الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الطاولة المستديرة للمؤسسات الأهليّة، هي مبادرة ركيزتها الأساسية لقاءات دورية لعدد من قيادات مؤسسات القطاع غير الربحي وتهدف هذه المبادرة لتعزيز التواصل بين المؤسسات الأهلية في المملكة، وتعزيز الصورة الذهنية للقطاع غير الربحي، ومناقشة البرامج التشاركية فيما بين هذه المؤسسات للدفع بدورها التنموي المأمول في رؤية المملكة 2030، وأهداف التنمية المستدامة، وكذلك التكامل فيما بينها لتمكين فئات المجتمع كافة عبر المجالات التي وضعها وآمن بها المؤسسون والأمناء والواقفون. يقام في الرياض سنوياً أحد أهم مخرجات هذه الطاولة المستديرة ملتقى ” مستقبل القطاع غير الربحي” وكان شعار نسخته الثانية “العطاء الأسري”، ويُعد هذا الملتقى السنوي التجمع الأكبر للمهتمين والعاملين بالقطاع غير الربحي في المملكة، بشراكة مجموعة من المؤسـسات الأهلية؛ ركزت فعاليات الملتقى هذا العام على أوجه العطاء الأسري في دعم القطاع غير الربحي، وسرد لمسيرته وتاريخه في المملكة وسبل تعزيزه وكيف يتوارث من جيل إلى جيل وسبل تحويل هذا العطاء من النموذج التقليدي إلى نموذج العمل المؤسسي المستدام. في هذا المقال اسرد لكم بعض نماذج العطاء الاجتماعي للمنشآت التجارية العائلية التي قُدمت في جلسات الملتقى وشبيهاتها من المؤسسات العطاء الأخرى في المملكة.
مؤسسة عبد اللطيف العيسى الخيرية هي مؤسسة مانحة انطلقت عام 1429 هـ وأٌسست لخدمة أسرة عبداللطيف العيسى وتنمية المجتمع وتعزيز القيم وتطوير وتجويد العمل وتعظيم الأثر للقطاع غير الربحي في جميع مناطق المملكة وتركز المؤسسة على رعاية الأيتام وإعانة المحتاجين. ومن أهم مشاريع المؤسسة إطلاق كرسي الشيخ عبد اللطيف العيسى لأبحاث ودراسات الأيتام في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، والذي يعد أول كرسي علمي من نوعه مخصص لأبحاث ودراسات الأيتام. يعتبر الشيخ عبد اللطيف هو مؤسس مجموعة العيسى التي تعد من كبرى الشركات العائلية وتستثمر أصولها في قطاعات متنوعة وتمتلك علامات تجارية بارزة في قطاع تأجير السيارات والتمويل بالإضافة لوكالات علامات سيارات عالمية. ولا تكتفي المجموعة في هذا العطاء من خلال المؤسسة الخيرية بل تجتهد دائماً بالقيام بمسؤوليتها الاجتماعية وتقدم مبادرات مجتمعية تجاه العاملين فيها وشرائح مختلفة في المجتمع. عرف الكاتب عبده الأسمري الشيخ عبد اللطيف العيسى ووصفه بالتاجر الماهر والمحسن الزاهر فهو رائداً من رواد الاقتصاد ورمزاً من رموز الإحسان في المملكة.
مؤسسة الجبر الخيرية: مؤسسة اجتماعية مانحة اسمها الرسمي مؤسسة عبد العزيز ومحمد وعبد اللطيف الخيرية وهم أبناء الشيخ حمد الجبر وتقوم المؤسسة بتقديم الأعمال والمنح الخيرية لجميع الأغراض الاجتماعية والصحية وكافة وجوه البر بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية كافة بشتى مجالاتها من جمعيات اجتماعية ودعوية وغيرها من مجالات أعمال الخير وتحصر كل ذلك في المنطقة الشرقية. ومن أهم الهدايا التي قدمتها المؤسسة لمجتمع الأحساء بناء قاعة وصالة مناسبات لذوي الدخل المحدود لكي يقام فيها احتفالات الزواج والمناسبات المختلفة. كما قدمت المؤسسة مجمعي نورة وحمد التعليمي للبنين والبنات. كما تقوم المؤسسة الآن على إنشاء مستشفى الجبر لعلاج الإدمان بمحافظة الأحساء بسعة 100 سرير. الجبر هي مسيرة اتحاد أبناء الشيخ حمد الجبر لمواصلة مسيرة والدهم التجارية بعد أن قاموا بتأسيس شركة صغيرة متخصصة في تجارة المواد الغذائية بمدينة الأحساء لتنطلق بعدها شركات متعددة ومستدامة حتى يومنا هذا في مختلف المجالات؛ وتمتلك الجبر محفظة استثمارات متنوعة في قطاعات متعددة كالسيارات، والتمويل، والعقارات، وخدمات النفط والغاز، والمقاولات، وغسيل الملابس، والصناعات الخفيفة، والزراعة. المجموعة لم تغفل عن مسؤوليتها الاجتماعية تجاه وطنها ومواطنيها، حيث ساهمت وشاركت وقدمت العديد من البرامج الاجتماعية والخيرية من بناء المدارس وتأمين السكن للأسر المحتاجة والدعم المالي لمئات من المؤسسات الخيرية في المملكة عبر مؤسستها الخيرية وعبر شركاتها المختلفة.
مؤسسة حسن عباس شربتلي: مؤسسة إنسانية اجتماعية تأسست في عام 1422 هـ ومقرها مدينة جدة، لها مبادرات ومساهمات فعالة في تنفيذ المشاريع الإنسانية والاجتماعية والصحية والثقافية والعلمية من خلال عشرين برنامج مختلف ومنها برنامج إعمار المساجد وبرنامج العناية بالقرآن الكريم وبرنامج نشر العلم وبرنامج المنح الدراسية وبرنامج الرعاية الصحية وبرنامج مساعدة الشباب على الزواج. السيد حسن عباس شربتلي هو مؤسس شركة النهلة إحدى الشركات السعودية الرائدة في مجال التجارة والأعمال منذ مراحل بدء التنمية الاقتصادية في المملكة وبدأ عمله في مجال الأعمال والتجارة في مرحلة مبكرة من حياته بممارسة مختلف أنواع الأعمال والأنشطة التجارية، ومن أهمها استيراد المنتجات الغذائية، وتجارة العقارات والأحجار الكريمة بالإضافة إلى قطاعات أخرى مثل الاتصالات والصحافة والنشر وغيرها، كما ساهم في تأسيس بنك الرياض. وكان يُعرف السيد حسن بـ “المانح الكريم”، وحصل على العديد من الجوائز والميداليات من عدة دول تقديراً لتبرعاته ومساعداته الخيرية لبعض الدول.
رحم الله هؤلاء التجار الباذلين وما أكثرهم ولله الحمد في مجتمعنا من تجار وأفراد يتلمسون حاجات المجتمع، ونعم المال الصالح للرجل الصالح. فمن خلال مشاريع هذه المؤسسات والأوقاف المتنوعة كم سُد احتياج اسرة وكم تم تمكين شاب وفتاة وكم قامت جمعية خيرية بدورها وصنعت أثرها، وكم فرصة مُنحت وسنحت للمتطوعين والعاملين للمساهمة في هذه العطاء. وشكراً لكل من نسج وأدار وقدم هذه العطاءات التي أوصي بها المؤسسون والواقفون رحمهم الله.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال