الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ظل ما أفرزته جائحة كورونا من تداعيات ضمنها الاغلاق الكلي حمانا العالم الافتراضي -بفضل الله- من قسوة العالم الحقيقي، وبرهنت التقنيات الحديثة بأنها أمل المستقبل والمجتمعات البشرية كافة، فبعد أن توارينا جميعًا في المنازل، أدارت هذه التقنيات أغلب العمليات إن لم يكن كلها، واستطعنا الحصول على خدمات الرعاية الصحية والتعليم عن بُعد لأبنائنا وبناتنا، لدرجة جعلت الكثير منا يعيد النظر في القدرات الهائلة التي تكتنزها تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والفوائد التي تمكّن الانسان من اغتنامها، خاصةً وأن توظيفها في المملكة جعلنا ولحدٍ كبير نتأقلم مع الوضع الصحي الطارئ الذي تعرض له كوكبنا وعصف بقواعد تواصله وترابطه ولكن التقنية أوجدت طرقًا أخرى وفق قواعدها المبتكرة.
وبعد أن توارت التداعيات قليلًا، جاء مؤتمر LEAP في نسخته الأولى والتي نظمتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز فاتحةً آفاقًا جديدًا للبشرية لتتقدم، وتعيد صياغة طرق عيشها، وتشكل اقتصاداتها المستقبلية، مستعرضًا المؤتمر وعلى مدى أيام انعقاده في نسختيه الأولى والثانية بواجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات التقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، وسلاسل الكتل (البلوك تشين)، وشبكات الجيل الخامس5G، معلنًا بداية تغير جذري سيطال كافة القطاعات والاقتصادات والمجتمعات، ليعيد صياغة أساليب الحياة، ويمهد الطريق نحو مستقبل جديد تختلف معالمه عن الحاضر الذي نعيشه اليوم، يؤدي فيه تبني التقنيات إلى رفع جودة الحياة، وتحقيق العديد من المكاسب التي رسمتها رؤية المملكة الطموحة والجريئة 2030.
لقد برهن المؤتمر والذي أتيحت لي فرصة زيارته خلال دورتيه وفي توق لحضور نسخته المقبلة التي ستعقد في مارس من العام 2024؛ أن المملكة استطاعت تكريس موقعها على المستويين الإقليمي والعالمي كوجهة تقنية رائدة، وأن رحلة المجتمعات الإنسانية إلى المستقبل ستنطلق من رياض سلمان، وأن قدرة المملكة الفريدة في إدارة أزمة كورونا لم تكن وليدة اليوم، بل نتاج لعمل تراكمي طويل، سعت من خلاله وعبر رؤية تستشرف المستقبل وتدعم جهود صناعته إلى بناء قطاع تقني متطور يمتلك قدرات رقمية وطنية مؤهلة وقادرة وبنية رقمية ممكّنة وداعمة، الأمر الذي أهلها لإطلاق هذا الملتقى التقني الأضخم من نوعه والذي سيعمل عبر نسخه القادمة على تعزيز التواصل ليشكل ملامح المستقبل المزدهر، راويًا كذلك قصة تطور استثنائية، تعكس ما وصلت إليه المملكة من تطور في كافة القطاعات خاصةً فيما يتعلق بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، لن يكون LEAP في ذاكرة التاريخ مجرد مؤتمر بل مكانًا لصياغة مستقبل البشرية على نحو أفضل، ونقطة جذب للاستثمارات التريليونية، مع تعزيزه بشكل أكبر جاذبية المملكة على المدى الطويل كوجهة رئيسة للأحداث العالمية رفيعة المستوى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال