الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كانت أول جملة قالها Samuel Colt بعد اختراعه المسدس ” الآن يتساوى الشجاع والجبان “
هذا ما يحدث الآن في الأسواق المالية، تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي سوف تصنع ثورة في هذه الأسواق، سوف تنخفض بقوة الفروق بين المتداول المحترف والمبتدئ في القدرة على التنبؤ باتجاهات الأسواق المالية. هذه التطبيقات ليست جديدة وهي موجودة منذ سنوات، ولكن كان يقتصر استخدامها على مجموعة من الخوارزميات لتنبيه المتداول واتخاذ القرارات بناء على هذه الخوارزميات.
الآن الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يقتصر على مجرد تحليل البيانات الموجودة، ولكن ما يحدث الآن هو ثورة في نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية لجعل لديها القدرة على محاكاة العقل البشري والإدراك والتمييز واكتساب المعارف والربط بين الأفكار والتخطيط والتعلم المستمر من الخبرات بعد تحليلها وإعادة توظيفيها في مواقف جديدة والقدرة على تحليل كميات ضخمة من المعلومات خلال فترات قصيرة والاستجابة للمواقف بناء على ذلك، والقدرة لتسخير قدرته المعرفية على التعامل مع أنماط جديدة من عمليات التداول.
يتمثل الاختلاف الأساسي بين الذكاء الاصطناعي التوليدي والذكاء الاصطناعي التقليدي في أهدافهما وعملهما. في حين يهدف الذكاء الاصطناعي التقليدي إلى أداء مهام محددة بناءً على قواعد محددة مسبقًا، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يتجاوز هذا القيد ويسعى جاهداً لإنشاء أنماط جديدة تمامًا تعتمد على التعلم العميق للتطبيقات نفسها بناء التجارب والتكرر حيث تقوم بإنشاء خبرات ونماذج عمل وتعليمات برمجية عند معالجتها كم هائل من المدخلات والبيانات المتكررة. ويتم اختبار هذه النماذج على مجموعات كبيرة جدًا من البيانات
يستطيع الذكاء الاصطناعي التقليدي تحليل البيانات وإخبارك بما يراه، لكن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكنه استخدام نفس البيانات لإنشاء أفكار جديدة تمامًا. إن الآثار المترتبة على الذكاء الاصطناعي التوليدي واسعة النطاق، وتوفر سبلا جديدة للإبداع والابتكار.
لكي تنجح تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأسواق المالية عليها أن تتعرف على الفروق بين (الأنماط) في الأسواق المالية وعلي بناء قواعد بيانات ضخمة من هذه الأنماط والاستفادة منها في عمليات التداول ، ما يعرف باسم ” الأنماط ” هو تكرر لعمليات وعناصر ذو صفات معينة يمكن وضعها في نماذج محددة وهو ليس شي جديد، حيث تم على يد Isabel Myers منذ الأربعينات و استخدمت لتحليل الشخصيات ومعرفة الفروق بينها وتقسيم هذه الشخصيات حسب معيار معيّنة، ويستخدم الآن بشكل بدائي في تطبيقات خدمة العملاء عبر الشات الكتابي وكمثال آخر ولتبسيط الفكرة، قدرة بعض الغسالات الحديثة على معرفة نوع القماش وتحديد البرنامج المناسب للتشغيل من خلال هذه المعرفة.
في الأسواق المالية ” الأنماط ” تختلف من سوق إلى آخر ومن شركة إلى أخرى ومن متداول إلى آخر ومن وقت إلى آخر، لذلك نصل إلى المرحلة الثانية وهي قدرة هذه التطبيقات على تطوير نفسه (الذكاء الاصطناعي التوليدي) وعلى إيجاد الأنماط في كميات كبيرة من البيانات والاستفادة منها في تحديد اتجاه الأسعار، لذلك المهمة سوف تكون أكثر تعقيد.
يعتبر Joseph Weizenbaum أول من ابتكر ذكاء اصطناعي توليدي في ستينيات القرن الماضي كجزء من برنامج الدردشة الآلي Eliza. من خلال توليد أشخاص يبدون واقعيين. ويعتقد ستة وثمانون بالمائة من قادة تكنولوجيا المعلومات أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيكون له دور بارز في المستقبل القريب. وفقًا لماكينزي، استخدمت 50% من المؤسسات الذكاء الاصطناعي في عام 2022. ويقول أندرياس فوجل، كبير المحللين في شركة Plexus “اليوم، يمكن للذكاء الاصطناعي التنافس بالفعل مع مديري الصناديق التقليديين”.
حتى الآن تشير الدراسات والنتائج أن قدرة هذه النظم على التنبؤ باتجاهات أسعار الأسهم أفضل على الفترات القصيرة (المضاربات اليومية) وتقل الكفاءة على المدى الطويل وبالتالي هذه النماذج المبنية على الذكاء الصناعي التوليدي أكثر كفاه في تحديد الاتجاهات اليومية للمضاربة من استخدامه في الاستثمارات طويلة الأجل.
لا مجال للشك، الذكاء الاصطناعي التوليدي قادم قريب وبقوة إلى الأسواق المالية، وكالعادة من يكون له الأولية والجودة سوف يتصدر السوق، هذه النوعية من المشاريع لن ينفع معه الأساليب البرامجية التقليدية Flowchart بل تحتاج إلى مخطط وفريق قادر على أن يتعامل مع روح وطبيعة كل سوق مالي بشكل مختلف عن الأخر، وعن كل شركة بشكل مختلف عن الأخرى وعن كل قطاع بشكل يختلف عن الأخر ، والقدرة على جعل الذكاء الاصطناعي التوليدي قادر على التعلم والإدراك وبناء الخبرات التراكمية وتصحيحية، وتلك مهمة تحتاج إلى فرق عمل ذات قدرات متنوعة.
لكي تنجح هذه التطبيقات عليها أن تفهم التحليل الأساسي Fundamental Analysis، وان تفهم التحليل الفني Technical Analysis، وان تفهم مشاعر المتداولين EHM ونفسيتهم اتجاه الأسعار EHM، ومحاكاة العقل البشري والتفوق عليه في السرعة وردود الفعل والاستجابة.
تأثير مثل هذه التطبيقات لن يكون محصور في النطاق المالي والأسواق المالية فقط، فهو على سبيل المثال يستطيع تقديم محتوي اعلامي اقتصادي غير تقليدي وغير مسبوق اطلاقا .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال