الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بداية فإن الثقافة تشمل كل ما يقوم به الشخص من أعمال وتعاملات وسلوك وما يعتقد به من قيم وعادات وأعراف وتقاليد وأفكار، وكل ما يوجه سلوكه من علوم ومعارف وقوانين، وبعبارة أخرى هو أسلوب وطريقة الإنسان في حياته.
وقد عُنى بالثقافة في المملكة العربية السعودية، حيث أوجب النظام الأساسي للحكم في مادته (22) على الدولة الاهتمام بالعلوم والآداب والثقافة والتراث، وهي محور أساسي في الرؤية الوطنية المباركة لتحقيق مستهدفاتها، كما أن الاستراتيجية الثقافية أطرت لها ثلاثة أهداف تسعى الى تحققها، وهي:
ويعتبر الطعام جزء أساسي من الثقافة، لأنه يعبر عن المعتقدات والعادات والتقاليد والأعراف من خلال المكونات وطرق التحضير والتخزين والتقديم والاستهلاك، وله تأثير عالي في التفاعل بين الثقافات ، وكسر الحواجز والتقريب بينها ، وتعزيز التواصل والمحادثات ، بل هو أحد وسائل الفعالة لدراسة أي مجتمع ومعرفة مكوناته ، ورأي البعض أنه مرآة عاكسة لتفاعل المجتمع مع البيئة المحيطة في جميع مراحله سواء في أساليب جمعه وطرق طهي الطعام وتجهيزه والطرق المختلفة لتقديمه وكيفية تناوله، ومقدار الوعي في تحديد الصحي منه وغير الصحي ، وما هو امتداد للأجيال الماضية والتطورات التي طرأت عليها ، وما كان استنساخ من ثقافات أخرى وبقائه كما هو أو حظي بصبغة محلية , ومن مزايا الطعام أن عدة علوم تناولت دراسة ، منها علم الأغذية والتغذية، وعلم الأنثروبولوجيا، وعلم الاجتماع ، فن الاتيكيت والبروتوكول وغيرهم.
ونتيجة للاتساع الجغرافي للمملكة العربية السعودية ودنما كيتها الاجتماعية فأنه توجد أنواع متعددة من الأطعمة اللذيذة المختلفة حسب التنوع الثقافي والجغرافي، والتي تنافس غيرها إن لم تتفوق عليها مذاقا وفائدة ، ولي تجربة شخصية أبان عملي في محافظتي خليص ثم الليث ، ففي الأولي حضر لنا وفد من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية برئاسة سعادة نائب رئيس الجامعة أ. سليمان الثنيان غالبيتهم من غير العرب، وأقمنا لهم وجبة عشاء أعدت من قبل عدد من الأسر المنتجة بالمحافظة مكونة من الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المحافظة، وقد لمست والزملاء كم الإعجاب الذي حظي به حيث تم تناوله بشغف وسعادة، وفي حالة مشابهة بمحافظة الليث كوجبة إفطار متأخر لنخب سعودية من مناطق مختلفة من المملكة ، وكان الشغف والسعادة بنفس المستوى ، وكذلك منافسة وتميز مذاق مطاعم الوجبات السريعة المحلية عن غيرها من العالمية والإقليمية مثل البيك والطازج وهرفي وغيرها.
إن هذا التميز الكبير للأطعمة السعودية سيكون رافد مهم ومؤثر في تحقق الأهداف الاستراتيجية الثقافية السعودية ثقافياً واقتصادياً وسمعة ، وسيكون مصدر جذب سياحياً داخلياً وخارجياً ، إلا أنه مع كل ذلك التميز للطبق السعودي فأنه ما تزال المنصتين الرئيسيتين (الفنادق وما في حكمها، والمطاعم بأنواعها) المعنية لتقديم هذه السلعة الممزوجة بالثقافة ( معدي الطعام بكل تصنيفاتهم، والمستهلكين بكل فئاتهم ) بحاجة إلى مساهمات أكبر لتصبح أوسع انتشاراً وبراند عالمية مسجل للوطن ، كما يتطلب قيام الجهات ذات علاقة سواء كانت حكومية أو مجتمعة أو تجارية في تفعيل هذا الدور من خلال فعاليات متعددة وبأساليب حديثة جذابة ، ودور وزارات التجارة والثقافة والسياحة كبير في تحقيق المؤمل في أن تصبح ثقافة الطعام السعودي مسوغ بشكل مميز ثقافياً واقتصادياً، محلياً ودولياً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال