الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر “حرب المواهب” مصطلحًا شائعًا اليوم يُشير إلى التنافس الشديد والمستمر على جذب واحتضان أفضل الكفاءات والمواهب في سوق العمل. وهو مصطلح صاغه “ستيفن هاكين” من شركة ماكينزي وشركاه في عام 1997م، وأصدر حوله كتاب من تأليف “إد مايكلز” و”هيلين هاندفيلد جونز” و”بيث أكسلرود” في عام 2001م.
تشير حرب المواهب إلى مشهد تنافسي متزايد لتوظيف واستبقاء الموظفين الموهوبين، ويعكس هذا المصطلح التحديات والصعوبات المتجددة لتوظيف والحفاظ على الموظفين المميزين والمؤهلين في بيئة الأعمال اليوم، ففي الاقتصاد العالمي القائم على التكنولوجيا اليوم، يعمل التحول الرقمي على إعادة تشكيل الصناعات وأسواق العمل، ويمكن للشركات التي لديها القدرة على الوصول إلى أفضل المواهب أن تتمتع بميزة كبيرة عن تلك التي لا تستطيع ذلك، فالموظفين الموهوبين ليسوا أكثر إنتاجية وابتكارًا فحسب، بل يقدمون أيضًا وجهات نظر جديدة وخبرات متنوعة يمكن أن تساعد الشركات على الحفاظ على قدرتها التنافسية والتكيف مع ظروف السوق المتغيرة.
هناك العديد من الأسباب التي تُساهم في حدوث حرب المواهب، وهي:
صعود الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، ما أدى الى زيادة المنافسة.
تزايد التنقل الوظيفي، وأصبح الموظفون لا يخشون استكشاف فرص العمل في مختلف المجالات والقطاعات.
الوظائف والمناصب التقليدية أقل جاذبية لجيل الشباب والمبدعين.
وجود عدد محدود من العمال ذوي المهارات المطلوبة، لذلك يتعين على أصحاب العمل خوض معركة للوصول إلى الموظفين الأكثر طلبًا، وهذه الديناميكية كانت في السابق حالة مؤقتة للسوق، لكنها أصبحت الوضع الطبيعي الجديد.
وجد تقرير جديد موسع لشركة الاستشارات الإدارية “كورن فيري” أنه بحلول عام 2030، يمكن أن تكون أكثر من 85 مليون وظيفة شاغرة بسبب عدم وجود ما يكفي من الأشخاص ذوي المهارات المتخصصة لشغلها.
وعلى غرار ذلك، تواجه الشركات اليوم الكثير من التحديات من أجل جذب المواهب الفريدة من نوعها، ولعلّ أبرزها:
نقص المهارات
يعد نقص المهارات أحد أبرز التحديات التي تواجه الشركات، حيث يصعب عليها العثور على الموظفين ذوي المهارات والخبرات المطلوبة لمواجهة التحديات المتجددة.
ومع تزايد التطور التكنولوجي وحدوث المتغيرات الاقتصادية بشكل سريع، زاد الطلب على مهارات تتعلق بتلك التقنيات المتقدمة.
تغيرات في أنماط العمل
أصبحت العمليات الإنتاجية أكثر تعقيدًا وتطورًا، ما يتطلب وجود موظفين متخصصين بشكل دائم.
تنوع العمالة والأجيال
يتواجد في سوق العمل أجيال مختلفة، مثل الأجيال القديمة والميلينيال والجيل”Z”، وكل جيل يتميز بتوقعات وطموحات مختلفة تجاه العمل وبيئة العمل.
التوسع الدولي واقتصاد العمل المستقل
توسعت الشركات عبر الحدود، وأصبح متاحًا العمل عن بُعد للكثير من التخصصات والمجالات، وبناء على ذلك ظهر مفهوم”Gig economy” الذي يشير إلى قدرة الأفراد على الاختيار والتنقل بين المشاريع المختلفة والعمل بشكل حر، ما جعل التنافس على أشده من أجل جذب المواهب العالمية.
من الجوانب الرئيسية للتنافس في استقطاب المواهب، هي:
تحليل السوق وفهم الاحتياجات
يجب على أصحاب العمل دراسة السوق وفهم الاحتياجات المحلية والعالمية للمواهب في مجالات معينة.
تحديد المزايا التنافسية
يجب أن تعرض المنشأة مجموعة من المزايا التي تجعلها جاذبة بالنسبة للموظفين المحتملين، مثل طرق العمل المرنة، فرص التطوير المهني، بيئة عمل إيجابية وحوافز جذابة، برامج تطويرية وتدريبية، التأمين الطبي، إجازات مدفوعة وفرص للترقيات.
تحديد الأهداف والثقافة المؤسسية الجاذبة
وذلك من خلال تقديم رؤية واضحة للمنشأة والأهداف التي تسعى تحقيقها واطلاع الموظفين عليها، ويجب أن تكون هذه الرؤية محفزة وملهمة للمواهب المحتملة.
استخدام وسائل التسويق الجذابة
يتعين على أصحاب العمل استخدام وسائل تسويق مبتكرة وفعّالة لجذب المواهب، مثل الإعلانات الممولة على وسائل التواصل الاجتماعي والمشاركة في فعاليات التوظيف المحلية والدولية.
بناء سمعة جيدة للمنشأة
تلعب سمعة المنشأة أو مدى صدى علامتها التجارية دورًا كبيرًا في جذب المواهب، إذ يجب أن تكون المنظمة معروفة بأنها مكان جذاب للعمل وتقدم فرصًا مثيرة ومجزية.
استخدام التكنولوجيا بفعالية
يمكن أن تستخدم الشركات التكنولوجيا لتحسين عمليات التوظيف وتسهيل الوصول إلى المواهب المطلوبة من خلال تواجدها الفعّال على شبكات التواصل مثلًا، كما أنّ تلك التقنيات تُعد عنصرًا فاعلًا في تحليل البيانات لفهم احتياجات السوق والموظفين.
توظيف الاستشاريين والخبراء
يمكن للشركات الاستفادة من استشارات الخبراء في مجالات الموارد البشرية وتطوير القدرات وتحسين بيئة العمل.
تحديث وتطوير استراتيجيات التوظيف
يجب على أصحاب العمل مراجعة وتحسين استراتيجيات التوظيف بشكل دوري لضمان موائمتها مع تطورات سوق العمل واحتياجات المواهب.
المشاركة في برامج الإحلال الوظيفي
لا تزال شبكات العلاقات هي الطريقة الأفضل حتى اليوم لاقتناص المواهب، لذا يُمكنك تحفيز الموظفين الحاليين على مشاركة الوظائف الشاغرة والمساهمة في عملية التوظيف من خلال برامج الإحلال الوظيفي ومن ثم تقديم مكافآت ومزايا للموظفين الذين يقدمون مواهب مؤهلة ومناسبة لبيئة العمل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال