الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قبل ما يقارب العشر سنوات قمت بتسليف أحد الأشخاص مبلغ من المال، اليوم قرر هذا الشخص إرجاع المبلغ على دفعة واحدة فهل عندما استرد هذا المبلغ بعد هذا العدد من السنوات يجب ان احصل على قيمته الفعلية ام الرقمية ؟
مجرد تساؤل وإن لم يكن حقيقياً فهو تساؤل واقعي ملموس.
العملة على اختلاف مصدرها قد تتغير قيمتها بشكل تدريجي أو دراماتيكي كما حالة الحروب والأزمات السياسية.
حتى عام 1914 كانت العملات تربط بالذهب حيث كان لها سعر صرف ثابت، اما بعد الحرب العالمية الأولى فقد برز ظهور الدولار الأمريكي لتصبح العملة الوحيدة المرتبطة بالذهب وفي عام 1944 تنحى النموذج التقليدي لربط العملات كاملة بالذهب ومن ضمنها الدولار الأمريكي.
تحتوي هذه المرحلة العديد من التفاصيل الاقتصادية والسياسية لن يكون من الكافي ذكرها في مقال واحد ولكن لا شك أنه منذ ذلك الحين، تغيرت منهجية ربط العملات وقيمتها و بدى الدولار يتصدر القوة الأكبر بشكل واضح حتى يومنا هذا.
لكن يبقى التساؤل الأهم ما هو قيمة النقد ؟ فعلياً قيمة النقد صفر فهي ورق بلا قيمة. قيمة النقد هي قيمة مضافة عبر التاريخ وليست كقيمة الذهب والفضة ! بالرجوع إلى المثال في بداية المقال هو تساؤل منطقي في حين تغيير العملات بين السنة والأخرى !
واحدة من الأمثلة البارزة التي قد تحضر للذهن في المنطقة، عند سقوط النظام العراقي في سنة 2003 قام البعض بشراء عدد كبير من الدينار العراقي حيث كان في نزول حاد على أمل تحسن الوضع والربح من تفاوت سعر العملة ورجوعها إلى وضعها السابق وهو ما لم يحدث حتى اليوم. لذلك تبقى المسألة الأهم هو الإستقرار السياسي والإقتصادي للعملة بالإضافة إلى عامل العرض والطلب والذي قد يكون العامل الرئيسي في حالة تعويم العملة.
مع التغير الاقتصادي والسياسي السريع في العالم مؤخراً وتقلبات كل من أسعار الصرف والفائدة، هل يمكن التنبؤ بتغير آليات تقييم العملات وربطها وثقة المستهلك في النقد من عدمها وتقييمه لها. قد تكون هذه بعض التساؤلات التي ستصعب الإجابة عليها بشكل عادل وصحيح.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال