الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تدفع السعودية بعلاقاتها الدبلوماسية المميزة الى فتح قنوات استثمارية جديدة في كافة الاتجاهات، بهدف تنويع اقتصادها وتحقيق تنمية مختلفة في كافة المجالات، وتخلق بذلك المزيد من فرص الاستثمار والعمل.
المشاركة الأخيرة للسعودية في قمة العشرين التي استضافتها دولة الهند او “بهارت” كما ظهر رئيسها ناريندرا مودي خلف هذا الاسم في افتتاح جلسات قمة العشرين. سجلت حضورا مميزا ضمن القادة الذين شاركوا في القمة، وهو ما دفع صحفية جورديان البريطانية، تقول ان ولي العهد السعودي اظهر قوة وثقة في قمة العشرين، وانه تلقى احتراما وتقديرا من قادة الدول الكبرى، كما ابدى استعداده للتعاون مع الهند في مجالات مثل الطاقة والبيئة والتجارة. فيما قالت صحيفة ذا واشنطن بوست أكد على دور السعودية كشريك استراتيجي للهند في المنطقة، وانه أشاد بالمبادرات التي اتخذتها الهند لمواجهة كورونا والتغير المناخي. واعتبرت صحيفة ليموند الفرنسية أن ولي العهد تمكن من ابراز رؤية السعودية 2030، وأضافت انه دعا الى تعزيز التحولات المستدامة في مجالات الصحة والتعليم والامن الغذائي، واشادت بمبادرة الممر الاقتصادي الذي أطلقه خلال قمة العشرين والذي يربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا
وليس بمستغرب هذه المشاركة للسعودية في قمة العشرين فهي ليست رقما عاديا في قائمة الدول الكبيرة اقتصاديا بل هي مؤثرة وفاعلة، حيث تقف السعودية في المرتبة الثانية من حيث النمو الاقتصادي بين دول مجموعة العشرين لهذا العام، بعد ان قفزت 25 مقعدا في عام واحد، وبلغ معدل النمو الاقتصادي 8.7 في المائة العام الماضين وأطلقت العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف الى تحقيق الاستقرار والتنمية والاستدامة على المستوى العالمي.
وعزز الحضور السعودي المتميز في قمة العشرين المبادرة التي اطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهي مشروع ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وهذا المشروع سيسهم في تطوير وتأهيل البنية التحتية وربط الموانئ وزيادة مرور السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية، كما يسهم في مد خطوط الانابيب لتصدير واستيراد الكهرباء والهيدروجين لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمي، فضلا عن دعم تطوير الطاقة النظيفة وتوليد فرص عمل جديدة ونوعية ومكاسب طويلة الأمد لجميع الأطراف، ويتألف المشروع من ممرين منفصلين، ممر شرقي يربط الهند مع الخليج وممر شمالي يربط الخليج بأوروبا.
هذه المبادرة وجدت ترحيبا كبيرا من الاقتصاديين والسياسيين في قمة العشرين، ووصف عاموس هوكستاين المبعوث الرئاسي لشؤون الطاقة في الإدارة الأميركية، ان الممر سيغير الشرق الأوسط، وقال ان الإدارة الامريكية عملت لعدة أشهر للتوصل الى توقيع مذكرة تفاهم بحضور ولي العهد، وينتظر البدء في وضع خطة خلال الـ 60 يوما لوضع الميزانية والخطوط العريضة ومراجعة البنية التحتية.
الهند استثمرت هذه المبادرة التي أطلقتها السعودية، وتفاعلت معها مختلف وسائل الاعلام والاوساط السياسية الهندية، وفي الزيارة الرسمية التي بدأها الأمير محمد بن سلمان للهند بعد ختام قمة العشرين، وكان واضحا من خلال حفلات الاستقبال التي اقامتها الحكومة الهندية بحضور رئيسة الهند دروبادي مورمو وأيضا رئيس الحكومة ناريندرا مودي، مصحوبة بعرض الفنون والألعاب والتراث الشعبي الهندي. فيما اقامت السعودية عدة فعاليات من بينها عرض فرص الاستثمار بمشاركة رجال اعمال في البلدين.
واستعرضت الصحف الهندية من خلال وسائل الاعلام أهمية هذه المبادرة، واعتبرتها انها فرصة حقيقية لرفع حجم الصادرات الهندية الى أوروبا، وقالت صحيفة ذا هندو، ان المبادرة تعكس روية ولي العهد للتنويع الاقتصادي والانفتاح على العالم، اما صحيفة ذا تايمز اوف انديا، ابرزت أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الهند والسعودية، فيما رصدت صحيفة هندوستان تايمز ردود الفعل المختلفة على زيارة ولي العهد وتظهر التزام السعودية بالحوار والتعاون مع دول المنطقة.
من الواضح ان الحكومة السعودية استعدت بشكل جيد لقمة العشرين، وراجعت كل الملفات وخاصة الاقتصادية منها، وحضرت جميع النقاط التي يمكن طرحها خلال القمة، وبالفعل لم تعلن عن المبادرة الا بعد ان انتهت من كافة تفاصيلها والأطراف المعنية، وكثفت اتصالاتها مبكرا حتى تجد المبادرة هذا الترحيب من كافة الأعضاء، وبالفعل نجحت في موافقة الجميع، رغم المخاوف من ان تلقي الحرب الروسية الأوكرانية بظلالها على القمة، إلا ان البيان الختامي صدر متوافقا مع جميع الأطراف والدول الحاضرة، ويبقى الحضور السعودي في قمة العشرين، هي الأبرز.
أخيراً، وجب الايضاح أن كلمة “نمستي” الواردة في عنوان المقال هي تعني باللغة الهندية “مرحبا”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال