الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اليوم يمثل استعداداً لتحدي جديد لمدينة الرياض، هو أن تستضيف المعرض العالمي “اكسبو” في العام 2030، وهو العام الذي يمثل خط النهاية في سباق المملكة مع الزمن لتحقيق مستهدفات طموحة تتجاوز المئة لتُحدِث تغييراتٍ جذرية، وفوز الرياض في تنظيم فعالية “اكسبو 2030” ليس أمراً عابراً، فقد سبق أن أقامت دولٌ الدنيا ولم تقعدها من أجل الفوز بهذا المكسب الكبير، فالمكاسب المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن التنظيم المباشرة وغير المباشرة هائلة بكل المعايير، وتستمر من الآن وحتى العام 2030 وما بعد، باستقطاب استثمارات وزوار ليشهدوا إنجازات رؤية المملكة 2030، وليجلبوا معهم منافع اقتصادية جمة لعاصمتنا المتألقة.
ولابد من بيان بأن السعودية قد رصدت 30 مليار كميزانية لتنظيم اكسبو 2030، فضلاً عما ستستقطبه فوز الرياض من استثمارات محلية وأجنبية، والدفع بزيادة السعة الاقتصادية من بنية تحتية وتطوير في الأنظمة والتشريعات والتنظيمات ذات الصلة بما يساهم كذلك في تحقيق العديد من مستهدفات استراتيجية مدينة الرياض، والتي تسير في خطوط متوازية ومؤازرة لجعل اقامة أكسبو 2030 في الرياض منعطف جديد في مسيرة الرياض لتصبح أحد أكبر 10 اقتصادات مدن في العالم، وأن تنمو ليصبح عدد سكانها ما لا يقل عن 15 مليون نسمة. وينبغي ألا يغيب عن الذهن أن حزمة من مستهدفات ومبادرات رؤية السعودية 2030 ستساهم مساهمة فعالة في دفع الرياض للوصول لطموحاتها، فعلى سبيل المثال تسعى السعودية لأن تصبح أحد أفضل عشر اقتصادات تنافسية في العالم، مما يعني مزيداً من الانفتاح الاقتصادي والتسهيلات الاستثمارية وفي ممارسة الأعمال واستقطاب الكوادر البشرية الأفضل تأهيلاً وخبرة وريادة.
قبل نحو 24 شهراً أطلقت الرياض حملتها للمنافسة لاستضافة هذا الحدث العالمي (إكسبو) في العام 2030، وخلال هذه الفترة وضعت خطة هي أقرب ما يكون خطة لكسب معركة للنصر، ولاشيء أقل من النصر باستضافة معرض اكسبو العالمي في العام 2030، ولتطبيق تلك الخطة للفوز ولتحقيق النصر بذلت جهود منسقة ليس فقط لحشد تأييد الدول، بل لإقناع تلك الدول التي نريد حشد تأييدها أن الرياض هي الأجدر بالفوز، ولذا فكانت المحطة الاهم هي اعداد ملف متكامل، فيه جِدة وابتكار ينسجم ليس فقط مع متطلبات المنافسة على استضافة اكسبو، بل كذلك مضاهاة ومجاراة متطلبات استراتيجية مدينة الرياض العالية الطموح.
في العام 2025 سيعقد اكسبو في مدينة أوزاكا اليابانية، وسبق أن عقد “اكسبو 2020” في دبي في الفترة أكتوبر 2021 حتى مارس 2022، وقد تأخر بضعة أشهر عن موعدة بسبب جائحة كوفيد-19.
لكن لماذا كل هذا الحرص على الفوز باستضافة اكسبو؟ ولماذا تسعى الدولتين الأخريين كوريا وإيطاليا لبذل الغالي والثمين في سبيل تسجيل انتصار في هذه “المعركة”؟
لنأخذ حالة “إكسبو 2020” في دبي، أجرى بيت الاستشارات العالمي “إي واي” (EY) دراسة بعد انقضاء الحدث بنحو عام، لتتبع الأثر الاقتصادي لانعقاده في دبي، الذي استقطب أكثر من 24 مليون زائر، فتوصلت إلى أن الأثر الاقتصادي لمعرض إكسبو قد يبلغ إجماليه 154.9 مليار درهم من إجمالي القيمة المضافة (GVA) لاقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة من 2013 إلى 2042، منذ مرحلة الاستعداد وحتى التشغيل، وبعد انقضاء الحدث. قدم إكسبو 2020 دبي قيمة اقتصادية واسعة النطاق لدبي والإمارات العربية المتحدة. علاوة على ذلك، ,وطبقاً للدراسة المشار لها، فالتأثير متمركز حول مدينة إكسبو دبي بواقع62 %من إجمالي التأثير الاقتصادي، وأنه شمل عدد من القطاعات على وجه الخصوص؛ قطاع البناء (31.9 مليار درهم)،قطاع المطاعم والفنادق (23.1 مليار درهم)،.
ومن المتوقع خلق ما مجموعه 1،039،000 سنوات عمل مكافِئة بدوام كامل خلال الفترة 2013-2042. وإذا أخذنا مثالاً لما حدث في ميلانو (إكسبو 2015) نجد أن التأثير المتحقق لإيطاليا قارب 10 مليار يورو، وأوجد 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، واستقطب 21 مليون زائر من أنحاء العالم. وهكذا، فليس من المبالغة القول بأن المردود للاقتصاد السعودي -المباشر وغير المباشر- كنتيجة لتنظيم اكسبو 2030 في الرياض قد يتجاوز عشرة أضعاف ما رصد من ميزانية، أي ما قد يتجاوز 80 مليار دولار، وقد نأتي على تفصيل ذلك لاحقاً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال