الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هل يمكن أن تعيش التاريخ رغم بعد المسافة والزمن؟ وهل من الممكن ان تنقل لك المعرفة المتجددة بشكل مستمر، ووسائل التقنية التي نعيشها يوما بعد آخر شيئا من المشاعر التي ترغب بأن تحياها لتكون جزءا من أزمان مضت فتصبح أنت شاهدا عليها؟
كل هذه الأسئلة تبادرت لذهني وأنا أطالع قبل أيام الأخبار التي طالعتنا بها وسائل الإعلام حول إطلاق الهيئة الملكية لمحافظة العلا إذاعة العلا FM، والذي تهدف لأن تكون صوتا إعلاميا لمحافظة العُلا يقدم محتوى معرفياً وترفيهياً يدعم حضور العلا ضمن قطاع السياحة والتراث الثقافي والفني، ومشاركة قصة العُلا الفريدة والتعبير عن موروثها الثقافي والحضاري العريق وإيصاله إلى العالم.
المعرفة بطبيعة الحال لم تكن يوما محصورة في وسيلة بحد ذاتها، وليست محددة بطقوس تستلزم عليك أن تكون حاضرا متفرغا في زحمة الأحداث اليومية التي نعيشها. فهي اليوم تصلك أينما كنت وبكل الطرق لتكون أكثر قربا منك، وكل ما عليك فقط هو أن تفسح المجال لها حتى تكون جزءا من يومك. كما أن رحلة الإنسان على مر العصور تستحق منا أن نتوقف أمامها لنستلهم أنماط الفكر التي تعاقبت على هذه الأرض.
نعلم جميعا أن الحضارات لم تنشأ من فراغ، ولا يمكن أن نصنع مستقبلا زاخرا بغير تاريخ عريق، لأن التجارب هي مفتاح هذه الحضارات، ثم يأتي بعد ذلك دور التحسين المستمر حتى نرتقي بالفكرة ونطوعها لخدمة البشرية بأفضل السبل.
ثم إن توثيق التاريخ ليس أمرا حديثا، بل هو سبيل الحضارات التي مرت على هذه الأرض في سبيل عمارتها والاستفادة من خيراتها ومنافعها لقرون ممتدة، مما يعود بأفضل مردود وعائد اقتصادي ممكن، وكل ذلك بحسب السبل المتاحة في حينه.
إن أحد أسباب قيام الأجيال بتوثيق تاريخهم هو رغبتهم في التأكد من الحفاظ على القصص المروية بدقة. وهذا بدوره يخدم في تعريف الأجيال القادمة بقيمة المكتسبات التاريخية بما تحمله لنا من تجارب نسعى لحصرها بشتى السبل الممكنة.
فكر في شتى أنواع العلوم والمعارف من اقتصاد وقانون وعلوم الاجتماع وغيرها مما لا يمكن حصره في هذه الأسطر البسيطة، بالتأكيد ان الاهتمام بالحفاظ عليها ساهم في فتح المجال أمامنا لتحويل الأفكار إلى واقع ملموس من خلال ابتكارات نعاصرها ونعيشها في كل يوم.
إن التعرف على تاريخك وتراثك يمكن أن يساعدك على فهم كيف أصبحت ما أنت عليه الآن. والحصول على منظور تاريخي لتراثك يمكن أن يكون بمثابة دليل إرشادي وغالبا ما يوفر معلومات حول ما يمكنك توقعه في المستقبل.
أعود إلى الإذاعة التي تطلقها العلا اليوم وكلي شوق لأن تكون هذه الجرعات المعرفية الأصيلة جزءا من حياة كل فرد منا، لأننا بكل تأكيد نتفق على أن الحفاظ على إرثنا الحضاري والمعرفي هو مسؤولية كل فرد منا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال