الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
استراتيجيات عرض وطرح المنتجات للعملاء تتغير في كل حقبة بسبب عدة عوامل مختلفة. واحدة من أهمها طريقة عرض وتوفير المنتج للعميل، إلى زمن قريب كان السيناريو المتعارف عليه ذهاب العميل إلى المتجر لإختياره المنتج حيث تتم خدمته من احد الموظفين إلى شرائه السلعة.
تعدد المنافسين، تقلبات الأسعار والتكلفة، التطور التقني، كل هذه العوامل وأكثر ساهمت في تغيير مسار النموذج السابق.
التسوق عبر الإنترنت كان واحد من أهم التغيرات التي شهدتها أسواق المنتجات وخدمات العملاء والتي حققت طفرة نوعية في الأسواق. قد تكون بداية هذه الفكرة جذابة للتاجر لضمان وصول منتجاته إلى اكبر عدد من العملاء خصوصاً أولئك العملاء الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن منطقة التاجر، ولكن قد تفوقت هذه الخدمة على مبدأها الأساسي فأصبحت عامل مساعد للعملاء الذين يسكنون حتى المدن البعيدة والقرى الصغيرة والتي قد تفتقر إلى العديد من المنتجات الأساسية. فبدلاً من تكبد العميل لمسافات طويلة ونقص واضح في حاجاته، يمكن ان يتحمل تكلفة الشحن حتى ولو كانت عالية. مع الإنتشار الواسع لهذه الخدمة قامت شركات الشحن بالدخول في المنافسة وتوفير أسعار مقبولة وبعضها رمزية لضمان الحصول على الحصة السوقية.
مع زيادة الطلب على هذه الخدمة بالتحديد، قام عدد من التجار بإغلاق متاجرهم على أرض الواقع وإستبدالها بمتاجر افتراضية عبر الإنترنت، رغم ان هذه التجربة قد تكون غير مرضية للعميل التقليدي الذي يريد معاينة البضائع قبل شرائها إلا ان هذه العملية قامت بزيادة أرباح التجار من خلال خفض تكاليف الأيدي العاملة والخدمات المرافقة وغيرها.
من ناحية أخرى بات إنشاء المشاريع الصغيرة اسهل للتاجر خصيصاً في حالات رأس المال المنخفض وعدم توفر الموارد الكافية لإطلاق المشروع او عدم توافر الثقة في رغبة العميل لشراء المنتج.
لا شك ان هذه الخدمة ساهمت بشكل مباشر وواضح في نجاح عدد كبير من التجار وزيادة مبيعاتهم وحصصهم السوقية، لكن مازالت هذه الخدمة محفوفة بمخاطر كما هو الحال المعتاد في الأسواق والتي من ضمنها الشحن وتلف المنتجات وعدم إرضاء العميل بالشكل المطلوب.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال