الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
سوق الأسهم يعتبر استثمارًا مرتفع المخاطر نتيجة تعرضه للتقلبات والتذبذبات السعرية التي تؤدي في غالب الأحيان إلى خسائر مؤلمة لصغار المتداولين، وهذه مسؤوليتهم بسبب إهمالهم للعديد من العوامل الشخصية والاقتصادية والمالية التي لا بد أن تؤخذ في الاعتبار لا سيما عند النظر في توقيت الدخول في سوق الأسهم، مما يستدعي حاجتهم للاستعانة ببيوت الاختصاص بدلا من التواجد في السوق بشكل فردي، على الأقل حتى يتعلموا فنون التعامل مع أسواق الأوراق المالية.
بيوت الاستثمار المحترفة هي المؤهلة في مساعدة المستثمر بشكل عام في إيضاح هدفه المالي، لأن هذا المستثمر في الغالب لا يعرف ما هو هدفه الذي يسعى لتحقيقه من الدخول في سوق الأسهم، مثل الرغبة في الحصول على عائدات سريعة قصيرة الأجل أو أنه يستهدف الاستثمار لفترة طويلة الأجل بغية بناء ثروة، وأيضا في تعريفه بمدى قدرته على تحمل المخاطر، وإذا ما كان على استعداد لتحمل خسائر محتملة في حالة حدوث تقلبات سعرية كبيرة في سوق الأسهم.
غالبية الخسائر التي يتعرض لها المتداول الصغير تكون نتيجة خطأ في تقدير التوقيت المناسب للدخول في سوق الأسهم أو الخروج منه، فهناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار مثل مخرجات قراءات وتحليل الرسوم البيانية والمؤشرات الفنية للأسهم والأسواق (التحليل الفني)، والذي يهدف إلى تحديد النماذج والاتجاهات التي يمكن استخدامها لتحديد أوقات الدخول والخروج المحتملة، وأيضا تقييم البيانات الاقتصادية والمالية والأخبار العامة التي تؤثر على الأسواق (التحليل الأساسي)، ومن ضمنها تقييم أرباح الشركات، والنمو الاقتصادي، وسياسات البنوك المركزية، والمستجدات الجيوسياسية، وغيرها من عوامل يمكن لها أن تؤثر على أداء الأسهم.
هنا، المؤسسات الاستثمارية المتخصصة لديها المعرفة والخبرة الكافية على تحديد التوقيت المناسب للدخول والخروج، فهذه المسألة تعتبر صعبة على كل المتداولين، كما أنها لا تهمل مسألة المشاعر والعوامل النفسية التي يجب أخذها في الاعتبار بشكل جدي، والمؤسسة المتخصصة تكون محايدة في التعاطي مع هذا الموضوع الذي سيفيد المستثمر في معرفة نفسه، ومدى تناسب استثماره في الأسهم مع ملاءمة محفظته الاستثمارية، وأيضا في حمايته من أي تهور أو سلوك ذو انعكاسات سلبية على تحديد الفترة الزمنية المستهدفة لاستثماراته في الأسهم مثل الخوف أو الطمع.
بيوت الخبرة هذه وإن كانت تكلفة خدمتها للمستثمر عالية نسبيا، إلا أن هذه التكلفة تكون مقابل وضع الاستراتيجيات المناسبة لعملائها ما بين استراتيجيات طويلة المدى كالاستثمار في القيمة (Value Investing)، أو الاستثمار في النمو (Growth Investing)، أو الاستثمار في صناديق المؤشرات (Index Funds)، أو استراتيجيات قصيرة المدى كالتداول الفني (Technical Trading)، أو اليومي (Day Trading)، أو التداول بناءً على الأخبار (News Trading)، وهذه أمثلة ضمن الكثير من الاستراتيجيات التي لا يعرف عنها أغلب المستثمرين الصغار.
على المستثمر الصغير ألا يستعجل الأمور، وأن يقوم بإجراء بحث مستفيض وتقييم شامل للأسواق والشركات المستهدفة وملاءمتها لأهدافه ومستوى المخاطر التي يستطيع تحملها، وهذا يعني بالضرورة التشاور مع مستشار محترف أو مؤسسة مالية مؤهلة، بغية مساعدته في اتخاذ القرار المستنير بشأن الدخول في سوق الأسهم أو الاستثمار في أدوات أخرى، فبناء الثروة مسألة علمية، وبكل تأكيد لا تحصل في ليلة وضحاها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال