الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ظهرت بين الجهال في وسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الرخيصة، مزايدات وقودها تشويه التاريخ.. موجهة ضد المملكة العربية السعودية، والتقليل من دورها ودعمها تجاه القضية الفلسطينية، واصفة ما تقدمه المملكة مجرد تصريحات!، رغم سياسة المملكة الحقيقية والمعروفة للفلسطيني قبل غيره والمتمثلة في حفظ حقوقه وقضيته، ولا شك أن مصدر هذه المزايدات أبواق مأجورة، وبعض المرتزقة مستهدفة تشويه التاريخ المشرف للمملكة مع دعم القضية الفلسطينية ومساعيها الدؤوبة للحفاظ على أرواح الفلسطينيين وعلى قضيتهم، ويعتبر موقف المملكة من قضية فلسطين من الثوابت الرئيسية للسياسة السعودية، والتي بدأت منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز الذي كان المؤيد والمناصر الأول للشعب الفلسطيني، واستمرت المواقف السعودية المشرفة تجاه القضية الفلسطينية حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
ولعل الحديث عن المواقف السعودية حول الدعم المادي بالنسبة للقضية الفلسطينية لا يمكن الإحاطة به بهذه العجالة ، بحيث قدمت المملكة تبرعاً سخياً في مؤتمر القمة العربية في الخرطوم عام 1967م، كما التزمت المملكة فـي قمة بغداد عام 1978م بتقديم دعـم مالي سنوي للفلسطينيين قدره مليار وسبعة وتسعين مليوناً وثلاثمائة ألف دولار، وذلك لمدة عشر سنوات (من عام 1979م وحتى عام 1989م)، وفي قمة الجزائر الطارئة عام 1987م قررت المملكة تخصيص دعم شهري للانتفاضة الفلسطينية مقداره 6 ملايين دولار، كما قدمت المملكة في الانتفاضة الأولى عام 1987م تبرعاً نقدياً لصندوق الانتفاضة الفلسطيني بمبلغ مليون وأربعمائة وثلاثة وثلاثون ألف دولار، وقدمت مبلغ مليوني دولار للصليب الأحمر الدولي لشراء أدوية ومعدات طبية وأغذية للفلسطينيين.
وزادت المملكة مساهمتها لدعم موازنة السلطة الفلسطينية، حيث رفعت المملكة مساهماتها الشهرية لدعم ميزانية السلطة من (7.7) مليون دولار إلى (20) مليون دولار، استجابة لقرار القمة العربية التي عقدت في البحر الميت بالأردن في عام 2017م، وبزيادة رأسمال صندوقي الأقصى والقدس بقيمة 500 مليون دولار، وتبرعت المملكة بمبلغ 50 مليون دولار لدعم الأوقاف الإسلامية بالقدس، ومبلغ 50 دولار لوكالة الأمم المتحدة (الأونروا) دعما ً للقدس والقضية الفلسطينية، بحيث بلغت المساعدات المقدمة من المملكة لفلسطين 7 مليارات دولار خلال الفترة من 2000م -2019م.
ومبلغ ملياري ريال سعودي، إيرادات اللجنة الشعبية من أبناء الشعب السعودي (بعد حرب يونيو 1967م)، ومليار وسبعة وتسعون مليون وثلاثمائة ألف دولار، دعما ً سنوياً للفلسطينيين (قمة بغداد 1978م) لمدة عشر سنوات، وما قيمته ستة ملايين دولار دعما ً شهريا ً للانتفاضة (قمة الجزائر الطارئة 1987م)، ومائتان وأربعون مليون ريال دعما ً شعبياً (الانتفاضة الثانية عام 2000م)، وملبغ مليون وأربعمائة وثلاثة وثلاثين ألف دولار، تبرعاً نقديا ً لصندوق الانتفاضة الفلسطيني عام 1987م، ومائة وثمانية عشر مليون ريال، دعما ً شعبيا ً لصالح الانتفاضة الأولى عام 1987م، وثلاثمائة مليون دولار، لتمويل برنامج إنمائي عن طريق الصندوق السعودي للتنمية (مؤتمر الدول المانحة خلال الاعوام (1994-1995-1997-1999م)، بالإضافة إلى الإعفاءات الجمركية للسلع والمنتجات الفلسطينية،ومنحت المملكة مليار دولار لإعادة إعمار قطاع غزة (مؤتمر الكويت الاقتصادي عام 2009م)، تمويل إعادة إعمار قطاع غزة بمبلغ 500 مليون دولار بعد الحرب الاسرائيلية عام 2014م.
وقد أوفت المملكة بكامل مساهماتها المقررة حسب قمة بيروت 2002م، لدعم ميزانية السلطة الفلسطينية، وما أكدت علية قمـة شرم الشيخ 2003م بتجديد الالتزام العربي بهذا الدعم، حيث قامت بتحويل كامل الالتزام وقدرة 184,8 مليون دولار للفترة من 2002م ـ 2004م، كما أوفت بكامل التزاماتها المقررة حسب قمة تونس 2004م الخاصة باستمرار وصول الدعم المالي لموازنة السلطة الفلسطينية لستة أشهر تبدأ من أبريل حتى نهاية سبتمبر 2004م، حيث قامت بتحويل كامل المبلغ وقدرة 46,2 مليون دولار.
بادرت المملكة في مؤتمر القمة العربي في القاهرة 2000م باقتراح إنشاء صندوقين باسم صندوق “لأقصى و صندوق انتفاضة القدس برأسمال قدره مليار دولار وتبرعت بمبلـغ 200 مليون دولار لصندوق الأقصى الذي يبلغ رأسماله 800 مليون دولار، وتبرعت بمبلغ 50 مليون دولار لصندوق انتفاضة القدس الذي يبلغ رأسماله 200 مليون دولار، كما اهتمت حكومة المملكة بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، حيث قدمت المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين مباشرة أو عن طريق الوكالات والمنظمات الدولية التي تعني بشؤون اللاجئين مثل الأنرو، ومنظمة اليونسكو، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والبنك الدولي، والبنك الإسلامي، كما أن المملكة منتظمة في دفع حصتها المقررة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئـين الفلسطيني الأنروا المتمثلة في مساهماتها السنوية البالغة مليون ومائتين ألف دولار لميزانية الوكالة، وقدمت لها تبرعات استثنائية بلغت حوالي ستون مليون وأربعمائة ألف دولار، لتغطية العجز في ميزانيتها وتنفيذ برامجـها الخاصة بالفلسطينيين، خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للسعودية في أكتوبر 2019 أجرى محادثات مع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتم الاتفاق، استجابة لرغبة الرئيس الفلسطيني، على إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة، ومجلس أعمال سعودي – فلسطيني.
ويقدر حجم التبرعات السعودية لفلسطين منذ 1999 ما يربو على 5.2 مليار دولار، وفق ما ذكر سفير السعودية لدى الأردن نايف بن بندر السديري في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (واس) في أكتوبر (تشرين الثاني) العام الماضي .
ويؤكد السديري الذي عين لاحقاً في أغسطس (آب) من العام الحالي كأول سفير سعودي لدى فلسطين، أن الدعم “يشمل دعم ميزانيات السلطة، ودعماً مباشراً لعدد من قطاعات البنية التحتية والصحة والتعليم والأمن الغذائي والزراعي والحكومة والمجتمع المدني الفلسطيني والمياه والإصحاح البيئي”.
وســـطرت ســـجلات التاريـــخ منجزات الدولة السعودية، فقد رصـــد بماء الذهـــب، ورغبـــة في توثيـــق صفحة ذهبيـــة في ذلـــك الســـجل التاريخي وما قدمته المملكة من الدعم السياسي والمادي للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، منذ بدأت القضية الفلسطينية، وفيما يلي نذر يسير من سجل مضيء من المبادرات والمواقف التاريخية التي قدمتها المملكة العربية السعودية، تجاه القضية الفلسطينية.
1- اللقاء التاريخي الشهير الذي جمع الملك عبدالعزيز بالرئيس الأميركي روزفلت عام 1945م، طرح الملك وجهة نظر المملكة التي سجلتها الكتب والرسائل بأن القضية الفلسطينية ستبقى القضية الأولى الثابتة في سياسات المملكة على مرّ السنين.
2- شكَّل الملك سعود بن عبدالعزيز – طيب الله ثراه – لجاناً شعبية لمساعدة الفلسطينين وأسر شهداء فلسطين عقب نكسة يونيو1967م، وعهد برئاستها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمنطقة الرياض.
3- أكد الملك الفيصل – رحمه الله – في القمة العربية الثانية التي عقدت في الإسكندرية عام 1964م، على حتمية إظهار الوجود الفلسطيني، ومده بكل وسائل الاستمرار، وقدم خمسة ملايين جنيه استرليني هبة منه، كما أوقف النفط عن الغرب في حرب أكتوبر.
4- أمر الملك خالد – رحمه الله – عندما اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1982م، بتزويد المقاتلين الفلسطينيين بالسلاح والذخيرة من مستودعات الحرس الوطني والجيش، ودفع خمسة ملايين دولار من حسابه الخاص لياسر عرفات عندما جاء طالباً المزيد من الدعم.
5-طرح الملك فهد – رحمه الله – عام 1982م، مشروع السلام وأعتبر أول مشروع حل متكامل ومتوازن للقضية.
6- خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية ، التي أقترحها الملك عبدالله – رحمه الله – وتبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد في قمـة بيـروت عام 2002م، لحل النزاع العربي الإسرائيلي.
07- مبادرة الملك سلمان بتسمية القمة العربية الـ 29 ، التي عقدت في مدينة الظهران “بقمة القدس” عام 2018، كعنوان للتضامن ونصرة لفلسطين وشعبها الأبي.
08- أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في 9 أكتوبر 2023، وقوف بلاده إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في حياة كريمة، وتحقيق آماله وطموحاته، والسلام العادل والدائم، جاء ذلك خلال اتصالات هاتفية مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي، بحثت حالة التصعيد العسكري في غزة ومحيطها، وتفاقم الأوضاع بما يهدد حياة المدنيين وأمن واستقرار المنطقة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال