الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لم تعد ادوات العرض الكلي اليوم كما كانت في السابق ، الأسواق اليوم لا تنظر إلى معيار الطلب فحسب بل ان هناك حزمة من الادوات التي تتحكم في اداة العرض فالأسواق باتت اكثر ذكاء في جانب العرض هذه المعايير تنوعت كثيرا في تلبية اذواق المستهلكين والانتاج النوعي بدلا من الكمي اضافة إلى تطبيق متطلبات الجودة والتنافسية وسياسات التسعير ونقص الموارد الطبيعية المكملة لأهم الصناعات التي تعتمد على التقنية وأشباه المواصلات ، كما يمكن القول ان المُنتج يفكر كثيرا في نوعية المستهلك وجذبه وايضاً استدامته وكما هو الحال في ذلك إلا ان تقنية ادوات العرض تتشكل في كونه اللاعب الأبرز في السوق وفق فلسفة ما سوف أحققه من أرباح ومكانة سوقية هي الأفضل مع بقية المنافسين .
بالنظر إلى أداة العرض في قطاع السيارات مثلا نجد أن الأسواق اليوم استوعبت الكثير من الماركات الجديدة التي تنسجم مع شريحة واسعة من المستهلكين سواء كان ذلك على مستوى الاسعار او الجودة او خدمات ما بعد البيع في ذات الوقت يسعى الكثير من بقية المنتجين في الأسواق إلى تعزيز حضورهم بالجودة والتاريخ لإثبات مكانتهم في هذا القطاع .
هناك الكثير من المتغيرات التي أسهمت في آليات الأسواق من أبرزها الثقافة الاقتصادية لكل من المنتجين والمستهلكين واصبحت بالتالي التنافسية هي المحور الاهم لدى المنتجين بينما تحتل ثقافة المستهلك الجانب المقابل لذلك
على مدى العقود القليلة الماضية ، شهد العالم تقدمًا هائلاً في مجال تقنيات العرض في الاقتصاد الكلي ، بدأت هذه التقنيات كأدوات بسيطة لقياس الأداء الاقتصادي، لكنها تطورت بشكل كبير لتصبح عوامل محورية في توجيه السياسات الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة ومع هذا التطور، تغيرت المعايير واشتدت التنافسية في الساحة الاقتصادية.
ولفهم أهمية هذا التطور، يجب أن نبدأ بفحص كيف كانت تقنيات العرض في الاقتصاد الكلي تُستخدم في الماضي ، كانت المعايير الرئيسية تقتصر عادةً على معدلات النمو الاقتصادي ومعدلات التضخم ، وكانت البيانات غالبًا ما تكون غير دقيقة وتأتي بتأخير، مما يجعل من الصعب اتخاذ القرارات الفعالة.
مع تطور التكنولوجيا وزيادة القدرة على جمع وتحليل البيانات، تغيرت هذه المعايير بشكل جذري، أصبح بإمكان الاقتصاديين وصناع السياسات مراقبة أدق لأصغر التفاصيل الاقتصادية ، وبفضل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، يمكن الوصول إلى البيانات في الوقت الحقيقي وتحليلها بشكل سريع ودقيق وهذا التحسين في تقنيات العرض له تأثيرات كبيرة على التنافسية ، يمكن للدول والشركات والأفراد الذين يستفيدون من هذه التكنولوجيات تحقيق ميزة تنافسية حادة لتصبح القرارات الاقتصادية أكثر دقة وفعالية، ويمكن الاستفادة من الفرص وتفادي المخاطر بشكل أفضل.
ومع ذلك، يجب أيضًا التنويه إلى التحديات الجديدة التي تواجه تقنيات العرض الحديثة. منها التهديدات المتزايدة للخصوصية والأمان السيبراني . علاوة على ذلك، يجب أن تستخدم هذه التقنيات بحذر للتأكد من أنها تعزز العدالة والاستدامة الاقتصادية.
مجمل القول .. إن تقنيات العرض في الاقتصاد الكلي قد شهدت تطورًا هائلاً وأثرت بشكل كبير على المعايير والتنافسية ، على الرغم من التحديات الجديدة ، كما يمكن أن تساهم هذه التقنيات في تحقيق نمو اقتصادي أكثر استدامة وتحسين جودة الحياة للعديد من الناس في جميع أنحاء العالم وفي المقابل يسعى المُنتج بذكاء اليوم وبشكل مختلف الى تحقيق افضل عرض ممكن بأقل تكلفة ناظرا الى هامش الربح الذي يحقق له نجاحه امام منافسيه بعيدا عن عشوائية العرض كما كان كذلك في ما مضى .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال