الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كيف يمكن لمدينة أن تكون أكثر من مجرد فضاء مادي؟ كيف يمكن لها أن تصبح روح تغذي الهوية والإلهام؟ في هذا السياق تأتي “سيؤول” عاصمة كوريا الجنوبية لتضيف رونقا بشعارها الجديد “سيؤول روحي”. هذا الشعار والفكرة الجوهرية المحتضنة له يقدمان لنا لمسة فنية عميقة تدعونا للتأمل في العلاقة الجذرية بين المكان والشعور فنبحر في رحلة نحو النشاط الإبداعي للمدن.
انتقلت المدن على مر الزمن من مجرد أماكن ملموسة إلى أساطير وأحاسيس وقصص تدور وتتوغل في أعماق وجداننا. وفي محاولة جريئة وطموحة لإعادة تعريف هويتها وصورتها أمام العالم أطلقت سيؤول عاصمة كوريا الجنوبية شعارها الجديد “سيؤول، روحي”. هذا الشعار الذي يحمل في طياته كل التوقعات والطموحات يمثل بوابة نحو عالم من التجديد والبحث عن الذات، فكيف يمكن لمدينة التحول من مجرد جغرافيا إلى روح تحيا فينا؟
الشعار الجديد له الكثير من التأثيرات العميقة خاصة وأنه يحمل رسائل مشفرة ضمن اللغة الإنجليزية. في اللغة الإنجليزية تتضح دلالة التشابه السمعي بين كلمة “سول” (Seoul) و”سيؤول” (Soul) التي تعني الروح، مما يضفي على الشعار ثنائية الدلالة. تعتبر الروح أساس كل إنسان وهي القوة التي تحركه وتعطيه الحياة وبذلك فإن المدينة تُبرز هذا التشابه لتعزيز العلاقة بين المدينة وسكانها ولتعكس التواصل العميق بين المكان والأشخاص الذين يعيشون فيه.
الشعار الجديد هو في الأساس تعبير عن محبة السكان لمدينتهم، وهو يؤكد على أن سيؤول ليست مجرد مدينة تعيش فيها الناس، بل هي الروح التي تُعطي الحياة والهوية والانتماء. ومن الجدير بالذكر أيضا أن سيؤول هي المركز الثقافي والاقتصادي والسياسي لكوريا الجنوبية وبالتالي يعكس هذا الشعار نوايا المدينة لتحقيق طموحاتها في أن تصبح مرجعاً عالمياً. هو دعوة إذا للأشخاص الذين يعيشون في المدينة ليظلوا متحدين ويعملوا معاً من أجل إثرائها بالإضافة إلى ذلك وضع الشعار في سياق أوسع فهو يبرز الالتزام القوي للمدينة بإيجاد حلول مستدامة وشاملة للتحديات المستقبلية العالمية. الشعار يبين أنه في أوقات التغيير والابتكار ستواصل المدينة التركيز على جوهر الروح البشرية الحب، الحرية، الإلهام، والثقة في المستقبل.
إن الهوية الجديدة التي تتبناها المدينة من خلال شعارها الجديد تعرض نظرة عميقة ومعبّرة عن الهوية العمرانية والثقافية للمدينة. ولفهمها بشكل أكثر عمقاً يمكننا النظر إليها من منظور علم النفس البيئي الذي يبحث في العلاقة بين الأفراد ومحيطهم المادي والاجتماعي. وفي هذا السياق يعتبر الشعار الجديد للمدينة محاولة لإعادة تأطير هذه العلاقة حيث يركز على تلك الروابط العميقة بين البشر والأماكن التي يعيشون فيها. بالنظر إلى “سيؤول”، يتم التأكيد على فكرة أن المدينة ليست مجرد سياق مادي، بل مكون فعال وحيوي في حياة الأفراد وهويتهم. إن هذه العملية توجه الفرد ليفكر بعمق في المدينة ومكانتها في حياته حيث ترتبط البيئات المادية التي نعيش فيها بشكل مباشر بكيفية تشكيلنا لهوياتنا الشخصية والجماعية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال