الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الذوق العام هو مفهوم يشير إلى المعايير والقيم الاجتماعية والثقافية التي توجه سلوك الأفراد في المجتمع، ويؤدي الذوق العام دورًا هامًا في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك المجتمع والاقتصاد.
فالذوق العام فيما يخص التعامل المجتمعي والاجتماعي يوجه كيفية تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض في المجتمع، ويسهم في تحديد ما هو مقبول وغير مقبول من ناحية التصرفات والأخلاقيات الاجتماعية.
وهنا نشير إلى أنه يمكن أن يختلف الذوق العام من مجتمع إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى، فالذوق العام يعكس القيم والاعتقادات الاجتماعية والثقافية للناس، ويمكن أن يلعب دورًا في الحفاظ على التنوع الثقافي أو التغييرات فيه.
كذلك فيما يخص جانب التعليم والقيم؛ الذوق العام يساهم في نقل القيم والمبادئ من جيل إلى آخر، ويمكن أن يكون جزءًا من عملية التعليم والتربية والأخلاقية في المجتمع.
أما فيما يخص الاقتصاد؛ فالذوق العام يتحدد في العديد من المجالات، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.
الاستهلاك والشراء: الذوق العام يؤثر على قرارات الشراء والاستهلاك للأفراد، ويمكن أن يكون للذوق العام دور كبير في تحديد ما إذا كان الأفراد سيشترون منتجات فاخرة أم أنهم سيفضلون الخيارات الاقتصادية.
صناعة الأزياء والجمال: الذوق العام يؤثر بشكل كبير في صناعة الأزياء والجمال، حيث يمكن أن يؤدي تغيرات في الذوق العام إلى تغييرات في الاتجاهات والأذواق الشخصية للأفراد، مما يؤثر على العروض والطلب على منتجات معينة.
الاستثمار وريادة الأعمال: الذوق العام يمكن أن يكون له تأثير على الاستثمار وريادة الأعمال، وقد يؤثر الذوق العام في اختيار الأعمال والمشروعات التي تحظى بدعم المستثمرين أو تلقى دعمًا اجتماعيًا أكبر.
استهلاك السلع والخدمات: الذوق العام يحدد طلب المجتمع عند التسوق، فسلع وخدمات تتناسب مع الذوق العام غالبًا ما تحقق مبيعات جيدة، بينما تلك التي لا تتوافق مع الذوق العام قد تواجه صعوبات في التسويق
الابتكار: الذوق العام يمكن أن يلهم رواد الأعمال والمبتكرين لتطوير منتجات وخدمات جديدة تلبي احتياجات ورغبات المجتمع، فعندما يكون لديهم فهم جيد للذوق العام، يمكنهم توجيه جهودهم نحو القطاعات التي تحظى بإقبال كبير.
الاستثمارات والصناعات: المستثمرون يأخذون في اعتبارهم الذوق العام عند اتخاذ قراراتهم بشأن الاستثمار في مشاريع جديدة، فالصناعات التي ترتبط بالذوق العام غالبًا ما تكون جذابة للمستثمرين.
السياحة: الذوق العام يؤثر في صناعة السياحة. المدن والمناطق السياحية التي تتناسب مع الذوق العام لديها فرص أكبر لجذب السياح وزيادة الإيرادات السياحية.
إيجاد فرص عمل: الشركات والصناعات التي تتبنى الذوق العام غالبًا ما تحتاج إلى العديد من العمال لتلبية الطلب المتزايد على منتجاتها وخدماتها، مما يخلق فرص عمل جديدة في المجتمع.
وهنا تأتي الإشارة إلى الجمعية السعودية للذوق العام التي حملت رؤية تمثلت في ” سنجعل الذوق العام منهج حياة لمجتمعنا في سلوكياته وتعاملاته”، ورسالة ضمت ” جمعية سعودية تهدف لإيجاد بيئة مجتمعية راقية تمتاز بالذوق في جميع التصرفات والتعاملات لجوانب الحياة المختلفة، استنادًا إلى القيم الدينية والمعايير الاجتماعية؛ وذلك من خلال تفعيل دور المجتمع عن طريق التأثير الإيجابي وتعزيز القيم بنشر ثقافة ومفهوم الذوق العام”. وأهداف متعددة كان من أبرزها ” تعزيز القيم الإسلامية والمعايير الاجتماعية في انتهاج الذوق العام كأسلوب حياة، تنمية الممارسات السلوكية المعززة للذوق في البيئة المجتمعية، المساهمة في بناء الشخصية السعودية التي تتبنى قيم الذوق والمواطنة، وإبراز أفضل الممارسات الإيجابية للأفراد والمؤسسات في تبني قيم الذوق العام.
مع الإشارة إلى أن الجمعية السعودية للذوق العام؛ قدمت وتقدم العديد من المشاريع والبرامج والأنشطة ذات الاهتمام فيما يخص الذوق العام، والتي تنعكس بشكل مباشر وبشكل غير مباشر على التنمية الاقتصادية.
وختامًا؛ الجمعيات العلمية والاقتصادية والمجتمعية والثقافية في مملكتنا الغالية في تقدم وازدهار مستمر والفضل يرجع بعد توفيق الله عز وجل إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال