلوث المصاحب لأعمال البناء موضع شك بالنسبة لي. على ضوء كل تلك المعطيات، قررت ان اترك المكان و المطعم بأسره متوجها إلى مطعم اخر. أيا كان ذلك المطعم، في تلك اللحظات بدى لي بانه سيكون خيار افضل.
أثناء ذلك، قمت بالاتصال بضيوفي الخليجيين لإبلاغهم عن تغيير موعد اللقاء، وبالفعل توجهنا إلى مطعم اخر قريب نسبيا من المطعم “المفتوح للصيانة”.
السؤال الذي مازال يراودني رغم مرور عدة ايام على القصة التي شاركتكم الان الكثير من تفاصيلها هو باختصار كالتالي: أين بلدية الخبر الشمالية من هذا المطعم؟
حيث ان الشيء بالشيء يذكر.. منذ عدة اسابيع، صديق لي، صاحب مطعم، تمت مخالفته لان درجة برودة الثلاجة اقل من المطلوب.
مطعم اخر هنا في الحي الذي اقطنه، حصل على مخالفة لعدم ارتداء احد العمال القفاز الصحيح.
و هناك غيره الكثير من المخالفات الصحيحة والصحية الموجهة للمطاعم، نسمع عنها باستمرار، ساهمت بضبط قطاع مهم جدا مثل قطاع المأكولات بوجه عام والمطاعم بوجه خاص.
في المقابل و كما اسهبت مفصلا، المطعم الذي اتحدث عنه هو في قلب كورنيش الخبر الشمالية، ويمكن رؤيته ورؤية ما يقوم به من اعمال صيانة ضخمة من على بعد عدة كيلومترات، يواصل استقبال الزبائن دون اكتراث بصحتهم او سلامتهم إلى لحظة كتابة هذا المقال.
لماذا يترك هذا المطعم تحديدا مفتوح!؟
لماذا لا يتم اغلاقه بأمر من البلدية حتى تكتمل اعمال الصيانة به، ومن ثم يعود مشكورا لخدمة ضيوفه من الزبائن؟
لا أنوي بالدخول في النوايا، ولن اطالب البلدية بمخالفته.. انا فقط اطالب بإغلاق المطعم حتى تكتمل اعمال الصيانة حفاظا على ارواح الناس !
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال