الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يشهد العالم حاليا جولة جديدة من ثورة التقنية والتحول الصناعي، حيث يزدهر الاقتصاد الرقمي ويتعمق تطبيق التكنولوجيا الرقمية في المجال المالي، وقد أصبحت التقنية المالية، باعتبارها ابتكارًا ماليًا مدفوعا بالتقنية في العصر الرقمي، أصبحت بشكل متزايد جزءا هاما وقوة دافعة رئيسية لبناء النظام المالي الحديث. وأظهرت الصين زخما قويا في التحول الرقمي وابتكار التقنية المالية. ووفقا لتقرير، حتى عام 2023، هناك أكثر من 12000 شركة تقنية مالية في الصين، التي تعمل في مجالات مثل الدفع عبر الهاتف المحمول والعملة الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة المخاطر، مما يبرز قدرتها الابتكارية القوية.
أولا وقبل كل شيء، لا يمكن تجاهل المزايا التي تتمتع بها الصين في مجال التقنية المالية. تتمتع الصين بقاعدة ضخمة من مستخدمي الإنترنت، وقد تجاوز معدل ملكية الحسابات المصرفية الشخصية في الصين 95%، وهو أعلى من متوسط مستوى الاقتصادات المتوسطة والمرتفعة الدخل، كما بلغ معدل انتشار الدفع عبر الهاتف المحمول 86%، لتحتل المرتبة الأولى في العالم. لقد أصبح الدفع عبر الهاتف المحمول جزءا لا يتجزأ من حياة الناس، حيث أصبحت أدوات الدفع عبر الإنترنت والهواتف المحمولة مثل Alipay وWeChat Pay هي الوسائل المفضلة للدفع عبر الإنترنت وفي الأماكن العامة. وفي الوقت نفسه، حققت الصين أيضا تقدما كبيرا في الدفع عبر التعرف على الوجه، والدفع ببصمة الصوت، وما إلى ذلك، مما أرسى أساسا متينا لتطوير التقنية المالية.
ثانيا، حققت الصين أيضا إنجازات ملحوظة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكتل، والبيانات الضخمة. وقد تم استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في السيطرة على المخاطر وخدمة العملاء وما إلى ذلك، مما يوفر للمؤسسات المالية خدمات أكثر دقة وكفاءة. ولعبت تقنية سلسلة الكتل دورا مهما في العملة الرقمية وتمويل سلسلة التوريد وغيرها من المجالات، مما ساعدت على توفير إمكانات جديدة للابتكار في الصناعة المالية.
ثالثا، يعد التعاون في مجال التقنية المالية مع الدول المشاركة في بناء “الحزام والطريق” أحد الاتجاهات المهمة لتطوير التقنية المالية في الصين. وأطلقت الصين والدول المشاركة في بناء “الحزام والطريق” التعاون في مختلف المجالات بما فيها الدفع الرقمي وسلسلة الكتل والخدمات المالية عبر الحدود. ومن خلال تشارك التقنيات وتبادل الخبرة والموارد، حقق الطرفان سلسلة من النتائج الإيجابية في مجال التقنية المالية وعززا بشكل مشترك تطوير التقنية المالية.
في سياق التنسيق الاستراتيجي بين مبادرة “الحزام والطريق و”رؤية “2030” السعودية، تعمق التعاون بين الصين والسعودية في مجال التقنية المالية خلال السنوات الأخيرة.
لقد أدى مستهدف السعودية للتطور إلى أن تصبح مركزا ماليا إقليميا، مما يجلب فرصا جديدة لنظامها المالي. تعمل الحكومة السعودية بنشاط على تعزيز تطوير صناعة التقنية المالية، وقد قدمت سلسلة من السياسات الداعمة والأطر التنظيمية مساحة للابتكار والتوسع لشركات التقنية المالية. ومن الجدير بالذكر أنه منذ إطلاق مبادرة “فنتك السعودية”، زاد عدد شركات التقنية المالية بنسبة مذهلة لتبلغ 14.7 ضعف. وحتى نهاية عام 2022، تم تسجيل 147 شركة في مجال التقنية المالية في المملكة. توفر صناعة التقنية المالية النابضة بالحياة في المملكة العربية السعودية والنظام المالي الناضج نسبيا آفاق سوق واسعة لشركات التقنية المالية.
حصلت الشركة الصينية الرائدة في تقنية المال iPayLinks على ترخيص استثمار الخدمات السعودي الصادر عن الهيئة العامة للاستثمار السعودية في عام 2019 وهي توفر للشركات عبر الحدود منصة عالمية شاملة للدفع عبر الحدود وتسوية رأس المال لحل مشكلة تحصيل رأس المال والدفع في توسيع الأعمال التجارية العالمية، وتساعد عبر المؤسسات الحدودية لإجراء عمليات جمع وصرف رأس المال العالمي وصرف العملات وتسوية العملات الأجنبية وتوزيعها بأمان وكفاءة. في عام 2022، قامت شركة عجلان واخوانه مع الشركة الصينية swiftpass، بتأسيس شركة مشتركة باسم Tiqmo، بهدف تطوير الحلول الرقمية وأنظمة الدفع المتقدمة، وتعزيز تطوير المدفوعات الرقمية في السعودية، وتم الحصول على ترخيص تشغيل أعمال المحفظة الإلكترونية. وفي العام نفسه، أطلقت شركة خدمات الدفع الخارجية الصينية “Yiwu Pay” أعمالا تجارية بالرنمينبي عبر الحدود ونجحت في تنفيذ أعمال بالرنمينبي عبر الحدود بين مدينة ييوو والسعودية. لا تعمل هذه التعاونات على تعزيز المدفوعات الرقمية في السعودية فحسب، بل تساهم أيضا في التنويع الاقتصادي وبناء مجتمع غير نقدي.
بشكل عام، قدم التطور عالي الجودة للتقنية المالية في الصين أساسا متينا للتعاون الصيني السعودي في هذا المجال. ويمكن للطرفين الاستفادة الكاملة من المزايا والموارد الخاصة بكل منهما للاشتراك في تعزيز الابتكار وتطوير التقنية المالية وتقديم مساهمات إيجابية في الرخاء الاقتصادي للبلدين. ومن المعتقد أنه من خلال الجهود المشتركة للطرفين، فإن التعاون في مجال التقنية المالية بين الصين والمملكة العربية السعودية سوف يبشر بمستقبل أفضل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال